اسمي "عدي".. ستعرفونني باسم آخر بالطبع.. سأشتهر بلقبي، أو بكنيتي الحالية.. أما كنيتي فهي "أبو ليلى المهلهل"، نسبةً إلى ابنتي الكبرى "ليلى".. أما المهلهل؛ فقد نعتني أقراني بهذا الاسم؛ لأنني الوحيد الذي أتمكن من ترقيق قلوبهم في اجتماعاتنا وخلواتنا بأحاديثي وأشعاري.
ولقبي الذي تعارف الناس عليه هو "الزير سالم".. أما الزير؛ فهو لحبي للعبث؛ حيث كنت أقضي يومي كاملًا في النوم، وليلي كاملًا في التسلية مع الندماء والأصدقاء حتى الإصباح. وقد أسمتني القبيلة سالمًا؛ لأنني الوحيد من بني العرب الذي عاد من بئر السبع سالمًا بعد مقارعة قطيعٍ من أعتى السباع.
قررت نشر مذكراتي؛ لأنني كنت آخر من نجا من أفراد عائلتي بعد أطول حربٍ عرفتها العرب في التاريخ.
ولدتُ في جزيرة العرب بعد عدة قرون من الميلاد.. نشأتُ وترعرعت مابين الشام واليمن.. كنا نقضي فصولًا في الشمال، وفصولًا في الجنوب، وفصولًا في ما بينهما.
كانت أجمل ذكريات طفولتي تلك التي قضيتها في قصر الملك في الشام.. صحيح، فأنا لم أخبركم بعد أن والدي "ربيعة" كان ملكًا على العرب.
كنت الأثير لدى والدتي "صبر"، والأقرب إلى قلبها.. كنت الأكبر سنًا بين أبنائها، والأكثر فصاحةً بين إخوتي. في الواقع: كان لديّ شقيق يكبرني سنًاً، ولكنني لم أتعرف عليه.. كان اسمه "وائلًا".. تربى "وائل" لدى التبابعة؛ فقد أرسله والدي إلى الجنوب في طفولته؛ تنفيذًا لبنود صلحٍ لإيقاف الحرب التي كانت مندلعة وقتها.
لدي هناك شقيقتان أيضًا: "جميلة" و"زرقاء" ستظلان وفقًا لبنود الصلح في اليمن، وستتزوجان من ابنَي الملك التبعي بعد بلوغهما؛ تنفيذًا لاتفاق المصاهرة بين العائلتين الملكيتين في سبيل وقفٍ دائمٍ لأتون الحرب.
أنت تقرأ
مذكرات الزير سالم
Teen Fictionأنتم تعرفون وجهًا واحدًا للأحداث، ولكن مازال هناك الكثير مما يمكن أن يقال.(رواية خيالية من التاريخ لليافعين)