الحلقة السابعة عشر من زوجة العُمدة-الجزء الثاني.
***
" تلك الدموع..
الدعوات، والصراخات التي أكلت من روحي السنين... كيف مضيت دُون أن أبالي بالوثب عاليًا عنها، كيف لم أُبالِ حين تدهُورت الحياة حَولي وخسرت نفسي وروحي وبضعي... ولازال الندم بداخلي يأكُلني بأن الفرص ضاعت وضيعتُ أنا".
_ميرال يونس.
***
كانت ابتسامتها عالية، وقلبها يخفق بحُب لهُ، وكانت تلك المرة الأولى التي تقرر أن تحضر وجبة غداء لهما، ولكنْ خفقات زادت سرعتها، وقلبها قفز من الألم، وهي ترى تلك المسودة التي بعتت للدكتور الخاص بالرسالة.
والتي تحتوي على نفس موضوعها ... وحين فتحت المستند، وجدت عملها كله به، وكأن أحد سرقها، وتلك المرة سقطت أرضًا تصرخ من هُول الصدمة، تلك الصرخات التي تحولت إلى نوبات هلع وبكُاء حاد، كانت تبكي بشدة وهي تضع يدها بقوة على وجهها، وهي تحاول ألا تفكر إلا بحل، ولكن ماذا ستخبر الاستاذ، بأن ذلك الشخص سرق رسالتها، ولكن كيف، وهي لاتترك حاسوبها مفتوحًا بمفردهُ بالعمل، وأغلب عملها كان بالمنزل..
بماذا ستُعلل، تعب تلك الأسابيع ... وممارسة المهنة ومعالجة وليد، وكل شيءِ فعلتهُ تحولت إلى سراب، سقطت زجاجة الماء بجوارها، وسط نوبة بكاءها الشديدة حتى أنها لم تنتبه إلى كفها الذي جُرح .. وأختلط دموعها بتلك الدماء .. وفجأة شعرت بيذراع يحاوط كتفها ويقول بنبرة قلقة:
- أتنفسي يا زهرة .. أتنفسي!
لقد نسيت لقد تتنفس، من الهلع نسيت كيف تدخل الهواء رئتيها، وضع يدهُ على ظهرها يمسح عليها، لتأخذ شهيقًا عاليا ثم زفيرًا، شهيقًا وزفير ... حتى أصبحت تتنفس طبيعًيا ثم انفجرت باكية مرة أخُرى ولكن تلك المرة بداخل حضنهُ...
ضمها لصدرهُ، لا يعلم ماحدث لها، لا يعلم ما أمر تلك النوبة، وما أمر كل ذلك، ولكنه قبل جبهتها وهُو يقول:
- زهرة في إيه؟ طنط وعمو كويسين؟
هزت رأسها.
ليضمها أكثر لتبكي بشدة، تشعر وكأنها مكتوفة الايدي لا تستطيع أن تعترض، ولكن لقد تعبت وأرهقت مشاعرها، كل مرة على مدار السنتين، حين تكون هناك حالة مستعصية وتبدأ بدراستها حتى تكمل رسالتها، تجد أحد زملائها يأخُذ الحالة ويضمها بأسمه ويكتب رسالتهُ وينتهي منها، كل سنة تقول لاتهتم .. وأنها تعلم بأنها سرقة لمجهودها، ولكن تلك المرة لقد تعبت وأنشق قلبها من القهر ...
سينال كل التصفيق وهي ستكون بنهاية الصف ترى تعبها كلهُ بين يديه ...
- زهرة أرجوكي قوليلي في إيه؟ قلقتيني!
أبتعدت عنهُ ورأت دماءً بقميصهُ وكادت أن تهلع من جديد، ليرفع كفها وهو يأخذ من أسفله منشفة قال وهو ينظر إليها بأعين قلقة:
أنت تقرأ
زوجة العُمدة- الجزء الثاني.
Romanceتلك الأيام التي مضَّت لم تكن سوى ألمًا ينطوي بصدرها.. عينيها الزُمرتين.. ذاتَ سحرًا غنيًا، لطالما قالت بداخلها، بأن جمالها الهاديءِ سيجعلهُ لها .. وأن ما ينقصها سيأتي ليُكملها، ولكنْ لم تكن تدري، بأنها أحلامًا .. ولن يصبح فارسها ذو الخيل البيضاء مل...