الحلقة الرابعة عشر- زوجة العمدة ج2.
***
ومع نهاية كُل طريق، كُنت أتمنى أن تنتهي بين يديكِ...
#زوجة_العمدة2
****
قرر عدنان أن يذهب إلى آسية ويتحدث معها، ويحاول أن يَّسير الامور برفقتها حتى يرتاح قلبه من شدة خفقاتهُ، هو يحبها بل هائـم بشدة إليها، نظراتها البريئة وضحكاتها الرنانة، رائحتها التي لم تتغير قط منذ أن كانا صغيرين، الآن... يتذكر كل شيءِ، مشاعرهُ اتجاهها ورقتها معهُ، وحُبه لمرافقتها وحملها من مكان لآخر، لأنها كانت تميِّل إليه... كان يظن بانها ستميل إلى عاصي كما تفعل أخته الصغيرة تتركه وتركض إلى عاصيِّ لأنه يستطيع أن يجعل الجميع يميل إليه من لباقته في الحديث و أهتمامه بأدق التفاصيل. إلا أنها فقط كانت تحَب أن يحملها ويصاحبها في كل مكان، حتى أنها تشاركه في طعامه وذهابه وإيابه أثناء رحلات العائلة. كانت مشاعر الدفء تصاحبه برؤيتها خاصة بلون عينيها الجميلتين اللتان جعلته يبصمهم ك خريطة على جسدهُ.
وحين كاد أن يخرج من منزله، تفاجأ بـ"سيلا" تقف أمامهُ وهي تنظر إليه بهدوءٍ تامٍ، لا يعلم ما الذي جعلها تأتي كل الأماكن هُنا. خاصة بأنه يعلم بأنها هي وطاهر، أحرزا تقدما في علاقتهما العقيمة والتي لايريد طاهر إخبارهُ عنها أي شيءِ...
_غريبة يعني يا سيلا... جاية تقنعيني ما أنفعش لأختك تاني ولا إيه؟
قصد المُزاح... ولكن نظرة عينيها الباكية والتي رأى لأول مرة بها ضعفًا غريبًا، ولذلك أعتدل في وقوفه وسمح لها بالدخُول، تاركًا الباب مفتوحًا بشكل بسيط... هُو حتى بكل أفعاله، أحيانا يتذكر قواعد الادب والاعراف.
_عدنان.
_سيلا.
كلاهما نطقا في نفس اللحظة، هو قلق لا يفهم ما سبب عينيها الباكتين، وهي تريد أن تخبرهُ بالكثير ولكن التردد يقتلها بقوة، ماذا ستفعل معه ... هل تقص له الحكاية أم تتركها لغزًا..
_أنا تعبت من الالغاز في حياتي، بس بما إنك كنت عارف من البداية ليه أنا و سيف أطلقنا وعمرك ما جيت وكلمتني، فأنا جاية أحكيلك...
أشتدت التوتر داخلهُ، نعم... لم يتوقع ذلك، خاصة بأنه كان يعلم لماذا فجأة قررت الانفصال، ولماذا لم تفصح عنه لأحد حتى آسية لا تعلم بأن أختها تعاني من كل شيءِ حولها... وحدها تُعاني من الانفصال، وتوابعهُ...
= مش لازم تحكي يا سيلا، أنا عارف...
عضت على شفتيها تكتم شهقاتها... ورددت: بس انا عايزة أحكي يا عدنان، عايزة أحكي وجعي وقهرتي... أحكي ليه بعد كل ده أنا بقيت ولا حاجة بالنسبة للراجل اللي حبيته في يوم وصدقت حبهُ ليَّا.
تابعت وهي تجلس بأحد المقاعد: سيف كان حلم، حبيته أو –ضجكت ساخرة- كنت فاكرة إني حبيتهُ، اتقابلنا كتير وبسبب صحابنا المشتركين، بقينا أساس في حياة كل واحد، كنت عارفة إنِ أنا أو آسية هيحصل معانا نفس اللي حصل مع ماما، تأخير الحمل، وإنهُ ممكن مايحصلش حمل، بس كنت خايفة أوي، كنت بقول ممكن ولا واحدة فينا يحصل فيها حاجة وعادي هنتجوز ونخلف، بس ممكن خوفي وتأكدي إنه ممكن أنا ... أنا اللي هعاني، اتجوز سيف وكنا مكررين نأجل الخلفة، بس من غير مايعرف عملت تحاليل، وكانت أنا ...
أنت تقرأ
زوجة العُمدة- الجزء الثاني.
Roman d'amourتلك الأيام التي مضَّت لم تكن سوى ألمًا ينطوي بصدرها.. عينيها الزُمرتين.. ذاتَ سحرًا غنيًا، لطالما قالت بداخلها، بأن جمالها الهاديءِ سيجعلهُ لها .. وأن ما ينقصها سيأتي ليُكملها، ولكنْ لم تكن تدري، بأنها أحلامًا .. ولن يصبح فارسها ذو الخيل البيضاء مل...