(14) إعتراف "ذات"

16 2 0
                                    


في يوما ما ولحظة ما، عندما جاء "أيمن" من العمل أخذ حماما ونزل يجلس قرب "ذات" في الصالة، أمسك يدها نظر في عينيها و قال بلطف سحري: (كيف حالك اليوم) أومأت أنها بخير ثم اضاف: ( اعتقد أن هناك حديثا لم ينتهِ بيننا..)
اجابت "ذات" بإستحياء: ( أي حديث؟!!)
هو: ( سألتك من قبل عن احدا اسمه "الماحي" أهو حبيبك سابقا؟!)
هي بإستغراب: ( ماذا!! لا لا ليس حبيبي..)
هو:(إذا من؟! أريحيني يا "ذات" من سبّب حالتك هذه؟!!)
هي متمتمة بعد أن سرحت بعيدا: ( إنه خالي!!)
هو مصدوما:( خا خا خالك!! كيف؟!! كيف اتقصدين إنه إنه.....)
هي بصوت مخنوق: ( نعم، خالي سبب ذلك، لقد لقد اغتصبتني - بدأت دموعها بالإنهمار - كان يفعلها طوال طفولتي )
هو مرتبكا، مصدوما، متفاجأً: ( اتقصدين خالك شقيق والدتك؟؟!!)
هي أومأت رأسها و اردفت هامسة من اثر البكاء: ( ليس هو فقط قبله ابن عمي ايضا)
أمسك "أيمن" رأسه بيديه وقف، جلس مسح دموعه بسرعة احمرت عيناها وجعا غضبا حزنا على تلك المسكينة.. خرج أمام فناء المنزل اأطلق صرخة عالية سمعها كل العاملين في المنزل، دخل مرة اخرى الى "ذات" وجدها تضع يديها حول رأسها الي الأسفل متكورة على نفسها منهارة اأمسكها ضمها إليه بكى معها لم يستطع أن يقول شيئا لم يستطع فعل شيء...
ظل بجانبها يمسح دموعها قبل دموعه - كيف يشعر الزوج اذا اكتشف ان زوجته قد انتهك عرضها - أيواسيها ام يواسي نفسه ، ضاقت به الدنيا، احس انه مختنق...

فجأة و في خضم تلك العاصفة من البكاء أمسكها لكي تقف، لم تستطع أن تخطو حملها و صعد بها الى غرفتهما فقد بدأت الخادمة تنظر إليهما بفضول، أجلسها على طرف الأريكة ثبتها و رفع وجهها الى وجهه و قال :( سنتخطى هذه المحنة سويا، ستُشفى جراحك، سأُساندك لن اتخلى عنك، لن يكون الأمر سهلا، و لكننا سنحاول، سأساعدك لن افلت يدك ، عديني بأنك ستحاولي معي، نحن في هذه المحنة سويا أنا معك، لن يعرف احدا عن هذا الموضوع انا و انتِ سوف نتجاوز هذا أعدك)
نظرت اليه بإستغراب و قالت: ( و انت ما ذنبك، لماذا ستتحملني، فأنا معطوبة ،لماذا ستشارك في حربا لا تخصك.. لماذا...)
اغلق فمها بيده و قال: ( لا اريد أن أسمعك تقولين ذلك مرة اخرى، أنا أخترتك حتى لو كانت أمي هي السبب، لقد احببتكِ يا "ذات" و أنتِ زوجتي الآن و عليّ الوقوف بجانبك اختيارا لا اضطرارا، فهمتي، لستِ حملا عليّ و ليس ينقصك أي شيء أنتِ مثالية في عيني ولا اريد غيرك)

ظلت تحدق في عينيه هائمة، حائرة، ضائعة، لا تفهم سر تمسكه بها، لم تشعر قط أنها مميزة أو جميلة أو حتى امرأة ينجذب إليها الرجال..
ولكن أيمكن أن يكون هنالك رجل بهذا النُبل رجل استثنائي، لا يبحث عن فريسته، لا يجري خلف أطماعه، رجل يريد سعادتي!! و لماذا أنا، لماذا هذه الفتاة المكسورة! ماذا يرى فيّ ما يريده...
أخرجها من تيهها و ألقى بكلماته هامسا: ( لا تفكري كثيرا، فكل ما في رأسك أوهام و كل ما لا تفهمينه الآن سيكون واضحا يوما ما فقط كوني قوية لأجلك و لأجلي أنا احتاجك كحاجتك لي)
قالت بيأس: ( لقد عاهدتُ نفسي أن لا أُخرج هذا السر و أنه سيبقى معي و سيدفن معي أخاف على أهلي الفضيحة لا أعرف لماذا اخبرتك)
وضع يده على كتفها و قال كأنه يوضح فكرةً:( "ذات"! انتِ نفسي و نحن واحد ولن يعرف احدا هذا صار هذا سري ايضا لا تخافي وانا معك)
.............

أصر أيمن أن تبقي في البيت و أن تأخذ إجازة مفتوحة لصحتها و لحالتها الصعبة حتى هو كان يخرج من العمل باكرا فقط ليكون بقربها، ليجدها في غرفتها لا تفعل شيئا، مرة تبتسم لرؤيته و مرة وجهها لا يفسر شيئا...
كان يحادثها، يحكي لها عن يومه عن المواقف المضحكة و حتى المحرجة يجعلها تهاتف صديقاتها و تارة يدعوهن لرؤيتها .. يصر عليها أن تزور أهلها و أهله.. يصطحبها في أمسية علي شط النيل، يسهران احيانا وكل احد يراقب الأخر هو من عند أريكته يقرأ كتاباً، و هي في سريرها، صارت لا ترتجف حين يمسك بيدها صدفة، و لا تتسمر إذا وقف قريبا منها، صارت تبتسم كثيرا بطريقة لا تفهمها هي، تراقبه عندما ينام، كان يبذل جهدا وكانت ترى ذلك في عينيه، كانت تشعر به حينما يقطع نومته ليتفحص أنفاسها ليلا

ذاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن