أَمَارلس |𝐍𝐉

٢٥- سُلَيْمَانُ

فِي اخِر وَقْت أَضْحَى فُؤَادِي يَجْرِي الْيكْ مَلْهُوفًا .

ـــــــــــــــ

السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ صَبَاحًا ..

-الُڤيَلَا-

يَسْتَفِيقُ زَهْرَ النَّرْجِسِ مِنْ غَفُوتـهِ قَرَابَهُ شُرُوقِ الصَّبَّاحِ
وَ أَضْعَا كَفَّهُ فَوْقَ مَعِدَتِهِ لَـ شُعُورِهِ بِالْجَوْعَ الشَّدِيدِ
لَقَدْ نَامَا بَعْدَ حَرْبِ أَجْسَادِ طَاحِنِهِ ..

نَظَرَ إِلَى جَانَبَةِ وَ وَجَدَ السَّمَاوِيَّ يَنَامُ عَلَى جَانِبِهِ
الْأَيْسَرِ وَيُعْطِيهِ ظَهْرِهِ .. اعْتَدَلَ فِي جَلْسَتِهِ ثُمَّ
اقْتَرَبَ مِنْ النَّائِمِ حَيْثُ هَزَزْ كَتِفِهِ بِخُفِّهِ

" جُونُ ، جُونُ اسْتَيْقَظَ " هُسَّهُسَّ قَرَّبَ إِذْنِهِ فِي
مُحَاوَلَةِ لَـ إِيقَاظِهِ بِرَاحِهِ دُونَ أَفْزَاعِهِ

" جُونُ أَنَا جَائِعٌ وَ رَاسِي يُؤْلِمُنِي" بَعْضُ الْأَلَمِ
الطَّفِيف يُحِيطُ رَاسِهِ ، بِصُعُوبَهُ بِأَعْدَ الرَّجُلُ بَيْنَ
جَفْنَيْهِ ثُمَّ الْتَفَ نَحْوِ فَتَاهُ

" كَمْ السَّاعَةِ الانَ! "

" الْخَامِسُهَ وَ النَّصِّفَ ، أَنَا جَائِعٌ أَرْجُوكَ " نَفَخَ
خَدَّيْهِ مَعَ عَبُوسً يَحْتَلِ ثَغْرِهِ الْمُحَمَّرِ ، الْإِيطَالِيَّ لَمْ
يَسْتَطِعْ مَقَاوِمُهُ زَهْرَهَ

تَنْهَدِ ثُمَّ اسْتَقَامَ مِنْ مَضْجَعِهِ ، مَا إِنْ اصْدَرَ صَوْتَا
حَتَّى فَتَحَ الْجَرَوِ عَيْنَيْهِ و أَخَذَ يَنْبَحُ ، أَسْرَعَ الزَّهْرَ بِالنُّزُولِ
مِنْ السَّرِيرِ ثُمَّ حَمَلَ ريكو و الَّذِي سَكَنَ بِحَضْنِهَ ..

بُدِى وَدِيعَا جَدَّا قَبَالَةَ زَرْقَاءُ الرَّجُلُ ، يُرَاقِبُهُ بِـتَرْكِيزِ
جَدِيدٍ رَغْمَ بِكَرَ وَقَتَ اسْتِيقَاظِهِ ، لَقَدْ رَاهُ يَرْبَتِ
فَوْقَ ظَهْرِ الْجَرَوِ اثْنَاءِ ضَمَّهُ نَحْوِ صَدْرِهِ .. يَتَحَرَّكُ
فِي بُقْعَتِهِ ثُمَّ يهمِسُ أَسْفَلِ اذِنِهَ ، إِلَى أَنْ
عَادَ الْجَرَوِ لَـيُغَرَّقُ فِي النَّوْمِ ..

انْحَنَى الزَّهْرَ نَحْوِ الْأَرْضِ لَـيَضَعُ الْجَرَوِ دَاخِلٌ
فِرَاشِهِ ثُمَّ غَطَّاهُ جَيِّدًا ، أَشَارَ لَـ رِجْلَهُ فِي الِاقْتِرَابِ
ثُمَّ خَرَجَ كَلَاهُمَا بِهُدُوءِ شَدِيدً دُونَ أَيْقَاظً
ريكو .

مَا إِنْ حَطَّتْ أَقْدَامَهُمَا خَارِجِ الْغَرْفِهِ ، قَدْ شَرَعَ
السَّمَاوِيَّ بِحَمْلِ فَتَاهُ بَيْنِ ذِرَاعَيْهِ اثْنَاءِ نُزُولِهِمَا مِنْ
فَوْقَ السَّلَمِ .. الُڤيَلَا كَانَتْ دَافِئَهُ رَغْمَ قَسَاوَةَ
بِرَدِّ الْخَارِجِ