يجلس وهو يضع قدميه فوق بعضها بعضاً في هيئه تزيد من هيبته و هو يرمق ذلك الجالس امامه وعلي وجهه يظهر علامات التعب و الارهاق الشديد، ل يردف وهي يعتدل في جلسته يقترب منه انشات صغيره وهو يستند براحة يديه علي ركبتيه:
" مش هتحكيلي بقه ولا اي؟ "
رمقه ذلك الرجل بأعين حاقده و هو يردف قائلاً من بين اسنانه :
" معنديش حاجه اقولها "
" برضو؟!"
عاد جاسر بجسده الي الخلف وهو يتنهد ببطئ قبل ان يغمض عينيه ل ثواني في شكل يوحي للجميع بأنه لا يهتم ب ذلك الرجل الذي يقبع امامه، قبل ان يفتح عينيه بهدوء وهو يرمقه مجدداً لوهله، ثم نهض بحده وهو ينقض عليه يمسكه من تلاتيب ثيابه وهو يردف بصراخ:
" انت فاكرنا بنلعب معاك هنا؟! "
القي به بحده ل يسقط جسده ارضاً وهو يطلق تأوهاً عالياً تحت مرأي ومسمع ذلك الرجل الذي يقف خلف الزجاج، ينظر ل جاسر الذي يستشيط غضباً وقد تحول كلياً من الشاب اللطيف و الصديق المخلص و جاسر المضحك الي جاسر الشرطي الذي ينقض علي فريسته دون ان يأبي احداً...
اعاد جاسر خصلات شعره الي الخلف وهو يتنفس بحده، قبل ان يضرب الطاوله امامه و هو يشعر ان دمائه تغلي في عروقه، لا يعرف ان كان ذلك من الشخص الذي يقبع امامه ام من كلام تلك الفتاه، التي جعلته يكتشف لتوه انه لم يكن يعرف اخته قط..
وضع يده علي وجهه وهو يلتفت تاركاً ذلك الرجل خلفه وهو يمسك بمقبض الباب، قبل ان يتوقف مكانه وهو يستمع لكلام ذلك الرجل الذي نهض ببطئ قائلاً بخفوت:
" متنساش تسلم علي باباك يا جاسر، اصلك واحشه اوي "
لم يكلف جاسر نفسه عناء الالتفات له علي الاقل بل فتح الباب وهو يدلف الي الخارج متجاهلاً كلامه ذاك تماماً ، ثم وقف امام ذلك الرجل الذي كان ينتظر خروجه، وصوته يعلو في الارجاء قائلاً بحزم :
" حاول تسيطر علي نفسك شويه يا جاسر مش كده، احنا لسه مش عارفين حتي اذا كان هو الي قتلها فعلاً او لا "
اومأ له جاسر وهو يخرج من الغرفه بعدم اهتمام ، ثم امسك بهاتفه سريعاً وهو يتصل علي ذلك الشخص، انتظر قليلاً قبل ان يستمع لصوته الذي صدر من الجهه الاخري قائلاً ببرود كعادته :
" ياه انت لسه فاكر ان عندك اب يا جاسر؟! "
" انت تعرف اي عن موضوع جولي؟ "
" موضوع جولي؟ "
امتص جاسر شفتيه وهو يحاول تمالك اعصابه، قبل ان يعلو صوت والده مجدداً قائلاً بنبره ساخره:
" اه صحيح قصدك علي موضوع موتها؟ لا معرفش حاجه.... "
مسح جاسر وجهه، قائلاً بتحذير:
" لو عرفت انك عارف حاجه ومقولتليش "
قاطعه والده و هو يردف ببرود وبنبره ساخره :
" هتعمل اي يا جاسر؟ "
لم يجب جاسر علي سؤاله ذاك وهو يغلق الهاتف بعنف، ثم خرج من قسم الشرطه متجهاً الي ذلك المطعم مجدداً وهو يفتح هاتفه ل يعيد الاتصال بها، قبل ان يعلو صوتها قائله بخفوت:
" الو جاسر؟ "
عليٰ صوته وهو يردف متعجلاً:
" ممكن تقابليني دلوقتي في نفس المطعم؟ "
" اكيد، ربع ساعه واكون عندك "
________________
جلست امامه بهدوء كعادتها وهي تنظر ارضاً، قبل ان يردف بتنهد وهو يضع يده علي وجهه مانعاً دموعه من الهبوط مجدداً:" انتي مش بصالي ليه؟ "
ابتلعت ليل ريقها بصعوبه وهي تردف بخفوت:
" مش هعرف اشوفك كده بسببي "
" بسببك؟ "
اومأت له ليل، ل يرفع وجهه ودموعه تهبط ببطئ علي وجنتيه، قبل ان يعلو صوته قائلاً بصوت متختنق :
" هي جولي كانت تعبانه اوي؟ "
رفعت ليل وجهها وهي ترمقه لوهله قبل ان تهز رأسها نافيه كلامه و دموعها تهبط تزامناً مع دموعه، ل يومأ لها وهو يبتسم من بين دموعه تلك قائلاً بهدوء:
" يعني مكنتش تعبانه مش كده؟ "
ابتسمت ليل وهي تمسح دموعها، تقترب منه انشات صغيره واضعه يدها اعلي خاصته قائله بخفوت:
" مكنتش تعبانه، بالعكس كانت دايما عندها روح مرحه و بتضحكنا كلنا حتي اقولك كانت شقيه اوي، وكانت بتدخلنا كلنا في مصايب حته بس رغم كده كنا بنحبها اوي اوي "
ابتسم جاسر وهو يربت علي يدها بحنان قبل ان يعلو صوته مجدداً قائلاً بأنزعاج:
" تعرفي اني كلمت بابا النهارده.. اخر مره كلمته كان من وانا عندي 15 سنه بس اضطريت اكلمه النهارده "
سحبت ليل يدها وهي تضيق ما بين حاجبيها قائله بأستغراب:
" طب ومش بتكلمه ليه؟ "
تنهد جاسر بضيق و هو يردف قائلاً:
" حوار طويل "
ابتسمت ليل وهي تحاول تغيير ذلك الموضوع ل تردف وهي تحرك يديها في الهواء:
" انا كمان كلمني امبارح حد مهم اوي كنت اول مره اكلمه بس طلع اعوذ بالله اسلوبه زي الزفت بعيد عنك، لا وعاملي فيها راجل فخم وعنده برستيج ده حتي اسمه غريب اسمه رشوان انت متخيل رشوان اي؟؟.... اه افتكرت رشوان المنصوري "
شهق جاسر بعنف وقد تبدلت ملامحه تماماً من تلك المضحكه والساخره ل اخري مصدومه و مخيفه و وجهه اصبح شاحباً، اردف قائلاً و هو يشعر ان يده تجمد مكانها بل جسده بالكامل قد تيبس مكانه و عينيه مفتوحتان بشكل مرعب :
" بابا؟!! "
أنت تقرأ
" ليل الانتقام" The night of revenge
Aksiyon" يصرخ قلبي بأن اعفو عنك بأن اسامحك و لكن من يسكت عقلي الذي اقسم علي الانتقام منك علي جعلك تشعرين بذلك الألم الذي شعرته بداخلي عندما رأيت اختي سابحة في دمها و لكن قلبي لا يسمح بذلك فهو الآن يخوض المعركه الاقوي بينه و بين العقل، لنري ايهما سينتصر في...