الحلقة الأولى .
زوجة العمدة- الجُزء الثاني – وعمرًا أهدرته.
***
كانت ترتدي نظارة سوداء، لم تنم منذ ليلة أمس، ذلك الأرق الذي يُلازمها أصبح يجلدها طوال الوقت .. ولديها الكثير من الاعمال يجب أن تنهيها .. ولكنْ والدتها أرغمتها بالمجيءِ إلى منزل عائلة والدها، عائلة الجبالي، لأجل أمرًا عاجلا ..
تنهدت بانزعاج، ورفعت رأسها حين شعرت بطنين حركة حولها، وكان هوُ ..
عاصي ابن عمها، يقف أمام غرفته يتحدث مع أحد عبر الهاتف، تلك المرة الأولى التي تراه، كم مَّر ياتُرى؟
رفعت حاجبيها هامسة : سبع سنين..
وكأنهم دهرًا، يدهُ التي تخبرها بأنها أصبح رجلا مربوطًا بامراءة أخُرى، وهي تعلم من تكون، ابنة عمتها زهرة .. تلك الفتاة التي تكرهها من أعماقها بشدة وتتمنى أن تراها تبكي دمًا ..
هزت زينة رأسها وهي تحاول أن تتمالك أعصابها وهي واقفة بانتظار خروج والدتها، كانت زينة ترتدي فستانًا قصير يصل إلى رُكبتيها .. عاري الذراعين .. لم يكن يجسم جسدها ولكنهُ لم يكن مقبولاً المجيءِ بهِ ..
شعرت بنظرات عاصي من الأعلى خصوصًا بأنه توقف عن التحدث عبر الهاتف، وظل ينظر نحوها باستغراب شديد .. وهو يحاول أن يرى ملامحها، ولكنها كانت تخفي وجهها بنظارة شمس كبيرة .. رفعت عينيها ناحية الباب، حين خرجت والدتها بصحبة عمها "فهد" وزوجته جلنار .. تلك المرأة كانت تحبها بشدة ..
والفعل أصبح ماضيًا، رمَّت بكل شيءِ .. وأصبحت تكره الجميع، تكرههم وتكره رؤيتهم، وتتمنى لو تراهم يعانون ..
تتذكر حديثهم .. أغمضت عينيها تحاول أن تبعد ذلك الضجيج الذي لايريد سوى ذبحها، بعيدًا عن تفكيرها المشتت ..
ابتسمت جُلنار عكس فهد الذي كان جامد الملامح .. وهو ينظر إلى ملابسها ..بانزعاج تام، نظر فهد باطمئنان لـ ميرال قائلاً:
- هشوف الموضوع ده ياميرال .. وأنتِ عارفة رأي كلهُ فيهِ، بس هحاول..
هزت رأسها، ونظرت إلى ابنتها الواقفة بثبات وهي تراهم ينظرون لها، قالت لوالدتها:
- مش هنمشي؟
قبل أن تجاوب ميرال، أسرعت جُلنار تمسك بكلتا يدى زينة والتي نفرت منها بشدة مبتعدة بقسوة، زادت من ضيق عمها بشدة، زينة قائلة :
- أيدك ماتلمسنيش!
قالتها بنبرة وقحة، جعلت ميرال تقول بعصبية:
- لسانك يا زينة! دي مرات عمكِ ..
قالت بانزعاج:
- قولتلك ما اسميش زفت زينة! .. اسم كيلارا إيه الصعب فيه؟

أنت تقرأ
زوجة العُمدة- الجزء الثاني.
Romanceتلك الأيام التي مضَّت لم تكن سوى ألمًا ينطوي بصدرها.. عينيها الزُمرتين.. ذاتَ سحرًا غنيًا، لطالما قالت بداخلها، بأن جمالها الهاديءِ سيجعلهُ لها .. وأن ما ينقصها سيأتي ليُكملها، ولكنْ لم تكن تدري، بأنها أحلامًا .. ولن يصبح فارسها ذو الخيل البيضاء مل...