الحلقة العاشرة من رواية زوجة العمدة#2.
_بارت2.
***
مدينةَ كل الجروح الصغيره
ألاتخمدين يديَّ؟
ألا تبعثين غزالاً إليَّ؟
وعن جبهتي تنفضين الدخان... وعن رئتيَّ؟
_محمود درويش.
= زياد ... أنت عايش؟
هذا ما أستطاعت بهِ جُلنار لفظهُ حين رأته يقف قبالتها وهو معانقًا آسية إليهِ، تلك النظرة التي لم تنساها من قوة لون عينيه، وبشرته وشعرهُ، وحتى حين تناقلت ببصرها مرارًا على الصورة على الحائط وجدت الشبه كبير بشدَّة ولكنها تعلم –كما اخبروها الجميع منذ قليل- بأنهُ قتل، وهذا ما أثبتتهُ هبة...
مسحت آسية دموعها التي لم تعلم بأنها أنهمرت من عينيها، وابتعدت عنه تقول لجُلنار بنبرة هادئة:
- لأ يا طنط جُلنار ده عدنان، خطيبي...
ردتَ جُلنار بتشتتُ: بس يا آسية...
قاطعها دخُول زينة والتي كانت تهرع إلى جُلنار قائلة:
- سيلا عايزانا نقعد في الفرندا الكبيرة...
قالت آسية باستغراب:
- فجأة؟
ثُم نظرت إلى عدنان والذي كان يتفحص زينة، بنظرة غريبة، نظرة هزت قلبها، وكأنه يفتقدها، وفجأة وجدتهُ يقترب من زينة والتي كانت هي أيضًا تنظُر إليه بنفس النظرة، وكأنهما يعرفان بعضهما من قبل...
- زينة...
نطق أسمها، وهو ينظر إليها ... يتشرب كل تفصيله بها، وجهها الدائري الذي أكتسبت أخيرًا الوزن، وحجابها المهرول الذي أظهر بُنية أسفلهُ، وعينيها التي لا يعلم كيف نسى ما لونهما سابقًا... كانت صغيرة حين أفترقَا، وحين أقترب يلمس وجهها ...
فرقتهما آسية بغيرة غير مفهومة بالنسبة إليها:
- عدنان.. أنتَ بتعمل إيه؟
رفع بصرهُ من جديد إلى زينة، وهو يرى عينيها تمتلأ دموعَا... هل عرفتهُ؟_هكذا تسآل ولكن لولا يد آسية وقوفها بينهما خوفًا من ذلك التصرف لن يعجب عاصي، وهي أيضًا لا يعجبها نظراتهما...
قالت زينة بنبرة خافضة:
- أنتَ شبههُ أوي..
تابعت: بس أنا عارفة إنكَ مش هُو..
وابتعدت تاركة الجميع ينظرون إليه، وهو تصلب، هُو يعلم الآن بأنهُ زياد ..
وفجأة شعور غريب سرى بداخل صدرهُ، شعور بأن غربتهُ أختفت، نظر إلى كل شيءِ بالمكان حولهُ، وحين أصبح في المكان الذي أرادت سيلا الجميع أن يجتمع بهِ، رأهم... عائلته المفقودة إلا هيَّ.. والدتهُ، التي طاردت أحلامها ليالٍ. التي سعى كل ليلة أن يستمع إلى صوتها ينُاديهِ، أن يستمع إلى نفسه ينادي باسمها...
أنت تقرأ
زوجة العُمدة- الجزء الثاني.
Romansaتلك الأيام التي مضَّت لم تكن سوى ألمًا ينطوي بصدرها.. عينيها الزُمرتين.. ذاتَ سحرًا غنيًا، لطالما قالت بداخلها، بأن جمالها الهاديءِ سيجعلهُ لها .. وأن ما ينقصها سيأتي ليُكملها، ولكنْ لم تكن تدري، بأنها أحلامًا .. ولن يصبح فارسها ذو الخيل البيضاء مل...