في صباحِ اليَومِ التالي
مينهو ظَنّ ذاتَهُ سيستَيقِظُ على أصواتِ الطبيعة، زقزقَةِ العصافيرِ وحفيفُ الأشجارِ القريبَةعلى السلامِ النابِع في الجبَلِ وبُعدِه عن البَشر
لَكِن...
ليسَ ذَلِك ما جرى نهائيًافعِوضًا عمّا تمنّى، هوَ أستيقظَ على صخَبِ شخصَينِ في الخارِج، يصرُخان فيما يَبدو أنَهُ كانَ جدلًا بينَهُما
ولَم يحتَج للإستيقاظِ كُليًا حتى يُمَيّزَ صاحِبَيّ الصوت
فلا صاخِبانِ بهذا المكانِ..أو أيّ مكان، سِواهُما"هيّ تشانقبين هَل لازِلتَ تُنصِتُ لي؟"
جيسونق صاحَ في الآخَر بنبرَةٍ عالية بعدما كانَ يُحَدِّثهُ عن أحدى أفكارِه التي زارَتهُ قبلَ نومِه، سوى أنَ تشانقبين كانَ طيلة سَردِه لها، لم يتجاوَب معه
"نعم، لَكِن يستَغرِقني الأمرُ وقتًا لأستَوعِبَ كمّيةَ غباءٍ مهولة في آنٍ واحِد"
ماثلَ تشانقبين ذاتَ إرتفاعِ النبرَة، يُجاِدلُ بقوّةٍ جاعِلًا البقيّةَ مِن حَولِه يضعونَ أصابِعَهُم في أذانِهم لحمايَةِ مسامِعهم مِنه
"سوجين آه، كانَ يجِبُ علَيكِ أكلهُ في رَحمِ والِدَتِك عندما سنحَت لَكِ الفُرصَة"
وجّهَ جيسونق حديثَهُ الساخِط إلى توأمة الآخَر
يَحصلُ مِنها على إيماءها رأسها بالإيجاب، توافِقهُ رأيَه فقَط حتى تُجاريه"أُراهِنُ أنَ والدِكَ أوقعكَ على رأسِكَ كثيرًا عندما كُنتَ طِفلًا، وإلا لما كُنتَ بهذا الغباء"
تشانقبين رمى بسُخريَتِه قبلَ أن يعودَ لتناوِل إفطارِه وكأنَهُ لَم يَقُل شيئًا
لَكِن جيسونق أمتلكَ حدودَ تحمُّلٍ مُعيّنة
وقَد بدى وكأنَهُ وصلَ لأقصاها بعدَ بِضعَةِ إهاناتٍ فقط..لِذا هوَ ألتقطَ حفنةً مِنَ المحارِم الورقية
يستقيمُ مِن مِقعَدِه، بِها في يَدِه، ومُتّجِهًا للجهَةِ المُقابِلَة مِنَ المائدة، حيثُ يَجلِسُ الآخَرتشانقبين كانَ على وشَكِ إدخالِ البيضَةِ في ثَغرِه حتى يأكُلها. لَكِن عِوضًا عن ذَلِك، هوَ حصلَ على محارِمَ ورقيَة تُحشَرُ فيه...
ليَعُمّ الصَمتُ حينها على الجميعِ تمامًا
لا صوتَ يُسمَعُ أبدًا، لا حَفيفُ الأشجارِ ولا حتى زقزقَةُ العصافير
أنت تقرأ
kalon
Romanceعميلُ قوّاتٍ خاصة سابِق صُقِل بينَ يديّ الجيش الحربي، بأقوى الطُرقِ وأعنَفِها ليُصبِحَ رَجُلًا لا ينحَرِفُ في مسارِه المُستقيم.. ذَلِك حتى وُكِّلَ كحارِسٍ شَخصي للأبنِ المُدلّل لقائد القوّاتِ المُسلّحة. (تطوّر العلاقة وسير الأحداث بطيء جدًا)