بحذر اختبئت "قمر" بغرفتها وبحوزتها جهاز "لاب توب" جديد، دفعها ضرغام لشرائه وعلمها كيفية استخدامه ليتحدثا من خلاله صوت وصورة.. راحت ترمقه براحة وكأنه سوف يصبح بوابتها الدائمة للسعادة، حبيبها لا يكتفي بلقائتهما القليلة و يشتهي رؤيتها أكثر، تنهدت بهيام وإعلان شوقه الدائم لها يشعرها بنشوة خاصة.. هي تحتاج هذا الشعور بالذات وسط مشاحناتها المستمرة بينها وبين عزت واستنزافه المستمر لها..فتحت إحدي برامج الأتصال وضغطت علي ذر مكالمة مرئية ليملأ وجهه الحبيب الشاشة كاملة وهو يتفرسها بعيناه هامسا: وحشتيني يا قمري.. مش مصدق أني خلاص اقدر اشوفك واملي عيوني منك كل اما أشتاقلك.
ابتسمت وصوتها يسكب علي أذنيه الدلال: للدرجة دي يا ضرغام بتحب تشوفني.
تنهد بلوعة: يااااه يا قمري.. ده أنا بموت من شوقي كل لحظة وانتي غايبة عني وتقلانة عليا.
قالت برقة وهي تداعب اسوارتها: أديك هتشوفني دايما.
_ طب ممكن طلب لحبيبك.
_ طلب ايه؟
_ عايز أشوف شعرك يا قمري.
اعترضت بقولها: لا يا ضرغام مايصحش، أنت لسه مش جوزي.
_ بس أنا بعتبرك حبيبتي ومراتي.. عشان خاطري ياقمر افردي شعرك عشان اشوفه.
_ لأ.
غمغم بحزن: ماشي ياقمر براحتك، طيب أنا هقفل دلوقت سلام.
صاحت بلهفة: ضرغام استني اوعي تقفل، هو أحنا لحقنا نتكلم؟ أمال انا اشتريت البتاع ده ليه مش عشان نبقي سوا؟
_ ما انتي اللي رافضة تبقي معايا وتصبريني بحاجة، فيها ايه لو شوفت شعرك؟
_ يا ضرغام أنا خايفة، ياما بسمع حاجات وحشة بتحصل بسبب البتاع النت ده.
_ انتي للدرجة دي مش واثقة فيا يا قمر؟ خايفة علي نفسك من ضرغام وفاكراني هأذيكي؟
_ أنا مش قصدي بس.
أنهي المكالمة المرئية بغتة وتركها تشعر بالحنق والحزن معا لإغضابه، تعلقها بضرغام صار گ المرض الذي تملك منها، لم تعد تقوي علي بعده عنها.. تريده دائما يغذيها بتلك المشاعر و يصبرها علي ما تحياه.
قررت مهاتفته ثانيا لتراضيه فلم يجيب، كررت الاتصال مرات ومرات دون جدوى حتي يأست وأغلقت اللاب توب وتوسطت فراشها تبكي بصمت وهي تختنق بغصة لشعورها بفقده.
_____________دوامة الصمت الصاخبة بأفكاره أبتلعته لوقت لم يْحصي ساعاته، سيوف مشاعره نحوها تتصارع داخله مع ذكراياته معها وصدمته بما قالته..صرير المبارزة يزداد قوة فيحتد عليه الألم..تارة ينتصر قلبه ومشاعره، ليتراجع أمام غضبه مما جرحت ذاك القلب، والذكرايات بينهما ضعيفة لا تقوي علي المنافسة ورصيدها لا يكفي لتنتصر علي إحداهما.. أي ذكرايات يمكن أن تقوي على المجابهة وهو لم يلقي منها سوا الجفاء والبعد منذ تزوجها.. أعطاها الكثير والكثير من حبه وحنانه وهي قابلت جميعهم بالتجاهل والقسوة..من يدافع عنها الأن؟ من يطيب خاطره الذي تفتت مرارا علي يديها ويرمم كرامته المخدوشة وهو يسمع همسها الرافض لطفله الذي لم يأتي بعد؟ ذاك الطفل الذي فرح به كفرحة هلال العيد بعد طول صيام..گ دعوة استجاب لها ربه بعد صلاة وقيام.. لتنكسر فرحته بهمسها القاتل "مش عايزاه".