بداخل الطائرة الخاصه المتجها الي فرنسا.
جلست بثوب الزفاف الابيض وهي تشعر بالتوتر الشديد بعد ان ارتفعت الطائره الي السماء، مسكت بيده وهي تغمض عينيها وتقرأ بعض الايات القرأنيه كي تهدأ قليلا، شعر ببرودة يديها فوق يده، احتضن يديها بيده الاخر كي تطمئن قليلاً، تحدث اليها بفضول:
ـ مالك يا فرح جسمك بيرتعد ليه؟!
ردت بغيظ وهي تضغط علي يديه بخوف:
ـ واحده اول مرة تركب طياره عايزني اعمل ايه يعني!!
ابتسم بهدوء قائلاً لها:
ـ ومش هتكون اخر مرة انا هخليكي تشوفي العالم كله
فتحت عينيها بعد ان استقرت الطائره في السماء، نظرت الي يديها الممسكه بيده بقوة، فكت قبضة يديها عن يده وتحدثت بحزن:
ـ انا اصلا لحد دلوقتي مش مصدقه اني سبت امي واختي وجيت معاك
تحدث بتعب:
ـ انتي عارفه ظروف شغلي يا فرح انا كان لازم ارجع اليوم فرنسا
تنهدت بتعب وغمضت عينيها تفكر في والدتها وشقيقتها، ماذا يفعلون بعد تركها لهم، تشعر بالاشتياق الشديد إليهم، تريد ان تبكي مثل الطفل الصغير وتطلب منه ان يعيدها الي والدتها، انسالت دموعها رغما عنها، تشعر بالخوف الشديد من الحياة المقبله عليها، كيف ستعيش بمفردها بهذا البلد الاجنبي وهل سيقبلونها گزوجه للوزير، افكار كثيره كانت تراودها حتى ذهبت في نومًا عمييق.
نظر اليها يونس بابتسامة وهي نائمه، استرخي في جلسته يفكر في القادم، يعلم انه سيقابل الكثير من الصعاب حتى يتقبل والده بزواجه من فتاة عربيه بسيطه، تذكر عندما اخبره مندوب السفارة ان من اراد ان يفرق بينه وبين فرح هو والده، يعلم ان والده لن يقبل بفرح گزوجة لابنه ويعلم أيضآ ان الصحافه والاعلام لن يتركوا ما حدث بـ ليلة زفافه هو وايلين وسوف ينتشر خبر هروبه ليلة الزفاف بكل الجرائد ويعلم ان ايلين لن تستحق ان يتم التشهير بها وتعرضها للسخريه بسبب ما فعله، اغلق عينيه بتعب يفكر ماذا يفعل وكيف يعتذر من ايلين ويعوضها عن كل ما فعله بها وكيف يبعد فرح عن والده كي لا يخرب حياتهما مجددا.
بعد عدة ساعات..
استيقظت فرح علي لمست يد يونس وهو يتحدث اليها بهدوء :
ـ فرح اصحى احنا خلاص وصلنا
فتحت عينيها بصعوبه وتحدثت بنعاس:
ـ وصلنا فين؟
ضحك يونس بمرح :
ـ وصلنا فرنسا
انقبض قلب فرح بخوف، اعتدلت في جلستها تنظر حولها بتوتر، ساعدها يونس في فك حزام الامان، اخذ بيدها كي تستطيع الوقوف علي قدميها، كانت تشعر بدوار شديد، وقفت تترنح قليلا وقام يونس بمساندتها حتى استطاعت الوقوف بثبات، اخذ بيدها وخرجوا من الطائره، وقفت فرح اعلى الدرج تنظر الي الارض بالاسفل، انها نفس الارض الموجوده بمصر، نظرت حولها والي الاعلي، نفس السماء والليل والنجوم اللامعه، لكن هناك شئ مختلف، انها رائحة الهواء، الهواء هنا له رائحة مختلفه، يمكن ان تكون هذه رائحة الغربه!! ، تحركت بخطوات ثقيله فوق الدرج تشعر مع كل خطوه بالخوف من هذا البلد الغريب، لمست بقدميها ارض فرنسا، وقفت تذكر الله بقلبها كي يحفظها من خفايا هذا البلد الغريب، رأت سيارة فاخرة تقف قريبه من الطائره، خرج السائق من السيارة يركض اتجاههما وتحدث الي يونس باللغة الفرنسية وهو يعطيه هاتف، اخذ منه يونس الهاتف وتحدث به باللغة الفرنسيه وهو يشير لفرح ان تقترب معه من السياره، فتح لها السائق الباب باحترام، دخلت فرح السياره ودخل يونس من الجانب الاخر وهو مازال يتحدث بالهاتف، نظرت اليه فرح بستغراب، لاحظت انفعاله وغضبه اثناء حديثه بالهاتف لكنها لم تستطيع معرفة مع من يتحدث وماذا يقول، ركزت قليلا في حديثه باللغة الفرنسيه وعجزت كليا عن فهم كلمه واحده، تحركت بهما السياره ويونس مازال يتحدث بالهاتف، حتى انتهى من المكالمة و قام بأجراء مكالمه اخري، شعرت فرح بالملل، لم تستطع ان تفهم كلمه واحده، نظرت بجانبها الي الشوارع المضيئه، لاتصدق حتى الان انها بارض اخري غير موطنها، شردت في والدتها وشقيقتها، تشعر بالاشتياق الشديد لهما، لا تعلم كيف ستعيش هنا بعيدا عنهما، شردت في ذكرياتها الجميله مع والدتها وشقيقتها وهما صغارا، كانت تبتسم وهي شارده في ذكرياتها الطفوليه، خرجت من شرودها مع توقف السيارة بداخل حديقة لمنزل فخم، اشار لها يونس بالنزول وهو مازال يتحدث بالهاتف، زفرت فرح بملل وفتحت باب السياره وترجلت وهي تحمل ثوب الزفاف بيديها حتى لا يتلامس مع الارض، وقفت تنظر الي حديقة المنزل بانبهار، لاتصدق انها حقيقيه وليست بمنظر طبيعي گالموجود باللوحات التي كانت تأتي بها في الاعياد كي تلصقها بجدارن المنزل وتخفي اسفلها تشققات الجدران التي تسبب فيها مرور الزمن، وقفت تتأمل كل شئ حولها بانبهار شديد، كم تمنت ان ترى والدتها كل ما تراه هي الان، اقترب منها يونس بعد ان اغلق الهاتف، تحدثت اليه بفضول :
