سيلا🦋

1K 29 3
                                    

_____

يقُول الشاعر محمود درويش:
أعدني إلى حيث كنت قبل أن ألتقى بك ثم أرحل”.
  الحُب الذيّ جُسَّد  لها من نظرة عينيه، كان أقوى من أن يختفي من ليلة وضُحاها، هو الذيّ جعلها تراقبه كل يوم، وتتساءَل .. هل سيضجَّر منها، هل حِين يرى بأنها ضعيفة .. ليست تلك المرأة قابلها بعد سنوات من الكراهيِّة.
هل سترى نفس النظرات، حين  يراها تبكي كل ليلة داخل وسادتها حتى لا تجعل أحد يعلم ما مزق فؤادها.
****
بعُمر السادسة عشر ..
كانت تخرُج من مدرستها بعد يوم عصيب رفقة شيري ورفقاءها، حتى توقفت صديقتها لتنظُر لشابين بعيدين عنها، كانت تعلم بأن الشاب الذي يتحدث مع شيري هو ابن عمها، ولكن الثاني لم تعرفه... عينيهِ الخضراءونظرتهُ الواثقة، والذي كان ينظر إلى هاتفه غير مبالي بالمحادثة التي تدور بين شيري و أبن عمها ”عدنان“ ... حتى رفع الشاب عينيه عليها، لتلاقى لدقائق، وقلبها خفق ... شعرت بالدماء تجري بوجهها من الخجل، نظرته لم تكن مريحة ولكنها لم ترغب أن تظهر أمامه كفتاة خجلة .. لذلك غمزت لهُ وابتسمت ثم رحَلت مع صديقتها التي هتفت بصدمة وحرج:
_ أنتِ أتجننتي يا سيلا، أنتِ تعرفي هو مين؟
ضحكت ساخرة تقول: وهيكون مين يعني؟
قالت صديقتها بعصبية:
_ طاهر الهواري، أخو شيري، الليّ انتِ كنتِ عايزة من شوية تقتليها !
سقط قلب سيلا، ولكنها ازاحت ذلك الشعور، فقالت وهي تنظر إلى صديقتها :
_ وإيه يعني، كفاية إن شيري تعرف .. إن أخوها بصلي، الفكرة هتجننها!
قالت صديقتها بغير تصديق: حقيقي، مجنونة !

****
ولم تكن المرة الأخيرة لمقابلتهم، بل حين تسللت إلى منزلهم، حين أقام كارم الهواري، حفل في منزلهم الفخم والذي ظنت بأنه قصرًا من حجمه الكبير، وذهبت غرفة شيري حتى تمزق ذلك الثوب الذي ظلت أياما تتحدث عنه وعن سعره المهُّول والذي والدها لم يبخلهُ عليها ...
وحين عثرت عليه، ابتسمت بخبث شديد وهي تأخُذ مقصها وتفسده كليا ... وحين سمعت صوت أقدام من الردهة، فكرت بالهرب من الشرفة، وفعلت ذلك .. فهي كانت متسلقة من الصغر ولم تخف المرتفعات، حمدت الله حين وجدت أن المسافة بين الغرفة والارض ليست بكبيرة ولكن حين وجدت أحدا يجلس أسفل الشرفة ويدخن.. تيبس جسدها رعبا، إن كُشفت، سيقتلها والدها ... ولكن حين رأت بأنهُ (طاهر) والذي ألقى التبغ من فمه على الارض، وهو ينظر إليها بغرابة، سرعان ماتحولت إلى ابتسامة لعوب حين فهم ما فعلت .. خاصة بأن المقص يتدلى من جيب بنطالها، اغمضت عينيها وهي تحاول ألا تسبه من ذلك العلو ..
ولكن على غير توقعه، وجدته ينتظر أن تهبط حتى يتلاقها، وحين وجدته يهز رأسه لها حتى تقفز، فعلت ذلك وقفزت بحضنهُ وقهقه باستمتاع وهو يقول:
_ متوقعتش أشوفك بالمنظر ده!
حاولت الفرار من قبضته، ولكنه كان يمسك بخصرها بتملُك، فقال وهو ينظر إليها باستغراب: السهرة لسه طويلة، مش حابة تشوفي ردت فعلها!
_ للدرجاتي مش مهتم بحاجة أختكَ؟!
ضحك وهو يميل ناحية وجهها بدرجة كبيرة يقول:
_ كفاية إن ده هيفرحكِ ..
ولكن رائحة عطره الممزوجة برائحة التبغ، أزعجتها، فنفرت منه تقول: انا بكره السجاير .. أبعد !
قالتها بجدية، ليتركها .. لم يبتعد فقط، بل ترك سراحها، لتنظر إليه قائلة: متفكرش إني هدفع تمن الفستان!
ابتسم وهو يأخذ سجارة من جيبه ويبتعد عنها قليلاً:
_ متقلقيش، كأننا متقبلناش.
نظرت إليه بشك، ولكن قبل أن تنصرف أو حتى أن يشعل تلك السيجارة قالت : التدخين مضر ... وكمان بكره المدخنين!
وفرَّت من أمامه بلمح البصر، لينظر إلى السجارة التي بين يديه .. ويبتلع ريقه، ثم يلقيها أرضا ويدعسها بحذاءه الغالي .. وهو يبتسم في أثرها.

 وهو يبتسم في أثرها

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

*****

قررت قبل ما أنزل الفصل الاول، أنزلكم حاجة عن شخصيات الابطال مش هتظهر في الفصول🌊❤️.
بكرة نشوف طاهر الهواري😂❤️.

_ كتير مكنش يعرف إن شيري أخت طاهر وبنت عم عدنان🌝💕.

زوجة العُمدة- الجزء الثاني.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن