وطول السنوات دي زوج خالتك مسألش عنهم
حرك اسلام رأسه بأسف قائلاً.
- ولا عمره فكر يزورهم ولا يبعتلهم جنيه حتى يصرفوا بيه على نفسهم وخالتي اللي بقت تشتغل وشقت كتير عشان تربي بناتها، لحد ما عزة كبرت وخدت الدبلوم واتجوزت اول عريس جالها، اللي مطلع عنيها هو وامه دلوقتي ده
تحدث يونس باهتمام.
- وفرح ؟
تحدث اسلام بحزن.
- لا فرح بقى زي ما انت شايفها كده، خدت معهد تمريض واشتغلت ممرضة وبقت هي اللي بتصرف على البيت
شرد يونس وهو يفكر في معاناة هذه الاسره ثم تحدث بفضول.
- وبعد زواج فرح، ايه هيكون مصير خالتك، هيكون لها راتب من الحكومة تصرف منه؟
تحدث اسلام بحزن.
ـ للاسف خالتي لسه على ذمة جوزها، يعني الاسم متزوجه وملهاش اي حق تطلب اي معاش من الحكومه
نظر يونس اليه بدهشة، ليضيف اسلام بثقة.
ـ وعلى كل حال فرح مستحيل تتجوز
تحدث يونس بدهشة.
ـ يعني إيه مستحيل تتجوز؟!!
اجابه اسلام بثقة.
- لان فرح رافضة فكرة الجواز دي خالص، اصلا فرح بتكره كل الرجاله من بعد اللي عمله ابوها معاهم واللي جوز اختها بيعمله مع اختها دلوقتي، كل ده عقدها اكتر
شرد يونس قليلاً يفكر في شخصية فرح العجيبة التي اثارت فضوله كثيرًا، من الواضح انها فتاة بداخلها انثى هاشه وضعيفه، حُرمت من الحنان والاحتواء، تحمل بداخلها هم ومسؤلية والدتها، وتحاول اخفاء كل ما بداخلها خلف شخصية قويه تتمتع بالا مبالاة ولا تهاب اي احد، وكأن القوة قناع وهي ترتديه طوال الوقت حتىٰ لا يرى احد ضعفها، لكنه رأى ضعفها بالفعل بداخل عينيها، وشعر بشئ غريب يجذبه إليها ويعلم جيدًا ان ما يشعر به ما هو الا تعاطف مع ما مرت به منذ ولادتها حتىٰ الان.
انتهى اسلام من تناول الطعام وتحدث وهو يقف من مكانه.
- الحمدلله.. هقوم اجهزلك الاوضة اللي هتنام فيها
خرج يونس من شروده وحرك رأسه بالايجاب.
تحرك اسلام اتجه الى الغرفة المجاورة لغرفته حتى يقوم بتجهيزها.
نظر يونس الى طبق العدس بجوع وهو يفكر ان يجرب ويتذوقه ، ثم اخذ قطعه صغيرة من العيش ووضعها بطبق العدس مثلما كان يفعل اسلام منذ قليل ، ثم تذوقه وتفاجئ بلذة طعمه وبدأ في تناوله باستمتاع شديد.
خرج اسلام من الغرفة بعد ان انتهى من ترتيبها ثم اقترب من يونس وهو يتناول العدس وتحدث معه بمرح.