أَمَارلس |𝐍𝐉

١٠- بَلْسَم

أَنَا لَسْتُ مِثْلَهُمْ ، أَنَا مِثْلَ لَهُمْ

ـــــــــــــــ

نَبَض قَلْبِهِ بِخَوْفِ عِنْدَمَا رَأَى الْمُقْبِضِ يَتَحَرَّكْ حَتَّى
دَخَلَ الشَّخْصِ الَّذِي اسْتَغْرِبُ النَّارِيَّ مِنْ
وُجُودُهُ

" زَيْرَ "

أَقِفْ الرَّجُلُ الرُّوسِيُّ الْبَابِ ثُمَّ اقْتَرَبَ مِنْ السّرِيرِ

" سوكجين دَعْنِا نَتَحَدَّثُ "

مَسَحَ النَّارِي دُمُوعَهُ ثُمَّ اعْتَدَلَ بِجِلْسَتِهِ " مَاذَا هَلْ اتَّيْتَ لِلصُّرَاخِ عَلَيَّ كَمَا فَعَلَ رَئِيسُكَ اللَّعِينَ " وَضَعَ كَفَّيْهِ فَوْقَ وَجْهِهِ بِسَبَبِ بُكَائِهِ الْمُتَوَاصِلِ

تَنْهَدَ زَيْرٌ ثُمَّ جَلَسَ أَمَامَ الْفَتَى " أَنْتَ مُحِقٌّ أَنْ جَوْنَ لِعَيْنٍ ، لَكِنْ لَمَّا هَرَبْتَ ! "

رَفَعَ النَّارِي رَأْسَهُ لِيَنْظُرَ نَحْوَ الرُّوسِيِّ " وَ تُسَالِنِي لِمَاذَا ، انَا لَا ارِيدُ الْبَقَاءَ بِقُرْبِهِ .. أَنْ..ا أَخْتَنِقَ " الْعَبُوسَ طَغَى ثَغْرُهُ

" يَافَتِى لَقَدْ وَافَقْتُ عَلَى الْبَقَاءِ مَعَهُ مِنْ خِلَالِ تِلْكَ الْمُدَّهِ الَّتِي اقْتَرَحَهَا عَلَيْكَ وَ لَكِنَّكَ لَمْ تَعْتَرِضْ ، يَاصْغِيرَ اتْعَلَمْ هُرُوبَكَ ذَلِكَ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُصِيبَكَ أَمْرٌ سَيِّءٌ ، سَوْفَ يَجُنُّ جُنُونُهُ أَنْ حَدَثَ لَكَ شَيْءٌ مَا ، صَدَقْنِي هُوَ يُحِبُّكَ وَ لَا يَرْغَبُ بِأَجْبَارِكَ .. "

" وَأَنَا لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُحِبَّهُ زَيْرٌ ، أُرِيدُ الْعُودَهَ إِلَى حَيَاتِي .. أَنَا اعْتَرَفْ لَقَدْ اخْطَأْتُ اثْنَاءَ قَبُولِي
تِلْكَ الْمُدَّهَ "

شَهُقٍ ثُمَّ وَضَعَ كَفَّيْهِ لِيَكْتُمَ صَوْتَهُ ، رَبَّتُ الرَّجُلَ فَوْقَ ظَهْرِهِ بَعْدَ أَنْ اقْتَرَبَ لِيُعَانِقَ جَسَدَهُ ، هَدَءَ النَّارِي بَعْدَ دَقَائِقَ ثُمَّ مَسَحَ دُمُوعَهُ بِخُشُونِهِ " زَيرَ أَنَا ارِيدْ الْعَوْدَهَ الَى كُورْيَا ، دَعْهُ يَعِدْنِي الَى هُنَاكَ فَقَطْ "

" حَسَنًا سَأَسْأَلُكَ عَنْ بَعْضِ الَامُورِ وَانْتَ فَقَطْ
أَوْمَأْ بِرَأْسِكَ "

تَلَقَّى هَمَّهُمْ خَافَتَهُ مِنْ زَهْرِهِ النَّرْجِسِ

" أَقَامَ بِضَرْبِكَ ، تَعْنِيفُكَ ، الصُّرَاخَ عَلَيْكَ دُونَ سَبَبٍ ، ايْلُمْسْكَ بِطَرِيقِهِ مُقَزِّزِهِ ، هَلْ قَبْلَكَ دُونَ رِضًى مِنْكَ ، هَلْ أَجْبَرُكَ عَلَى شَيْءٍ عَدَا الْبَقَاءَ بِتِلْكَ الْمُدَّهِ " كَانَ يُوشِكُ النَّارِيَ عَلَى الْأَيْمَائِهِ بِرَاسِهِ لَكِنَّهُ أَسْتَمِعُ الَى نِهَايِهِ حَدِيثَ الرَّجُلِ الرُّوسِيِّ وَعَبَسَ ثَغْرَهُ