الحلقة الثالثة عشر من زوجة العمدة الجزء الثاني.
بارت2.
***
إن ما يبحث عنه العاقلون في العلاقات ليس خلوها من المشكلات ولا ورديّتها الأبدية، وإنما الأمان الذي حين يحل اختلاف أو خلاف لم تخشَ فيه انتهاء الود ولا انقطاع الوصل ولا فجر الخصومة؛ وحبيبك ليس من أحببته، وإنما من أمِنته.
- يوسف الدموكي.
***
وصلت إلى مرسمها وقلبها لازال ينبض بشدة مما رأته في منزل عدنان، او منزلهما عما قريب...نظراته وحتى أنفاسه الحارقة لازالت تشعر بحريقها على وجنتيها... هي تجهل لماذا قلبها ينبض بجنون فقط حين تذُكر عينيه الجميلتين... ولكنها تعلم بأنها مخمورة بتلك العينين التي رسمتهما فضولاً ... ولكنها لم تكن تعلم بأن فضولها سيجعلها تكتشفه يومًا ما..
حين فتحت الباب وجدت ماذي تتحدث مع أحد السياح بهدوء وعينيها هادئتين، تعلم بأن بها شيءِ خاصة بان لمعة الشغف قد أنطفأت..
جلست آسية بعيدًا عن ماذي والسائح وحين أنتهت أغلقت خلفه الباب تتنهد بضيق، ولكنها حين رأت آسية ... ركضت إليها تعانقها بشدة.. توجّست آسية قليلاً ولكنها تعلم بأن ماذي شخصية كتومة، لذلك لن تسألها الآن ... لن تسأل لماذا تخفي دموعها ولاتريد أن تراها تبكي ...
أبتسمت ماذي قائلة بهدوء: وحشتيني.. قوليلي أتصالحتوا؟
هزت آسية رأسها، ولكنها كانت هادئة، وهذا ما جعل ماذي تعقد حاجبيها تقول:
- إيه اللي حصل؟
تنهدت بعُمق آسية، وأخذت تسرد عليها كل ما حدث في الأيام اللي غابتها، وهُنا تغلبت الصدمة على ملامح ماذي والتي قالت: يعني هُو زياد... بجد!
هزتَّ آسية رأسها... وهي تنظر إليها من جديد: الفرح يوم الخميس الجاي... بس أنا عملت حاجة غبية ... لأ مش حاجة واحدة بس ...
وهَنا لم تستطع أن تمنع نفسها بألا تجهش باكية، تشتتها قد أرهقها، خاصة بأعتراف عدنان بحبه لها وكل ما يفعله لها .. اقتربت منها ماذي تُعانقها، تجعلها تستند برأسها على كتفيها تقول: أحكيلي يا آسية...
_كلمت شادي...
وهُنا ابتعدت قليلا تنظُر إليها بعصبية: ليه؟
ابتلعت آسية غصتها تقول:
_ أنا وعدنان عالمين مختلفين يا ماذي، عايزة تفهميني إن عدنان هيفضل معايا بعد ما يعيش مع واحدة معقدة زيِّ.. شادي عارفني.. بِكُل عيوبي..
جذت ماذي على أسنانها تقول:
_شادي! شادي اللي عمره ما فكر بيكي، مافكرش غير إني يهد كل ثقتك لما تكوني معه، عمرك ما أخدتِ بالك بمقارنته بيكي وبسيلا، عمرك ما أخدتي بالكِ إنه عايزك تكوني شبه أخُتكِ... ليه عايزة تفهميني إن واحد زي شادي يستاهل إن تبعدي عن أكتر واحد حبك بكل اللي فيكي يا آسية...
أنت تقرأ
زوجة العُمدة- الجزء الثاني.
Romanceتلك الأيام التي مضَّت لم تكن سوى ألمًا ينطوي بصدرها.. عينيها الزُمرتين.. ذاتَ سحرًا غنيًا، لطالما قالت بداخلها، بأن جمالها الهاديءِ سيجعلهُ لها .. وأن ما ينقصها سيأتي ليُكملها، ولكنْ لم تكن تدري، بأنها أحلامًا .. ولن يصبح فارسها ذو الخيل البيضاء مل...