طاهر🦋

739 30 4
                                    


لم تكن المرة الأخيرة لمقابلتها كما ظنت، بل حين أقامت عائلتها حفلة تنكرية بمناسبة عمل خيري ضخم، خاصة بأنه كان أيضًا دمجًا لاحدى الشركات الصغيرة من الذين يمتلكونها،
وهُو كان يرتدي بدلته السمراء اللون، مدعوًا ولكنهُ فضل أن يخفي ملامحه بذلك القناع، وهيِّ أيضًا، ولكن لأنه يحفظ ملامحها عن طيب ظهر، ملامحها الفاتنة، عينيها الجميلتين، وشفتيها المطلية بلون أحمر قاتم .. يحفظها ويحفظ حتى تحرُكاتها، حتى وإن كانت بالثامنة عشر، منْ يراها يقُول بأنها امرأة بمنتصف العشرينات.. من سيرها المتوازن وفستانها الأنيق، وشعرها الذي جمعتهُ .. وذلك القناع الذهبي، وقبل أن تبتعد أو أن يسرقها أحد منه، تقَّدم بخطوات سريعة، حتى أصبح خلفها.. ليطلب منها رقصة .. كادت أن ترفض، لولا يدهُ التي أحاطت خصرها بنُبل، وأمسك بيديها الناعمتين، واللاتي كانت رغبة تقبيلهما .. ملحة داخلهُ.
_ أنا مقولتش موافقة!
قالتها ترفع حاجبها لهُ، فابتسم وهو يقُول:
_ كُنت عايز أكون أول واحد يرقص معاكِ ..
قالها وهو ينظر إليها بهيّام، من نظرة عينيها، يعلم بأنها لم تتعرف عليه، بل كانت تراقب حركاته بتركيز، فقاطعت صمتهما: أنت تعرفني!
أرادت السؤال، ولكنه كان بالفعل من نظرته إليها وكأن ببنهما ماضٍ.
_ أكيد، مين مايعرفش سيلا المنياوي!
فابتسمت أثر ذلك بكبرياء، فقال وهو يهمس بأذنها:
_ بس باين أنتِ اللي معرفتنيش!
ضمت شفتيها تفكر، ولكن لم تستطع أن تخرج باستنتاج .. فقالت: هيبقى شكلي وحش وأنا بقول اسم مش أسمكَ .. خصوصا إن عيونك، مألوفة ليا بس مش فاكرة مين!
ابتسم بهدوء... ولكنه كان يشعر بداخله بيد تقبض قلبه بشدة،هو بالتأكيد لا شيء بالنسبة إليها، نظر حولها لبرهة .. لا أحد يعلم من عائلته بأنه عاد من سفره .. فرغبته بأن يقابلها أول شيء كانت بعقله، فمرت سنتين على أخر لقاء بينهما بعد حادثة فستان أخته الذي كان من الممتع رؤيتها تصرخ طوال الأسبوع وهي لا تعلم من فعل به ذلكِ...
توقف عن الرقص، وأخذها بعيدًا عن الحضور ..
يريد سرقتها، وأن يخفيها عن تلك الأعين .. يريد أن يجعلها ملكهُ، كما هي ملكته بتلك الأعين خاصتها .. وكم يرغب أن يخلل أصابعه داخل شعرها الكثيف ...
لم تفهم لماذا أخذها بعيدا عن الجميع، ولكن حين أصبحا وحيدين قال وهو يميل وينظر للقمر:
_ تعرفي إن عيونكِ سَحّارة يا سيلا.
ضحكت وهي لا تفهم ما الذي يرمي، ولكنه أقترب على حين غفلة منها وحين حاول أن يلمس شفتيها بأصبعه، دفعته بشدة وصفعة عنيفة تلاقها ..ورأها تهرب من جديد من أمامهُ ... وحين لم يشعر بها حوله، خلع قناعهُ .. وهو يشعر بثقل ذلك الحب، الذي يعلم بأنه لن يتلقى يومًا ما يستحقه منها.

****
مظهرهُ يوحى بأنه ذاهبا لحضور جنازة ليس زفاف، كان يرغب بألا يحضر ولكن والدهُ أخبرهُ بأن عائلة البنداري، سيشعرون بالتودد بذلك الحضور ... وحين وصل ورأها بثوب زفافها الأبيض، شعر بغصة بحلقهُ ..وشعر لو أنه تلك المرة من فَّر من الحضور، وأن يختفي من الوجود حتى يناظرها كيفما يشاء، فستانها الذي أظهر مفاتنها .. وجسدها يلمع اسفل الثوب، وشعرها الكثيف تركته متحررًا وشفتيها الممتلئتين، لازالت تضع أحمر شفاه .. لتظهر كم هما جميلتين، ابتلع تلك الغصة بكوب ماء .. لن يهدأ نار قلبه، لا لن تهدأ تلك النيران التي تشتعل والتي أكلت اليابس بأكمله، خبر زواجها .. كان ضربة لهُ .. حتى أنه دمر غرفته بأكملها وهو يتخيل رجلا أخر، يلمسها، يدللها .. ويعانق جروحها .. ويعانق أيامها ...
وحين تلاقت عينيهما .. تمنى لو توقف الزمن بتلك اللحظة، وأن نظرة عينيه تليّن، ولكنها كانت لحظة، وأنتهت ..
وعاد أدراجه خائباً ... بأن صاحب الأعين الفاتنة، لم تلاحظ دموع فؤادهُ.
________

________

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


_____

انا النت عندي بيخلص في لو منزلتش حاجة، يبقى علطول هنزل مرة واحدة .. فصول، عدنان، اسية.
والاقتباس والحلقة الاولى❤️‍🩹.

_بس ممكن رائيكم؟ قلة التفاعل بضايقني اوي رغم اني بقدر المستطاع بنزل🥲😩.

زوجة العُمدة- الجزء الثاني.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن