الحلقة التاسعة من رواية زوجة العمدة الجزء الثاني.
**
علّمني حبّك كيف الحبّ يُغيّر خارطة الأزمان علّمني أنّي حين أحبّ تكفّ الأرض عن الدّوران علّمني حبّك أشياءً ما كانت أبداً في الحسبان .
_نزار القباني.
***
الحُب .. وكيف يُنسى بأخَر، هذا ما كانت زهرة تتساءَل كلما ناظرت (عاصي) وهو يمُر بتلك الحالة بعد فسخ خطبته بـ شذى، المرأة التي أخبر الجميع بأنه يحبها، ولكنها كانت تعلم بأنها مشاعر واهمية، كيف يتخطى حُبها بأن يهاجر البلد التي ستكون بها، كيف سيعيش بعيدًا عن الجميع حتى لا يراها مرة أخُرى..
عادت بذكرياتها بالماضي ... قبل 7 أعوام.
***
كانت زهرة قد أتت رفقة والديها حتى يقضون عطلة الصيف رفقة عمها وزوجته و والديه ( وليد وعاصي) وتفاجأت حين كادت أن تدلف غرفة الضيوف لتنام بها ولكن كانت "زينة" هي من فتحت الباب من الداخل، كانت ترتدي حجابها بعجلة، لترمش زينة عدة مرات ثم تبتسم بهدوء تقول:
-أزيك يا زهرة؟
قالتها زينة وهي تفتح الباب بأكمله، توترت زهرة لرؤيتها لـ زينة، فهي تظن بأنها ستكون بالمنزل الآن منتظرة نتيجة ثانويتها، ولكن على مايبدو بأنها تُقيم هذه العطلة بالمنزل الخاصة بجدها، نظفت زهرة حلقها تقول:
- أنتِ قاعدة هنا؟
لازالت زينة محافظة على ابتسامتها الرشيقة، فقالت بنبرة حرجة:
- عمو كلمني، وطلب مني إني أكون قاعدة هنا علشان ماما لسه في المستشفى وعلشان نحتفل بعيد ميلادي هنا.
تنهدت زهرة وهي تمط شفتيها بغير رضا، وفجأة شعرت بجسد خلفها يقف، فأستدارت لتجد بأنه وليد، كان يبدو بأنه أتى من الخارج ركضًا، نظر إلى زهرة بهدوء وهو لا يعلم ماذا يقُول، فقالت زينة وهي تقترب من وليد وتقول:
- جبت الحاجة اللي خالتو جلنار طلبتهُ؟
هز رأسه لها، ولكن عينيه كانت على زهرة، والتي أحمر وجهها من قربه منها، فقالت زهرة بتساءُل:
- طيب هو أنا كده هنام فين؟
- عادي، هنام سوى في نفس الأوضة..
مطت زهرة شفتيها بغير رضا، فأنتبه وليد لتعبيِرها، فهمس إلى زينة ببعض الأشياء، فقطبت حاجبيها باستغراب، ولكنها تنهدت أخيرًا تقول موجهه حديثها لـ زهرة:
- أنا نسيت إنِ أوضتي هتتغير لأوضة تانية .. هلمَّ حاجتي يا زهرة وتقدري تدخلي علشان تريحي..
أنت تقرأ
زوجة العُمدة- الجزء الثاني.
Romanceتلك الأيام التي مضَّت لم تكن سوى ألمًا ينطوي بصدرها.. عينيها الزُمرتين.. ذاتَ سحرًا غنيًا، لطالما قالت بداخلها، بأن جمالها الهاديءِ سيجعلهُ لها .. وأن ما ينقصها سيأتي ليُكملها، ولكنْ لم تكن تدري، بأنها أحلامًا .. ولن يصبح فارسها ذو الخيل البيضاء مل...
