يجلس علي مقعده وهو ينظر لساعه يده فلقد تأخر عليه كثيراً، رغم انها ليست من عادته ف هو دائما يأتي في مواعيده، تنهد و هو ينظر لذلك الطفل الصغير الذي يقبع في غرفه الاطفال "الكيدز ايريا" و هو يلوح له بيده بأبتسامه صغيره قبل ان يدخل جاسر وهو يتجهه نحوه بأبتسامه ل يردف ادهم ممازحاً:
" اهلا ده انا اللي جاي من نيويورك سبقتك "
"الطريق كان زحمه اعملك اي؟ اطير؟ "
ضحك ادهم علي ملامح جاسر الحانقة وهو ينهض ليأخذ صديقه بين احضانه مردداً:
" ياه بقالي كتير ما شوفتكش "
"ليك واحشه والله اينعم هي كلها علي بعضها شهر بس وحشتني برضو "
" كان شهر اه بس كان احلي شهر في حياتي عشان غورت فيه بعيد عن وشك مالك مكشر كده ليه يا عم؟ "
نظر له جاسر وهم يقلب عينيه بملل :
" متغيرتش لسه زي ما انت من يومك رخم"
تنهد بضيق مكملاً:
" هححح تعالي نقعد عشان احكيلك "
جلس جاسر علي مقعدة و هو يلتقط انفاسه بهدوء قبل ان يبدأ في أخبار صديقه بكل ما حدث منذ البدايه وصوته يختنق شئ ف شئ ف رغم انه لا يريد البكاء الان ولكن تلك الذكريات المتدفقه في عقله و هو يتذكر شكلها في تلك اللحظه وهي سابحة في دمائها ترغمه علي ذلك، نظر له ادهم وهو يقول بذهول وعلامات الصدمه قابعه علي وجهه:
" اي الي انت بتقوله ده يا ادهم جولي ماتت؟"
ف لقد وقع ذلك الخبر كالصاعقه علي ادهم ايضاً ف لطلاما كان يعتبر جولي شقيقته الصغري ولست شقيقه جاسر فحسب، ليبتسم وهو يردف بمراره:
" اتصفصفوا حوالينا واحدة ورا التانية الاول تسنيم و دلوقتي جولي مشيوا هم الاتنين و ما اتبقاش الا انا و انت يا جاسر انت اخويا و ما لناش الا بعض "
نظر جاسر ارضاً وهو يضع يده علي وجهه يحاول ان يوقف تلك الذكريات في عقله مجدداً ل يضع ادهم يده علي كتفه يربت عليه وهو يردف بهدوء:
" هترجع حقها بنفسك يا صاحبي انا واثق من ده انت جاسر المنصوري اشهر حد في القسم الجنائي في البلاد و معاك في ضهرك ادهم دويدار ذئب المخابرات تفتكر كل ده و مش هنعرف نجيب اللي عمل كده؟ "
نظر له جاسر و هو يبتسم بهدوء من ثم دفعه بمزاح يحاول تغيير ذلك الموضوع، قائلاً:
" قولي انت بقه عملت اي "
نظر له ادهم و هو يعتدل في جلسته:
" انا بقه يا سيدي كنت في مهمة تجارة الأعضاء بتاعت نيويورك بس ماقدرناش نلحقهم كلهم يا جاسر و بعد ما فضينا المكان سمعت صوت صريخ طلعت جري علي فوق لقيتهم رابطين عيل شكله ما يكملش ال سبع سنين و بيخدروه جريت عليه و فكيته و نقلنا كل الاطفال عالملجأ بس هو كان مغمي علي ساعتها ف اخدته معايا عالمكتب هناك و ما اعرفش ليه بس حسيت انه مسؤول مني و بعدها قريت ملفه و عرفت انه مصري بس جه امريكا من سنة في رحلة مع امه و ابوه و عنده 9 سنين بس مش بيتكلم عشان الصدمة اللي حصلت له نتيجة انه شاف ابوه و امه مقتولين قصاده و من ساعتها و هو في شوارع نيويورك بعدين بقي عمل مع اخوك مغرز ما اتعملش معايا في حياتي كلها قشطني و هرب من غير ما احس بيه حتي و بعدين قفشته و جبته معايا عالبيت و ساعتها اتكلم معايا و قعد يترجاني ما ارجعهوش تاني للعصابة دي ووعدته اني هساعده لما نرجع مصر و عشان كده طلبتك و لسه راجعين اهو وهو هتلاقيه في الكيدز ايريا"
أنت تقرأ
" ليل الانتقام" The night of revenge
حركة (أكشن)" يصرخ قلبي بأن اعفو عنك بأن اسامحك و لكن من يسكت عقلي الذي اقسم علي الانتقام منك علي جعلك تشعرين بذلك الألم الذي شعرته بداخلي عندما رأيت اختي سابحة في دمها و لكن قلبي لا يسمح بذلك فهو الآن يخوض المعركه الاقوي بينه و بين العقل، لنري ايهما سينتصر في...