تلك الأيام التي مضَّت لم تكن سوى ألمًا ينطوي بصدرها..
عينيها الزُمرتين.. ذاتَ سحرًا غنيًا، لطالما قالت بداخلها، بأن جمالها الهاديءِ سيجعلهُ لها .. وأن ما ينقصها سيأتي ليُكملها، ولكنْ لم تكن تدري، بأنها أحلامًا .. ولن يصبح فارسها ذو الخيل البيضاء مل...
الحلقة الرابعة من رواية زوجة العمدة- الجزء الثاني.
ملحوظة الفصل بدايته من وجهة نظر زينة.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
***
“أما عن قلبي، فكان كأسًا من كؤوسك … تحطمت دُون أن تبالي مدى جُرح داخلي ولم تفكر يومًا أن تلملم أشلائي “.
***
_زيــنـــة_
بعُمر الخامسة.
صُراخ فقط أستمع إليهِ، والدتي التي أجهشت بالبكاء وقلبها يتمزق ألمًا، لم أفهم ماذا يحدث.. لم أفهم لماذا هي ممسكة بتلك الملابس وتعانقها كأنها تريد أن تضعها بداخلها، وتصرخ .. صُراخ لا أعلم كيف سأنساه .. بكاء الجميع، أبي الذي يقف بعيدًا وعينيه لم تتوقف عن البكاء ..
كانت النساء فجأة المنزل قد أُسدل خبر ما .. وركضوا لوالدتي يعانقوها.. ولكن رغمًا عني سقطت .. ولكنها لم تأتي ككل مرة تعانقني وتغزو وجهي بقبلاتها الحانّية ..
ولم أبكي .. لأنني علمت بأن صوت بكُائي لن يبالي به أحد ..
سقوطي لم يغير من حولي، كانت الأعين عليها وهي تبكي وتصرخ وتقول: مات بسببي .. أبني مات بسببي ..
زياد .. أخي؟
ماذا تقصد بأنهُ ميت؟
فجأ حُملت بين ذراع أحد، وكان عاصي ابن عُمي .. حملني بعيدًا عن ضجيج البكاء، وجلسنا خلف منزل الشاطيءِ ورنين البكاء والصراخ ممزوجًا برحيق البحر وصوت تخبط الامواج بالصخور..
تسآلت : ماما بتقول زياد مات؟ يعني إيه يا عاصي؟
قُلتها بصدق، لا أعلم ماذا يُشير ولماذا تبكي؟
كان وجهه أحمر هو الأخر من البكاء، وكان يبدو عليه يتماسك لأجلي .. تنهد عدة مرات حتى نطق وهو ينظر إليِّ: