أصوات مخيفة تعرفها أُذناها لا تزال تنعق من بعيد.
تطرد أسراب حمائمها البيضاء من سمائها المرصعة بالنجوم.
خدعها وجه البحر الهاديء الذي لجأت إليه ليحميها.
ظنت أنا "قاربها" في مأمن من عواصفه الغادرة.
لتنقض عليها موجة عاتية تزعزع ثباتها وتطيح بأمانها.
وتهدد شمسها المشرقة بغيوم يلازمها أبد الدهر.
غيوم لن تري بعده شروق أو حتي بصيص أمل.
يحتضن عيناها التي سائها طول العمى.
لطخة ثوبها النظيف تلك المرة لن "يُجليها" شيء.
ندبة روحها إن دنسها شيطان قصتها الماضية
لن يداويها أعتى الأطباء.
أبدا لن يداويها.تخليه عن عادته الليلة أصابت قلبه بالسُهَاد، وقبضة قلق تعتصره ولا يفهم سببًا لها، لم يذهب ليتتبعها ويؤمّن عودتها كما تعود كي يطمئن عليها، وتسائل بيأس نال من روحه المتعبة، لماذا يتكبّد عناء حمايتها وهي التي أورثته عذابًا يُحرم على جفناه النوم، لن يذهب الليلة بل وكل ليلة.
لن يفعلها، كفاه لهاثًا خلف طيفها العنيد.
أخذ "رضا" قراره معاندا خفقات قلبه الثائرة بلومها له، وتمدد علي فراشه مغمضًا عيناه عنوة مستجلبا "السُبات" عله يريحه من هذا الصراع الدي يفتك بسلامه منذ عرفها.أما هي "حبيبته"
كانت تعاني استياء هزم خوفها تلك اللحظة حين وصلها ذبذبة صوته الكريه قربها، أطلقت عنان بُغضها من عقاله لتغزو عظامها قوة غريبة أدهشته هو ذاته، وهي تنتفض راشقة كعب حذائها الطويل بأصابع قدمه خلفها بغل، ليصرخ بوجع محررًا يديها رغمًا عنه من حصاره، فتلتفت له هادرة بحدقتان أشعلتهما نيران البغض:
كل مرة بتثبتلي أكتر إنك راجل في البطاقة وبس يا عزت.
قالتها وهمت بالفرار منه بعد أن بصقت على وجهه بازدراء مستغلة مباغتته قبل أن يفيق من دهشته ويعاود مهاجمتها والحاق بها، بلغها قبل أن تغادر العيادة وقيدها بذراعيه القوية التي أورثتها ألمًا شديد بعظام ذراعيها وفحيحه يهمس لها من جديد: طب أنا هعرفك ان كنت راجل ولا لأ يا أشرقت، شكلك نسيتي عزت ولياليه ومزاجه العالي.
تحاول التملص منه والخوف بدأ يدب بأوصالها ويجتاحها رغم تظاهرها بالعكس أمامه، ماذا تفعل وهي معه وحيدة لا حول لها ولا قوة، من ينقذها من براثن خطره الأن؟!
من ينقذها من انتهاك روحها قبل جسدها.
انتهاك سوف يقضي علي ما تبقي منها؟!
تصورات مخيفة تتدافع لعقلها إن حدث ما تخشاه.
حياتها لن تعود كما كانت من قبل
بعد ان تطالها أصابعه المدنسة لتشوه صورة مستقبلها الذي بدأت تلونه بريشة الأمل.
أملها الذي سيذهب أدراج الرياح وهي التي نبت لها كيان بعد طول فنائها، وتعيش بكرامة وأمان يهدده ظهور عزت.
_ أه يا خاينة؟
حملقت عيناها بذهول والكلمة المجحفة تصدمها.
أي خيانة يتحدث عنها ذاك المعتوه؟!
_ يا تري رماكي بعد ما اخد غرضه منك؟
نبرته الساخرة جعلتها تصرخ بحدة: أنت مجنون ولا بتخرف؟ مين دي اللي خاينة يا عزت؟ أنا أشرف منك ومن كل اللي تعرفهم، وعشان انا ست حرة وشريفة مقدرتش اكمل مع واحد زيك.
ضحكة تهكم كانت رده قبل ان تكتسب عيناه وميض حاقد مع همسه: فاكراني هصدقك؟
رمقته ببرود قائلة: مايفرقش معايا تصدق او لأ، أنت كلك علي بعضك مبقاش ليك لازمة عندي.
استفزه حديثها المستهين به ليثب عليها من جديد محاولا انتهاكها والثأر منها، لتقاومه أشرقت بكل ما أوتيت من قوة
متسائلة من جديد بصوت ضميرها وعيناها تُذرف دموع العجر، من ينقذها الأن من جحيم دناسته لعفتها؟!
من ينقذها.!