،مينهو كانَ يَقودُ السيارَةَ في صَمت، عيناهُ تختَطِفُ نظراتٍ سريعة عبرَ المرآة الأماميَة لأبنِ قائِده الجالِس في المقاعِد الخلفيَة
كانَ يراهُ يميلُ بجسَدِه بمُحاذاةِ الباب، رأسهُ يَستريحُ على زُجاجِ النافِذَة وعيناهُ تَنظرُ للخارِج، سارِحًا
ملامِحهُ مُرهقَة وآثارُ بُكاءِه واضِحَة
يتذكَّرُ كيفَ ترجّاهُ ليأخُذَه للمَنزِل وكيفَ تشبَّثَ بهِ ليُخَبِئهُ بعيدًا عَنِ الأنظارهوَ لَم يفهم ما يَجري معَهُ مُطلقًا
ولَم يَكُن قادِرًا حتى على جَذبِ حديثٍ صَحيحٍ مِنه، فقَد بدى في حالٍ غريبٍ تمامًا لَم يعتَد هوَ رؤيتَه ولا حتى التعامُلَ معَهلِذا هوَ حرَصَ على إستخدامِ علاقاتِه في الشُرطَة ليَحصُلَ على تسجيلاتِ كاميراتِ مُراقبَةِ الملهى، ويُحيطَ علمًا بالذي حدَث حتى يتّخِذَ الإجراءاتِ اللازِمَةِ كجُزءٍ مِن عمَلِه
لَكِنّهُ حرَصَ أيضًا على البقاءِ معَ الأصغَرِ دونما يضغَطُ علَيه بأسئِلَتِه. يُشعِرهُ بوجودِه الذي فشَلَ بِه سابِقًا عندما تركَهُ في الحمامِ وحيدًا.
مَع توَقُّفِه في أحدى إشاراتِ المرور، كانَ قَد رأى جيسونق عبرَ المرآةِ الأمامية يَنظرُ مُطَوّلًا في إتجاهٍ مُعيّن، جعلَهُ يتبَعهُ هوَ أيضًا في النظَرِ ناحيتَه
يبتَسِمُ عِندما رآهُ أحَدَ مطاعم الوجباتِ السريعة
ليُخَمِّنَ أنَهُ جائِعٌ ولَكِن لا يَملِكُ القوّةَ للحديثِ والطلَب"إني جائِعٌ جِدًا...هَل لا بأسَ معَك إن توقَّفتُ لشراءِ بَعضِ الطعامِ أولًا؟"
نظرَ للخَلفِ مَع سؤالِه، يُخفي الحقيقةَ كاذِبًا
فهوَ لا يَشتهي الوجباتِ السريعَة وليسَ بِمُحبٍ كبيرٍ لَها حتىيكسَبُ عينيّ الأصغَرِ اللامِعَة تتوجّهُ إلَيه مع ثوانٍ قصيرة مِنَ الصَمتِ قبلما يراهُ يومِئ رأسَهُ بالإيجابِ بِخفّة
ليردعَ إبتسامتَهُ المُستلطِفَةِ لَه وينتَظِرَ تغَيُّرَ إشارَةِ المرورِ ليتَّجِهَ حيثُ طلباتِ السيارات للمطعَمِ المَنشود
"فلنتوقَف جانِبًا قليلًا"
أستمَع لِصَوتِ الأصغَرِ المبحوح يَطلبُ مِنهُ في خفوت، يستَدعيهِ ليَنظُرَ ناحيتَهُ مِنَ المرآةِ ويلتَقي بِعيناه
أنت تقرأ
kalon
Romanceعميلُ قوّاتٍ خاصة سابِق صُقِل بينَ يديّ الجيش الحربي، بأقوى الطُرقِ وأعنَفِها ليُصبِحَ رَجُلًا لا ينحَرِفُ في مسارِه المُستقيم.. ذَلِك حتى وُكِّلَ كحارِسٍ شَخصي للأبنِ المُدلّل لقائد القوّاتِ المُسلّحة. (تطوّر العلاقة وسير الأحداث بطيء جدًا)