صوته يعلو في المكان يطرق الباب بقوه للمره التي لا يعلم عددها لقد تأخرت عليه كثيراً، ليس من عادتها ف هي في كل مره يأتي بها تنتظره امام عتبه الباب مثل الطفله الصغيره التي تنتظر الحلوي من ابيها، لوي شفتيه بحنق وهو يزفر بتهكم :
"يا بنتي افتحي تعبت من الوقفه علي الباب انتي لسه نايمه ولا اي "
كان ينتظر علي الجانب الاخر للباب بتعب، يريد ان تفتح اخته ل يستريح قليلا لقد كان الطريق طويلاً:
" شكلها لسه نايمه انا عارفها نومها تقيل بس انا قايلها اني جاي مش معقول يعني اي الكسل ده"
قاطع كلامه ذلك السائل الذي يخرج من تحت عقب الباب يتسلل الي قدميه بغزاره،و قد كان منظر الدم كفيلاً بجعله يعلم ما حدث بالداخل و يجعل الرعب والقلق يسيطرون عليه بالكامل متسللين الي قلبه بخبث، وكيف لا؟ انها اخته الوحيده الصديقه الاقرب اليه بعد ان سافر والدهما منذ صغرهما لاجل "عمله" ولم يهتم انهما فقدنا امهما للتو بسبب ذلك المرض الخبيث الذي اقتحم جسدها و اخذها منهما..
منذ ذلك اليوم وهي صديقته الوحيده و ملجأه الصغير و السبب الكفيل بجعله يتمسك بهذه الحياه و لو انه لم يضطر الي الذهاب الي ايطاليا لأكمال عمله هناك لم يكن ليتركها....
اقتحم المنزل بقوه يحاول ان يسكت تلك الافكار المرعبه التي تدور في عقله الان..
و ها هي تلك الافكار تصدق مجددا و هو يبصر جثه اخته الغارقه في دمها و الدماء تتدفق من عنقها و خصرها وفمها بشده وبشكل يثير الاشمئزاز ..._" جولي؟ "
كانت تلك الكلمه الوحيده الذي استطاع نطقها في ذلك الوقت فكيف يمكن وصف ذلك؟ كان يشعر ان تلك الدماء تتدفق منه هو وليس اخته و كم كان يتمني ذلك بالفعل، لقد عاد ذلك الشعور اليه ذلك الشعور الذي شعر به يوم وفاة امهما، بدا صوته مختنقاً و قدماه ستنهار، يقف مكانه بصدمه يرمق جثه اخته وهو يتمني ان تأتي اخته الان لتحتضنه و تربت علي كتفه مره اخري و تخبره انها لن تتركه مثل والدتهم تخبره بأنه كان يحلم ليس الا ..
لم يشعر بنفسه و هو يهبط بنص جسده النصفي ليجلس علي ركبتيه بجانبها يلقي بجسده علي جثتها يحتضنها بقوه و هو يترجاها بصوته المختنق ان تفيق ان تنظر اليه مره اخري ان تخبره انه يتوهم فحسب...
_"جولي.. جولي حبيبتي جولي بصيلي جولي فوقي ارجوكي مش هيحصلك حاجه مش هتسيبيني انتي كمان لا لا مش انتي ارجوكي مش انتي "
ولأول مره لا يأتيه استجابه منها، و توسلاته لا تجدي نفعاً فهي رغم توسلاته العديده لها و ترديده لإسمها لا تستفيق...
تردد في اذنه ذلك الصوت، صوت بكاءها ذلك اليوم عندما اتت له لتخبره ان زملائها يخبرونها ان والدها تخلي عنها لانه لم يستطع تحملها، كانت لا تزال صغيره في السابعه من عمرها وهو في الخامسه عشر من عمره و منذ ذلك اليوم عاهد نفسه علي حمايتها من ذلك العالم الذي منذ موت والدتهما و هو يبصره بشعاً قاسياً عليهم
أنت تقرأ
" ليل الانتقام" The night of revenge
Action" يصرخ قلبي بأن اعفو عنك بأن اسامحك و لكن من يسكت عقلي الذي اقسم علي الانتقام منك علي جعلك تشعرين بذلك الألم الذي شعرته بداخلي عندما رأيت اختي سابحة في دمها و لكن قلبي لا يسمح بذلك فهو الآن يخوض المعركه الاقوي بينه و بين العقل، لنري ايهما سينتصر في...