part 1 | قرار العودة

4.1K 125 117
                                    

صوت هطول المطر الغزير و ذلك الحشد الكبير من الناس مرتدين الأسود يجتمعون حول قبرين حيث يقف شاب لم يبلغ العشرين و طفلة لم تتجاوز العاشرة و دموعها على وجهها من غير ذكر آثار الضرب المنتشرة على جسدها الطفولي تمسك بيدها وردتين باللون الابيض تشدّ عليهم بقبضتها الصغيرة انحنى الشاب الواقف بجانبها ليردف : هيا اميرتي اوليفيا ضعي على كل قبر وردة و ودعيهما
اقتربت من القبر الأول تضع الوردة و تقبل اسم والدتها المكتوب على القبر و بعدها إلى القبر الثاني تفعل المثل لقبر والدها
اقتربت منها سيدة أنيقة غزت ملامح الحزن وجهها كباقي الموجودين تمسك يدها الصغيرة : هيا عزيزتي لنعود للمنزل ميليا تنتظرنا لتلعبا معاً
كل ما تلقته من الطفلة كان الصمت فهي منذ شهادتها لعملية قتل والديها في ذلك اليوم المشؤوم لم تنطق بحرف
مشت معها بهدوء نحو السيارة و لكنها توقفت فجأة تنظر نحوها تبحث عن أخيها بعينيها
فهمت السيدة كارين ما تبحث عنه الطفلة لتردف تطمئنها : لا تقلقي عزيزتي اشارت الى سيباستيان بإصبعها تكمل كلامها : انه هناك يتكلم مع الرجل سيأتي بعد قليل
توقفت الطفلة في مكانها بعناد لتكمل السيدة : عزيزتي اوليفيا هل كذبتُ عليك من قبل ؟ اخبرتك سيأتي بعد قليل
لم تكد تكمل جملتها حتى ركضت الطفلة نحو اخيها غير منتبهة للسيارة القادمة باتجاهها و لكن هناك من حملها في اللحظة الأخيرة ليسقط على الارض و هي في حضنه
فتحت عينيها لتراه صديق أخيها و ابن السيدة كارين بلاك بنتيفوليو وريث عائلته : هل فقدتِ عقلكِ يا صغيرة ؟ كيف تركضين هكذا في منتصف الشارع ؟
نظرت له بعينيها الطفولية تهدد بالبكاء في اي لحظة غرزت وجهها في صدره تبكي بصمت و كالعادة لم تنطق بحرف
استقام و هي في حضنه حيث ركضت إليهم كارين: هل هي بخير ؟
بلاك : اجل خذيها للمنزل
مدت يدها لتحملها و لكنها رفضت بقيت تمسك بقميصه ترفض الإبتعاد في تلك اللحظة كان سيباستيان قد انتبه لوجود خطب ما
سيباستيان: ماذا حدث ؟
بلاك : لاشيء خذ اختك
و للمرة الثانية ترفض الإبتعاد
كارين: لا بأس لتبقى معك فبكل الأحوال انت عائد للمنزل معنا
مر على ذلم اليوم ثلاث سنين و هاهي الصغي ة ذات الثلاثة عشر عاماً استيقظت و هي في سريرها تنظر حولها هذه الغرفة التي لا تشبه غرفتها في منزلهم و هذا القصر الذي لا يشبه خاصتهم
استقامت من السرير تمشي في الممرات المعتمة حتى وصلت لغرفة مكتب الجد أليخاندرو حيث كان صراخ سيباستيان يملأ المكان
فتحت الباب تنظر نحو بلاك الجالس بهدوء و أليخاندرو و سيباستيان يتناقشان و مما سمعته يبدو أنها محور الحديث
أشار أليخاندرو لسيب نحو الباب فور لمحه لها
افنرب متها سيباستيان بسرعة يحملها : عزيزتي لِمَ نهضتِ ؟ هل تحتاجين لشيء ؟
حركت رأسها بالرفض ليردف : لدي خبر جميل لأجلك
نظرت نحوه باستغراب ليكمل : سنذهب لكندا سنعيش هناك سنعيش بمنزل له حديقة كبيرة مليئة بالورود كما تحبين كما ان ماركوس سيعيش معنا ايضاً
لم تعطي اي رد ليكمل سيباستيان: هيا تعالي لتنامي سأحكي لكِ قصة قبل النوم
مرّ على ذلك اليوم عشرة سنين تغير فيها الكثير لم تعد الطفلة اوليفيا خائفة و بقيت تعيش في كندا مع أخيها حتى اليوم الذي قرر فيه سيباستيان العودة إلى إيطاليا إلى المنزل الذي لم تدخله منذ الحادثة
_________________________________________

Toccamiحيث تعيش القصص. اكتشف الآن