لفتت الطبيبة إنتباه "ذات" لعلاقتها بـ"أيمن" ما إذا حدث شيئا بينهما وكيف هي طبيعة علاقتهما حاليا.أعطتها نصائح و واجبات بعد أن عرفت أنهما ليسا كزوجين طبيعيين و أن عليها أن تتقرب له كنوع من التعافي لتثبت لنفسها أن تجربتها مع خالها ليست مثل "أيمن" و أن عليها أن تجعل عقلها يفرّق بين الأمرين. عليها أن تغلق صفحة الماضي لتستطيع أن تعطي لنفسها و "أيمن" فرص ليختبرا ما يمكن أن يعيشاه. و ذكّرتها أن ما سيكون بينهما سيكون بالحب و الرضى المتبادل ليس إرغاماً.
واجباتها التي نصحتها بها الطبيبة أن تكون خفيفة و بالتدريج ليس عليها أن تتسرع لتبرمج عقلها الباطن.
حتي أن الطبيبة طلبت مقابلة "أيمن" في جلسة بمفرده لتوضح له كيف عليه أن يتعامل مع "ذات" أشياء يفعلها و اخرى ليست محبذة في هذه الفترة، أعطته كل ما يلزم ليسرّع تعافي "ذات" على المدى الطويل، و كان "أيمن" يبدي إهتماما و تركيزا لكل ما تقوله الطبيبه و هذا ما شجع الطبيبة لتكون متحمسة بأن تطلب منه أن يقترب لـ"ذات" ليعرف ردة فعلها بعد هذه الجلسات. كما طلبت من "ذات" أن لا ترفض قرب "أيمن" بعد أن عرفت مشاعرها تجاهه لتدع عقلها يستجيب بدون تفكير.مضت أربعة أشهر سريعا من غير أن يشعرا "ذات" و "أيمن" كانا يصبّان تركيزهما علي العلاج و المقابلات.
في مساء ما عندما كان يهّمان للنوم أيمن على أريكته و "ذات" خرجت لتوها من الإستحمام، كان "أيمن" يراقبها متظاهرا بأنه يقرأ كتابا، تذكر نصيحة الطبيبة، اقترب لـ"ذات" بعد أن جلست على السرير تريد أن تنام، وقال مشيراً ليدها: ( اتسمحين لي) ، مدت يدها مترددة، أمسك يدها، و سحبها ببطء إليه لتكون على مستوى عينيه، جعل يتأمل عينيها، يتحسس شعرها، هي كانت متسمرة ثابتة ترتجف، قال بصوت خافت: ( يمكنني الإنسحاب إذا اردتي)
رفعت رأسها إليه مدت يدها لتتفحص وجهه، خده، أنفه، قربها إليه أكثر وهي مازالت ترتجف، ألتفت يداه حول خصرها، صارت أنفاسهما متقاربه، يتأمل كل احد عيني الآخر، هدأت أنفاسها، خفت الرجفة اغمضت عينيها لتشعر بقبلته الأولي على فمها، سحبها بقوة ناعمة، ضماها الي صدره، و همس على أذنها:( لا تدري كم تخيلت هذا، ولكن اظن أن الواقع أحلى بكثير من التخيل...)كان شوقا، أو لهفة أو تعبيرا لحبٍ مدفون لا يعرفا التعبير عنه فقط يحسانه...
يا طيب قبلتك الأولى .. يرف بها
شذا جبالي .. وغاباتي .. و أوديتي
ويا نبيذية الثغر الصبي .. إذا
ذكرته غرقت بالماء حنجرتي..
ماذا على شفتي السفلى تركت .. وهل
طبعتها في فمي الملهوب .. أم رئتي؟
لم يبق لي منك .. إلا خيط رائحة
يدعوك أن ترجعي للوكر .. سيدتي
**بعدها فتّحا أعينهما، شعرا بالخجل و السعادة في نفس الوقت ابتسما لبعضهمها، همس "أيمن" في اذنها مرة أخري: ( أحبك) وطبع قبلة على رأسها و توجه لأريكته و تظاهر بالنوم. هي وقفت عشر دقائق تستوعب ماذا حصل و عندما انتبهت لنفسها اسرعت لسريرها متظاهر هي ايضا بالنوم و لكن لم يزر النوم احدا في تلك الغرفة يتقلب كل منهما في منامه بلا جدوى...
