الحلقة الثامنة🦋.

1.4K 56 11
                                    

الحلقة الثامنة من زوجة العمدة-الجزء الثاني

***

لا السيف يفعلُ بي ما أنتِ بفاعلة.

ولا لقاء عدويِّ مثل لقياكِ.

-المتنبي.

***

نبض... نبض.. قلبها يتسارع نبضه كلما أقتربت من الغرفة، حتى فتحت الباب ودلفت بهدوء تام عكس تلك الثورات التي تجري بداخلها، لقد أستيقظ ... لم يُسحب عنها، لم يختفي كغيرهُ... وجدته يتألم، فسارعت تهرول بقدميها حتى أمسكت بكفهُ التي به جروح، وبكت ..

لا تعلم لماذا تبكي الآن، ولكن تظن بأنها دموع الفرحة، وليد أخيها لم يمت، سمعتهُ يهمس بصوت مبحوح:

-       ما أعتقدش إنك هترتاحي مني.

ضمت كفهُ إليها تقول:

-       يا حبيبي  .. أنا مليش غيرك يا وليد ...

وألتقت عينيهما سويًا، وانهارت تبكي بكاء حارًا، وهو يبكي بصُحبتها، وتهمس بألم وجسدها يرتجف:

-       أنا كنت هموت من الرُعب عليك ... ليه تعمل كده؟

-       أنا آسف ...

صكت على أسنانها تقول :

-       زهرة دي أنا هوريها ... متستاهلش حد زيك في حياتها كلها..

-       ملهاش ذنب، انا فعلا شخص ما أتحبش...

تحدثت بضيق وهي تنظر إلى وجهه المجروح:

-       وليد! ليه الكلام ده؟

-       دي الحقيقة يا زينة، أنا واحد عمل مصايب كتيرة في حياته، ساب كلية الهندسة وأشتغل شيف .. وهي دكتورة، أزاي هتكون متقبلة واحد زي بكل بساطة؟

نظرت إليه وهي تقترب بترقب قائلة بثبات وثقة:

-       علشان اللي بيحب يا وليد، لا بيهتم بأي حاجة، لا بيهتم بثقافة ولا بيهتم حتى بالتعليم، كل ده بيجي لما أحس اللي قدامي هيموت علشاني، انتَ بتحبها من  وإحنا أطفال، وكنت مهتم بيها جدًا ... بس عمرك ما كنت جريء معها لأنك كنت بتحافظ عليها، وعمرك ما عملت حاجة غلط في حق حتى المشكلة اللي حصلت في خطوبة عاصي ....

قاطعها وهو يتأوهَ:

-       كل ده مش هغير من إنها مستحيل تقبَّل تتجوزني وأنا مستحيل أفرَّض  نفسي عليها ...

طبعت قبلة خفيفة على كفهُ وهي تنظر إليه :

-       مش مهم هي في ألف واحدة غيرها تتمنى نظرة من عينيك الحلوة دي .. هسيبكَ ترتاح، وكمان ساعة الدكتور هيجي..

هزت رأسهُ لها، كان جسده متصلبًا من الشاش المربوط حول رأسه وقدميه، وكلتا يديهِ، ولم يشعر بأطرافه أو كيف يحركها، ولكنه يعلم بأن الطبيب سيأتي ويطمئنهُ على حالتهُ ...

زوجة العُمدة- الجزء الثاني.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن