الفصل الثالث والعشرون

14.3K 737 87
                                    

بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

وَلَقَدْ نَعْلَمُ أنّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُون فَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبِكَ وكُن مِنَ السَاجِدِينْ واِعْبُد رَبَّكَ حَتّى يَأْتِيَكَ اليَقِينْ .

الفصل الثالث والعشرون  من رواية  🔥 ثري العشق والقسوة 🔥

بقلم آية العربي

قراءة ممتعة

‏بعض الخيبات كانت ضروريّة وإلا كنت ستبقَى معتقداً أن كل من حولك سنَد
‏ بعضها أتت لتُنهي فصول مسلسل مللت من تكراره وأنت تنتظر نهايات مختلفة
‏وبعضها كانت لتعرف قدر نفسك
‏بعض الخيبات كان لابد من ظلامها لتعرف قيمة النور في حياتك  .

❈-❈-❈

تغمركَ المياة وأنت تسقط في القاع مقيداً  ،  قاعٍ مظلم لا تدرك نهايته  ،  جسدك شُل وتصنم برغم أنك سباحٌ ماهر  ،  في قدمك ثقلٌ يسحبك للأعماق  ،  والأنفاس تتلاشى شيئاً فشيئاً  ،  وشعاع الشمس يختفي شيئاً فشيئاً ،  والأصوات متداخلة  ،  وفقاعات الأوكسجين تتركك وتنجو بنفسها للأعلى بينما أنت تسقط باستسلام تام للأسفل  ،  والظلام ينتشر من حولك  ،  وتواجه أسوء مخاوفك بمفردك في ملعبه  ،  وبينك وبين الموت مسافات  ،  فلا تشعر بالحياة ولا تصل إلى الخلاص  ،  فقط روحك معذبة ومعلقة  .

أصوات أنفاسها حادة وهادرة ، تسابق الزمن وتركض  ،  دموعها تأبى التوقف فتسقط منها أرضاً لتشهد على خطواتٍ مبعثرةٍ  ،  لولا أضلعها لخرج قلبها من مكانه  ،  صدمة قوية ربما مميتة تحجب عقلها عن المنطق والتفكير  ،  كلما حاولت تخيل الأمر فشلت فشلاً ذريعاً  ،  ليتها تستيقظ وتجد أن كل ما حدث ما هو إلا كابوسٍ مرعب  ،  ليتها تعود إلى ذلك اليوم عندما أعطاها مفاتيح السعادة كلها وتظل هناك دوماً  .

ابتعدت بالقدر المناسب لترتاح ولكنها لم تعد تعرف للراحة سبيل  ،  من الآن وصاعدا لا راحة ولا آمان  ،  كل شئٍ حولها كَذِب  ،  كل شئٍ وهم ، كل شكوكها تجسدت حقيقة أمامها  .

شعرت بأحدهم يتبعها  ،  وصوتاً مداخلاً يأتي من بعيد عقلها يرفض تمييزه  ،  توغلها الرعب ولكن لم تساعدها قدميها على التواصل بعد أن استنفذت كامل طاقتها في الركض  ،  بل توقفت بيأس وهي تهز رأسها بعجز ودموعها تتطاير مع اهتزاز رأسها ،  تظن أنه أتى خلفها  ،  لتلتفت مستسلمة في حالة لم تصل لها يوماً  .

أغمضت عينيها والتفتت تاركة نفسها للمجهول  ،  لتجد من يلهث حتى توقف أمامها قائلاً بصدمة من هيأتها :

- فيه إيه يا ناردين بتجري كدة ليه  ؟

اخترق صوته عقلها لتفتح عينيها تواجههُ  ،  كان عمر ولم يكن سواه  ،  زفرت أنفاسها التي حبستها  ،   تنظر له وهو يتحدث ولكنها لا تسمعه  ،  يسألها بريبة وقلق مجدداً  :

ثَري العشق والقسوة بقلم آية العربي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن