اقتباس

32.6K 680 34
                                    

تحدثت بضيق وإصرار :

- لا ،، مش جاية دلوقتى ،، ومش عايزة أنزل مصر دي .

أغلقت الخط وعادت أدراجها بعد أن تعكر صفوها إلا أن من حولها حاولوا إنتشالها من تلك الحالة بمد كأساً من المشروب إليها الذي رفضته في بادئ الأمر ولكن مع إصرارهم وإقناعهم لها بأن هذا سينسيها أي حزن تناولته وارتشفته دفعة واحدة مما جعلها تشعر بلسعة حادة في حلـ.قها وقد انكمشت ملامحها لثوانى جعلت هؤلاء يضحكون عليها لذلك نظرت لهم بغيظ ونزعت كأساً كان في يـ.دِ صديقتها وقامت بإرتشافه أيضاً في تحدى منها لهم أنها قادرة على فعلها مما جعلتهم يصفقون لها بتشجيع لشرب المزيد .

اما عند صقر الذي يجلس مع ماركو يتابع بتركيز كل ما يحدث حوله حتى تلك الفتيات التى تتمايل مع أنغام الموسيقى الصاخبة الغربية ،، جاءت إحداهن والتى بالطبع مستجدة هنا فجميعهن يعلمن طباع صقر جيداً ولا يروق لهن الإقتراب منه أبداً .

اما تلك فيبدو أنها ودت إغـ.راءه وخاطرت لتأتى إلى وكره لتحاول نيْل رضاه الذي يعد مستحيلاً طامعة في الحصول على الأفضلية والرفاهية الممتعة ، تنحني وتتمايل عليه متلاعبة بربطة عنـ.قه ومتجاهلة نظرة عيـ.نيه الحادة لها تدعى الثبات والجرأة برغم الرعـ.شة التى سرت في كامل جـ.سدها من نظراته ،، بعد أن علمت عنه الكثير من الأمور وتساءلت ، أرادت أن تجرب حظها ليته يبادلها الحب ،، فهو بالنسبة لهن كنزٍ ثمين ورجلُ الأحلام صعب المنال لشبيهاتها .

كان ماركو يتابع بذهول وترقب ،، يتمنى أن يمر هذا الحدث مرور الكرام دون حدوث أي مشكلة ،، يعلم طباع صقر جيداً ،، ويخشى غضبه وفورانه واندلاع بركانه .

في قرارة نفسه يتحدث عقله متمنياً لما لا تأتى إلي أيتها الحسناء وتتركى هذا الصقر الجارح ،،، حسناً أنتِ الخاسرة لتحظي بما تستحقيه جزاء اختيارك الخاطئ .

وبالفعل ما إن إمتدت يـ.د الفتاة لتتلمـ.س صـ.در صقر حتى تمـ.سك بها من معصمها بقبضة فولاذية يمنعها من لمـ.سه ورمقها بإشمئزاز قبل أن يلقيها بقوة تجاه ماركو الذي حاول تفاديها ولكنها سقطت على ساقيه مما جعله يبتسم بحماس ليحاول محاوطتها ولكن تلك الفتاة وقفت تجر ما تبقى من قيمتها التى لم تكن لها وجود وغادرت المكان بأكمله .

زفر ماركو بإحباط وإقترب من صقر يدنو من أُذنه ويتحدث بعلو حتى يسمعه وسط تلك الضوضاء قائلاً باستفهام :

- أتأتيك النعمة وترفضها يا رجل ؟ ،، لو لم تكن مسلماً لظننت أنك تنوي الترهبن ،، ماذا دهاك يا رجل لقد أصبحت في عمر الثالثة والثلاثون ولم تواعد واحدة من معشر النساء وعليك أن تختبر إمكانياتك مع إحداهن .

باغته بنظرة شك يتابع بتساؤل وخبث :

- أم أنه ليس لديك إمكانيات ؟! .

ثَري العشق والقسوة بقلم آية العربي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن