أَمَارلس |𝐍𝐉

١-مُكَبَّلَ

أَرْقُصُ مَعَ ذِرَاعِيّ ، الْمَسِيحُ يَقُولُ أَنْ يَفْعَلَ
مَا يَبْتَغِيهِ قَلْبِي، وَأَنَا أَرَتُكَ فَقَطْ .

150c+21v

ــــــــــــــــــــــــــــــ

أَيُطَالِيَا_ مِيلَانُو

تّوَقُّفُ تِلْكَ السَّيَّارِهِ السَّوْدَاءِ مِنْ طِرَازِ الْجِيلِ الْحَدِيثِ
أَمَامَ تِلْكَ الڤيَلَا الشَّاهِقُهْ

يَفْتَحُ ذَلِكَ الْخَادِمُ الْبَابَ بِمُهْلٍ شَدِيدٍ ثُمَّ بِكُلِّ عَظْمِهِ
يُخْرُجُ رَجُلٌ الثَّلَاثِينَ مِنْهَا، يَسِيرُ بِكُلِّ تَكَبُّرٍ
فَوْقَ السَّجَّادِ الْأَحْمَرِ الْمّتَّدِّ مِنْ دَاخِلِ الڤيَلَا

حِذَائِهُ كَانَ يَطْرُقُ بِصَوْتٍ عَالِيٍّ دَاخِلَ هَذَا الْمَكَانِ، صُعُودًاً حَيْثُ قَادَتهُ سَاقَيْهِ لِـ تِلْكَ الْغُرَفُهُ الْمَطْلِيهُ بِلَوْنِ الْقِرْمِزِيِّ

يَتَقَدَّمُ بِالْجُلُوسِ فَوْقَ السَّرِيرِ ثُمَّ يَخْلَعُ مَلَابِسَ عَمَلِهُ
السَّوْدَاءُ، يُرْخِي بِأَكْتَافِهِ مِنْ ذَلِكَ الْكَمِّ الثَّقِيلِ مِنْ الْمَلَابِسِ
ثُمَّ يُصْبِحُ عَارِيًّاً حَيْثُ صَدَرَهُ

يَلِيهِ الْبِنْطَالُ ثُمَّ حِذَائُهُ وَسَاعُهُ مِعْصَمُهُ الذَّهَبِيْهِ، يَتَّجِهُ
بِالذَّهَابِ نَاحِيهِ الْحَمَّامَ، يَغْسِلُ وَجْهَهُ أَمَامَ تِلْكَ الْمَرْأَهِ الطَّوِيلَهُ الَّتِي يُعَادِلُ طُولُهَا حَوَالَيْ الْفِ قَدَمٍ.

يَمْسَحُ وَجْهَهُ ثُمَّ يَعُودُ حَيْثُ الدَّاخِلُ، يُمْسِكُ بِكَأْسِ
يَحْوِي مِنْ النَّبِيذِ الْابْيضِ، يَرْتَشِفُ مِنْهُ بِكُلِّ هُدُوءٍ مَعَ تَنْهِيدِهِ خَافَتَهُ تَخْرُجُ مِنْ فَمِهُ.

يُطَالِعُ نُجُومُ الدُّجَى مِنْ خَلْفِ أَلْنَافِذِهِ الزَّجَاجِيهْ، لِفَافِهِ
التَّبَغُ كَانَتْ تَحْتَلُّ اصَابِعَ الْيُسْرَى ثُمَّ تَسْتَقِرُّ عِنْدَ
خَمَرِيْهِ شَفَتَيْهِ الْمُتَوَرِّدِهْ

يَسْتَنْشِقُ الْكَثِيرُ مِنْهَا ثُمَّ يَتَطَايَرُ ذَلِكَ الدُّخَانُ، بِكُلِّ
هُدُوءٌ يَسْتَرْخِي مِنْ كَثْرِهِ أَشْغَالَ الْيَوْمِ بَيْنَ الِاجْتِمَاعَاتِ
وَصَفَّقَهُ الِاسْلَحَهُ، التَّخَلُّصُ مِنْ بَعْضِ الْحُثَلَاتِ الَّتِي
تَفْسِدُ أُوكَسَجِينِ الْكَوْكَبِ.

يُطْفِئُ لِفَافِهِ التَّبَغَ بِبَاطِنِ الْكَأْسِ الَّذِي أَصْبَحَ مُمْتَزَجِ
بَيْنَ النَّبِيدِ وَنَذَّاتِ التَّبَغِ، يُتَابِعُ بِعَيْنَيْهِ عَقْرَبَ
السَّاعِهُ الَّذِي كَانَ يُشِيرُ الَى الْعَاشِرِهِ وَالنِّصْفِ.