صياد الجزيرة

185 7 2
                                    


ربما لولا ما عُرفتُ به في مرحلة صباي من لهوٍ وعبث لكان لقبي الآن هو صياد الجزيرة؛ فأنا أهوى الصيد، وأنا أفضل من يجيده من بني العرب؛ ولذلك وعدتُ تلكنّ النسوة الغاضبات بوليمة صيد.
في الواقع كان بإمكاني نحر ناقتي "الدامعة"، ولكنني لو فعلت ذلك حينها لفقدت فرصتي في لقاء "الجليلة" مرةً أخرى.
كنت أزور "الجليلة" بين الحين والآخر؛ لأخبرها بموعد رحلتي للصيد، ثم أعود لأخطرها بأنني لم أصطد شيئا ذا قيمة.
كان يمكنني صيد الطريدة التي أشاء في الوقت الذي أشاء، ولكني كنت أتعمد إفلاتها حتى يتسنى لي لقاء "الجليلة" المرة تلو المرة.
أخبرتني "الجليلة" بأن السيدات ما يزلن حانقات بسبب ما فعلته، ولكنها كانت لا تفتأ تهدئ من ثورتهن.. دعوني أصدقكم القول، فقد بدا لي بأن "الجليلة" بدأت تميل لي قليلًا، وتخشى أن يعاقبني الملك، فتحرم هي أيضًا من ملاقاتي.
في ذلك اليوم كنت على صهوة "السابحة" أحمل فريستي بيدي بعد أن أفلتّ كل طرائدي.. كنت ذاهبًا كعادتي للقاء "الجليلة"؛ لإخبارها عن مجريات رحلتي.. كنت قد اشتقت إلى رؤيتها كثيرًا.
عندما وصلت إلى مضارب عمي في البادية لم أجد سوى أطلالهم.

مذكرات الزير سالمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن