عليٰ صوت رنين هاتفها مجدداً ل تلطقفه من جيب سترتها قبل ان تقع بيدها علي ذلك الجهاز الصغير، ل ترمقه قليلاً بحاجب مرفوع وهي تردف بأستغراب:
" اي ده؟ جت منين الفلاشه دي؟ "
وضعت الهاتف جانباً وهي تمسك بحاسوبها تضعه اعلي قدميها وهي تدس ذلك الجهاز في حسوبها، انتظر لدقائق قبل ان تبصر جولي وهي تجلس علي اريكتها ترمقها بأبتسامه، ل تفتح ليل عينيها بصدمه وهي تنتفض من مكانها و كل ما خطر في بالها الان هو الاتصال به ل تمسك بالهاتف بسرعه تتصل عليه مجدداً، قبل ان تستمع لصوته من الجهه الاخري قائلاً بنبره متردده وكأنه لم يصدقها بعد:
" ايوه يا ليل انا شوفت الفيديو بس.. "
" جاسر تعالي بسرعه في حاجه مهمه لازم تشوفها "
اغلقت الهاتف وهي تضعه في جيب سترتها مجدداً، مضت نصف ساعه بالفعل و ها هو باب شقتها يطرق بحده ل تنهض مسرعه تفتح له الباب، دلف الي الداخل وهو يتفحص المكان بعينيه وكأنه لا يثق بها ل تتنهد وهي تلف الحاسوبه باتجاهه ليبصر وجهه جولي المبتسم ذاك والذي كان كفيل بجعل قلبه يتراقص فرحاً... وحزناً في الوقت ذاته
جلس بجانبها وهو يرمق الحاسوب بهدوء، قبل ان تنقر ليل علي ذلك الزر، ل ي يعلو صوت جولي وهي تحرك يدها في الهواء ك تحيه لهم:
" ازيك يا ليل عامله اي، بما انك بتشوفي الفيديو ده دلوقتي معناها اني مت، ف حابه اقول علي شويه حاجات كده قبل ما اموت، اولاً... من اليوم الي خرجت فيه من دار الايتام لحد اللحظه الي قاعده بسجلك فيها دلوقتي وانا عمري ما كرهتك عارفه كده لا انتي ولا انجي، عمري ما كرهتكوا ابداً بالعكس انا كنت بحبكوا اوي اوي لان انا مليش غيركوا في الدنيا انتوا وجاسر اخويا اعز ناس في حياتي مش عارفه من غيركوا كنت هعمل اي، انا كنت صغيره يا ليل وكنت محتاجه التوجيه والنصيحه بس... ثانياً بقه لما جيتي قولتيلي علي موضوع انجي دلوقتي في اتنين كانوا بيراقبوكي و شافوكي وانتي خارجه من عندي بس انتي مشفتهمش و مش بس كده لا ده في جهاز تجسس محطوط في شنطتك ف سمعونا كمان ف ده معناه اني كده كده ميته، واساسا لو مكنوش طلبوا منك انتي تقتليني كانوا هيقتلوني هم اكيد دلوقتي هتسأليني ليه بس ده مش الوقت المناسب الي لازم تعرفي فيه، هتعرفي بعدين بس لما تعرفي ارجوكي متكرهنيش... انا هطلب منك طلب يا ليل انا عارفه قد اي انتي قويه ومتمرده و كنت كده من وانتي صغيره وعارفه برضو قد اي انتي بتحبيني و بتحبي انجي ف اوعي تسيبي موضوع انجي ده الا لما تخلصيه انتي فاهمه، هاتي حق انجي و انتقمي زي ما كنتي عايزه و افتكري دايما اني بحبك اوي انا عارفه انو صعب عليكي، بس عيزاكي تعرفي انك هتفضلي دايما ليلي الصغيره الي كانت بتغنيلي كل يوم قبل ما انام، و بس كده يلا باي "
هل تبكي؟! بالطبع لا بل هي منهاره، تضع يدها علي وجهها وهي تشهق وبشده وكأن روحها ستخرج من جسدها الآن وهو ينظر لها و دموعه تهبط علي وجنتيه بغزاره، قبل ان يقترب منها وهو يمسك بيدها التي تغطي بها وجهها ل يبعدها عنها قليلاً، رفعت وجهها ترمقه لوهله قبل ان تنفجر في البكاء مجدداً وهي تردف من بين شهقاتها:
" كل ده بسببي كل ده بسببي ياريتني انا الي مت بدالهم "
كانت تتحدث وهو تضغط علي اسنانها، تلوم نفسها وبشده، ل يقترب منها اكثر وهو يربت علي يدها بحنان يردف بنبره خافته ولكنها كانت مليئه بالوجع والألم:
" اهدي طيب متقوليش كده، ليل بصيلي "
فتحت ليل عينها وهي تشهق ما بين الثانيه والاخري، ل يبتسم لها من وسط دموعه وهو يردف مكملاً:
" خلاص بقه اهدي، ليل ممكن تفهميني الي حصل من الاول للاخر عشان اعرف اساعدك؟ "
اومأت له ليل مسرعه وهي تبتلع ريقها بصعوبه، تتمسك بيده وبشده وكأنها تستمد منه القوه، قبل ان يأشر لها بأصبعه حتي لا تتحدث وهو يميل بنصف جسده العلوي يلطقف حقيبتها ليتفحصها بتمعن و ها هو ذلك الجهاز اللعين يخرج من حقيبتها بالفعل ل يمسك به بسرعه وهو يحطمه لأشلاء صغيره، من ثم رمقها و هو يهز رأسه وكأنه يخبرها بعينه ان تكمل حديثها ل تتنهد بضيق وهي تقص عليه ما حدث منذ البدايه حتي هذه اللحظه التي يجلسان بها الآن دون ان تنسي شيئاً...
اطلق جاسر تنهداً عالياً وهو يرمقها لدقائق يحاول ان يجد حلاً لذلك الامر، قبل ان يعلو صوته قائلاً بجديه وهو يمسك بيديها بقوه:
" ليل اسمعيني كويس احنا لازم نساعد بعض، هفهمك هنعمل اي دلوقتي وركزي معايا"
أنت تقرأ
" ليل الانتقام" The night of revenge
Action" يصرخ قلبي بأن اعفو عنك بأن اسامحك و لكن من يسكت عقلي الذي اقسم علي الانتقام منك علي جعلك تشعرين بذلك الألم الذي شعرته بداخلي عندما رأيت اختي سابحة في دمها و لكن قلبي لا يسمح بذلك فهو الآن يخوض المعركه الاقوي بينه و بين العقل، لنري ايهما سينتصر في...