اخبرت "ذات" الطبيبة بما حدث، هنئتها الطبيبة و اوضحت لها بان هذا تقدم ملحوظ، و سوف تتعود اكثر و ستزول تلك الرجفه تلقائيا مع الوقت..
مرت الايام و "ذات" تتأمل حياتها و كل ما مرت به. حمدت ربها ان "أيمن" في حياتها ماذا لو أنها تزوج شخصا آخر؟! أتراه سيكون مثله! لا تعتقد ذلك..
تسائلت كم من فتاة حدث لها مثل ما حدث معها ولم تتلقى دعم كـ"أيمن"، ليس كل الأزواج متفهمين مثله، ليس كل زوج يرضي بفتاة معطوبة مهلا قالت لنفسها أننا لسنا معطوبات و لسنا ناقصات، المعطوب و الناقص هو من فعل ذلك بنا، ليس ذنبنا أن نكون ضحايا اناس مريضين..
في ذلك اليوم اخيرا نوت "ذات" أن تلبس شيئا من جهازها تبع العرس، اختارت فستانا قصيرا احمرا تعطرت و تزينت و انتظرت "أيمن" بقلق و توتر.. حتى كادت أن تخلعه وتقول في سرها: ( مازال الوقت مبكر سأعطي لنفسي فترة اكثر) وقفت لتحاول خلعه، فجأة دخل عليها "أيمن" لتتصادم أعينهما ببعضهما البعض، وقفت مستحية من منظرها فهي لم تتعود أن تلبس هكذا ملابس، هرول "أيمن" تجاهها و أمسكها قبل أن تدري و طبع قبلة طويلة على فمها و قال لها مبتهجاً: ( انتظريني عشر دقائق فقط) اتجه ليستحم و هي مبتسمة و مرتبكة في نفس الوقت.
بعد خرجت وجدها جالسة مستسلمة سارحة قال لها بقلق: ( إذا غيرتي رأيك ليست بمشكلة..) دمعة خرجت من عينيها و قالت وهي ممسكة بيديه: ( لا، سنجرب و سنحاول ألم يكن هذا كلامك!)
قال لها: ( اتتصورين انني لا اريد ذلك، أنا اتوق لك اتلهف لقربك، أتخيلك يوميا معي، كل يوم كان صعبا علي و لكنني تحملت لأجلك لتكوني معي و انتِ لستِ مرغمة، لستِ كأنك تأدين واجبك اريدك أن تأتي أليّ كحبيبة محتاجة لي كإحتياجي إليك) رمت نفسها في حضنه مسحت دموعها و قالت:( أنا معك الآن احتاجك يا "أيمن" أنا.. أنا.. أحبك!!!).......
مضت ليلتهما الأولي كزوجين و مشاعرهما غير مفهومة كل منهما يختبر الاخر، ليلتقيا في طريق واحد و حياة واحدة لا يفترقان منها...
استيقظت "ذات" تنظر لزوجها الحبيب تتمنى أن لا تفترق عنه تذكرت كلام امها عنه ابتسمت و حمدت الله على هذا الوجه الملائكي الذي ينام قربها، فتح عينيه طبع قبلة علي خدها صار ينظر لها كأنه اكتشف شيئا لتوه و قال بغزل: ( "ذات"! انتِ جميلة هكذا أم انني لم أنتبه)
ضحكت و ألقت رأسها علي صدره و همست:( أنا التي لم تنتبه بأنك جميل هكذا، حبيبي! ما رأيك بأن نسافر اسبوعا؟!). ابتسم و قال وهو يلامس أنفه بأنفها : ( انتِ تطلبي و أنا انفذ يا "ذاتي")............
*و حين مررت بقلبي تورد.. آنستُ في عينيك داراً.. معك احببت الحياة.. سأعيد ترتيب أيامي بما يليق بك و بحبك.. معك صرتُ اتمنى و أحلم.. معك صارت الأمنيات حقيقة*
أنت تقرأ
ذات
Cerita Pendekتحيّ.. تعيشي.. لا مقهورة .. لا منهورة.. و لا خاطر جناك مكسور.. بل مستورة.. يا ذات الضرا المستور.. سلاماً تلك كانت قصة "ذات" .. يا ترى كم من فتاة تشبه "ذات"، كم من فتاة سلكت طريقها و تاهت في ظلام وجعها السري،