اقتباس من الفصل الجاي يا بنات
في إيطاليا
عاد ميشيل للقصر وتحرك صوب مكتبه الخاص ليجلس على مقعده ويفتح حاسوبه ويتفحص ويراقب ما حدث في القصر دون علمه ككل يوم .
فكل ما يدور في القصر يعلمه ، وكل الحواسيب الخاصة بمن حوله مراقبة إلا حاسوب صقر وغرفته ، فنظراً لذكاء صقر في مجال الالكترونيات لم يستطع اختراق حاسوبه أو هاتفه .
جلس يتابع بتركيز وإنصات جميع الحواسيب لأفراد العائلة إلى أن وصل لحاسوب ماركو ورأى وسمع المحادثة التى دارت بينه وبين صقر ، وكالعادة توقع أن الأمر ممل قائم على صداقتهما ، ولكن سمع ما جعله يصدم وعلم بخبر زواج صقر .
رفع نظره للأمام ولم يعد يريد أو يتفحص باقي الملفات ،، ما علمه كافياً ، صقر سيتزوج ؟ ،، ومن عربية ؟ ، ويخفي عنه ، هذا الخبر يعد أول سقوط امبراطورية موراكو ، فلو كان زواجاً عادياً لكان أخبره به ولكن بما أنه أخفى عنه مؤكد هناك أمراً مرعباً .
زواج صقر بتلك الطريقة مخيف حقاً وعليه أن يبحث عن تفاصيل تلك العروس التى استطاع إخفائها عنه ، كيف لم يكتشف ذلك برغم كل أخبار صقر التى تصله ؟ ، هل يمكن أن يكون رجله خائن ؟ ، نعم مؤكد كذلك ، مؤكد عمل لصالح صقر ولكن ليس هذا المهم الآن .
لم يسمح له بالانحراف عن الطريق الذي رسمه له منذ طفولته ، لن يسمح لشخصٍ ما ينزعه من مستنقع موراكو ، وكل من يمكن أن يسحبه سيجد حتفه بكل تأكيد وهذا تعهد ميشيل له .
الآن يعترف أنه بالغ في تربيته بهذا الشكل ، لقد صرح له استعمال جميع الوسائل ، فعلها لينتقم من ناصر الذي تحداه ليثبت لنفسه أنه المتحكم الأول والأخير في شئون العائلة حتى شقيقته التي بغضها وحقد عليها منذ أن كانت طفلة تحصل على دلال والدها ، فعلى ما يبدو أنه كارهاً لجنسِ حواء ، ولكن يبدو أن صقر تسكنه جيناتاً وراثية كان يجب سحقها بشكلٍ أقوى ، هو من له الحق في التحكم به .
أخرج هاتفه الخاص وطلب رقماً يلجأ إليه للمهام الخفية ووضع الهاتف على أذنه متحدثاً بملامح شيطانية باتت لا تنتمي للبشر قائلاً بقسوة وحقد :
- جهز حقيبتك ،، ستذهب إلى مصر غداً ، هناك مهمة ستنجزها وتعود .
❈-❈-❈
مر الأسبوع سريعاً قضاه العروسان في التحضيرات
بينما علم ميشيل هوية تلك العروس وعلم عنها ما جعله يأمُر بتصفيتها قبل الزفاف وإلا حدث ما يخشاه دوماً وهو لن يسمح بذلك .
خصوصاً بعد أن استعان بنسخةٍ مترجمةٍ من كتابها التى أصدرته منذ شهرٍ من خلال دار النشر الورقية وحقق نجاحاً وشهرةً لها حيث يتحدث محتواه عن ( تاريخ العرب واللغة العربية وفصاحتها وبعض الإعجازات القرآنية ) وهذا لم يرق له أبداً .
سيقام الحفل في حديقة الڤيلا الخاصة بنارة حيث لا يوجد الكثير من المدعووين نظراً لحدود معارفهما القليلة .
ولهذا استطاعت نارة التواصل مع خبيرة تجميل تتابعها عبر حساب انستجرام وقد اتفقت معها أن تأتي إليها .
كما أنها اختارت فستان زفافها كما أرادت تماماً ،، كان رائعاً ومحتشماً في نفس الوقت .
تكفل صقر بكافة المصاريف برغم اعتراضها ولكن تلك المرة الأمر منتهي بالنسبة له .
أما صقر فيجلس في ڤيلته مع ماركو الذي أتى منذ قليل ليحضر عرسه ،، تحدث ماركو بمرح ساخراً :
- لا أصدق أنك ستودع عزوبيتك الليلة ، لقد هرمت يا رجُل .
نفخ صقر بملل وهو يجلس يتفحص كاميرات المراقبة من حوله بعيونه الحادة قائلاً باستفزاز :
- أتظننى مثلك ؟ ،، بعثرتها في كل مكان إلى أن انتهت صلاحيتك .
استطاع استفزازه فانتفض ماركو من مكانه بعدما كان يجلس مستريحاً وتحدث مدافعاً :
- أخرس ،، كل ما فات كان مجرد بث تجريبي ،، لنرى ليلتك يا إبن الجارحي .
صُمّت أُذن صقر عنه عندما لاحظ شيئاً ما يحدث خلف فيلا نارة ،، حيث وضع كاميرات مخبأة في كل مكان حولها .
هناك رجلان يتحدثان في الخفاء ويلتفتان حولهما ،، كبّر صقر الصورة ليرى ملامحهما بتفحص ،، لم يتعرف على أحدهم ولكن الآخر ملامحه تبدو مألوفة نوعاً ما .
ما أن وضحت الرؤية حتى اتسعت عينه وأردف متسائلاً بنبرة قاسية متوعدة :
- هل أخبرت ميشيل بالعُرس ؟
&&&&&&&&&
رأيكم يا بنات
وفيه بنوتة طلبت صورة نارةاهي
أنت تقرأ
ثَري العشق والقسوة بقلم آية العربي
Боевикأشبه بتائه في صحراء حالكة وجد ضوءٍ خافت فأتبعه إلى أن قاده للمجهول . ومنذ تلك اللحظة ولم أعد أثق في أي نور . ووقعت في حفرة الغيلان ولم يرشدنى أحدهم على الآذان وطريق العودة غير متاح وآثر الأقدام إلتهمته الرياح . فأين السبيل يا ترى ؟ رواية...