مينهو لَم يَكُن قادِرًا على النَومِ بعدما حدَث في وَقتٍ ماضٍ، هوَ كانَ مُستَلقٍ في حُجرَتِه وحيدًا، يُفَكِرُ فيما أفتعلَه منذُ البدايَةمنذُ أن تأمَلَ أبنَ قائِده وأنقادَ خلف افكارِه غَيرِ الواعية، منذُ أن أقتربَ مِنهُ وناقضَ ذاتَهُ وجميعَ أقوالِه
منذُ أن أخبرَهُ بِكَم يبدو جميلًا وكيفَ أنَهُ حتى أجمَلُ ما رأتهُ عيناه
منذُ أن أدركَ أن لا رَجُلَ مُستقيمُ الميول يفعَلُ ما فعلَه، ويبوحُ بما باحَ بِه
هوَ نفى جميع أفكارِه وكذَّبَ ذاتَه
فلا يُعقَلُ أنَهُ مينهو، الذي لطالما ألتزمَ بالطَريقِ الصَحيح وأنجذبَ لجِنس النساء دونَ التفكيرِ بالرجال قَط، قَد يملِكُ شيئًا غَيرُ سَويٍّ تِجاهَ أبنَ قائِدهليسَ لأنَهُ يهابُ المثليةَ أو يكرَهُها
بَل لحقيقَةِ أنَ العلاقةَ الوحيدة التي خاضها، كانَت مع حبيبَتِه جينا، أمرأةٌ لازَمته لأعوامٍ طويلةهوَ لا يُصَدِّقُ حتى بإمكانيتَهِ الوقوعَ لشخصٍ مِن ذاتِ جنسِه، ناهيكَ عن مُشاركَتِه الأمورَ الحميميَة
ومُجرَدُ التَفكيرِ بِذَلك قد دعاهُ ليَنفيَ رأسَهُ بِعُنف، يَطردُ جميعَ ما أحتَلَّ عقلَهُ مِن أفكارٍ غريبة ويتخلَّصَ مِنَ التخيُلاتِ المُريبَة
لَكِن فِكرَةٌ واحِدَة هيَ ما مكثَت وحدها في ذِهنه
ماذا لَو عادَ إلى جينا وأعطى علاقتَهُما فُرصَةً أُخرى؟
هيَ كانت تُحاوِلُ الوصولَ إلَيهِ عبرَ الهاتف منذُ أن أنفصلَ عنها، لَكِنَّهُ كانَ يَصُدُّها مُنكِرًا إشتياقَهُ لها وَغَيرُ راغبٍ أيّ تواصُلٍ معها
كانَ يقرأُ إعتذاراتها ورسائِلها عن كيفَ أنها ستُغَيِّرُ مِن ذاتِها لأجلِه، كيفَ أنها نادِمَةٌ وستعتَني بهِ أولًا قبلَ عمَلِها
عندما وصلَتهُ الرسائل في الفترَةِ الماضية، كانَ يقرأُ نِصفها فقَط ويُغلِقُ هاتِفَهُ دونَ إهتمام
لَكِن الآن هوَ يقرأُها كامِلَة
مع فِكرَةٍ في ذِهنه بأن يَعودَ لها..وظَنَّ أن لا شيءَ خاطئًا قَد يَنجمُ عن ذَلِك
لَكِن ما لَم يعلَمهُ رَجلُ حَربٍ مِثلَه
هوَ أن لا يَثِقَ قطعًا بأفكارِ ما بَعدِ مُنتصَفِ الليل.

أنت تقرأ
kalon
Roman d'amourعميلُ قوّاتٍ خاصة سابِق صُقِل بينَ يديّ الجيش الحربي، بأقوى الطُرقِ وأعنَفِها ليُصبِحَ رَجُلًا لا ينحَرِفُ في مسارِه المُستقيم.. ذَلِك حتى وُكِّلَ كحارِسٍ شَخصي للأبنِ المُدلّل لقائد القوّاتِ المُسلّحة. (تطوّر العلاقة وسير الأحداث بطيء جدًا)