الحلقة الثامنة عشر من رواية زوجة العُمدة –الجُزء الثاني.
~نهاية البارت الأول~.
***
صفُوف من الحُب واليراقات أعيش بينها، ذلك الحُلم الذيِّ طال عليِّ.
الرغبة في الوصول لحُب والرغبة بأن تجتمع الحياة من جديد.
أن تتَحَول تلك الصور التي يمتزج الابيض والاسود ...
أريدها يومًا أن تكُون ملونة... بتلك الألوان التي يومًا لطختها.
_زينة الجبالي.
***
كان فهد واقفا بطوله الفارع، وهو ينظر للفراغ أمامه، الجميع منذ وصوله وهو يستمع إلى ما قالهُ عاصي وزينة، تلك الحياة التي بُنيت من طين، لم تستطع يومًا أن تجثو بقامتها، ولكن هُدمت على الجميع ..
قالت جُلنار وهي تنظُر إلى زوجها:
- بس أنا أفتكرت إن يسرية مستحيل تعمل كده!
قال فهد وهو يشعر بالحقد يغزو جسدهُ وقلبه يحترق:
- لييه... إذا كانت عملت كده علشان تحرق قلب ميرال، زي ما عملت لما فكرت تتجوز هاشم.
كانت زهرة تحتضن زينة، وتعانقها بقوة، تلك الحياة التي كانت تظن بأنها تعيش بنعيم، كانت في غنى عن الكثير، أما عاصي و وليد، ينظران بألم شديد لزينة، والتي لم تستطع أن تسامح أو تغفر، لقد حُرمت من أخيها، حرمت منه بسبب غلٍ وحقد، قالت جُلنار:
- إحنا لازم نكلم ميرال ونقولها..
قالت زينة بصوت أجش من البكاء:
- بكلم بابا من ساعات ومفيش أتصال واحد جيه، أنا خايفة أقوله على التلفون يحصلهُ حاجة.
وفجأة أتصل حُسام، وهُنا تعجب فنادرًا ماحُسام يهاتفهُ، ولكنه رفع الهاتف يجُيب، وفجأة شُحب وجههُ بشدة .. ولم يتردد عاصي أن يأخذ الهاتف من يد والدهُ ليستند على اليد الأخُرى، وهو يستمع إلى الخبر ..
اقتربت جُلنار بهلع .. ليقُول عاصي وهو ينظُر إلى زينة:
- ميرال في المستشفى، عملت حادثة وحاليًا..
كانت زينة في حالة من ضيق التنفس، فأسرع عاصي إليها يركع إليها وهو يضم وجهها إليه يقُول:
- أهدي .. زينة، أتنفسي ..
قالت دُون أن تقطع تواصل عينهما:
- ماما... هتبقى كويسة؟
قالتها ... ويدها على قلبها، لم تعتذر لها، لم تخبرها بأنها كانت غبية حين كرهتها .. حين كرهت أن تشبهها، حين لم تعد تستمع إليها، صاحت به تبكي:
- قولي يا عاصي .. أنا تعبت..
قال بفوضوية وهو ينظر إليها:
أنت تقرأ
زوجة العُمدة- الجزء الثاني.
Romanceتلك الأيام التي مضَّت لم تكن سوى ألمًا ينطوي بصدرها.. عينيها الزُمرتين.. ذاتَ سحرًا غنيًا، لطالما قالت بداخلها، بأن جمالها الهاديءِ سيجعلهُ لها .. وأن ما ينقصها سيأتي ليُكملها، ولكنْ لم تكن تدري، بأنها أحلامًا .. ولن يصبح فارسها ذو الخيل البيضاء مل...