ك
"حمائم" فرحته ترفرق فرحًا بسائر روحه
مجرد قراره باستئناف طلبها من جديد أورثه سعادة لا توصف
خفقات قلبه كأنها تدق طبولا وعين خياله تزف إليه بشرى موافقتها عليه.
أشياء جميلة تدفق بمخيلته التي ترى وجهها الأن بين يديه، تغفو على كتفه و " تُطرب" بدقات خافقه المستكينة عليه.لكن بغتة هتز صورة الأمل بعيناه قليلا.
أيمكن ألا تحقق أحلامه تلك إن رفضته أشرقت؟
لماذا؟ أي شيء يعيبه لترفض زيجته؟
الخوف من تكرار تجربتها السابقة؟
من جديد تهتز صورة الأمل داخله.
يا ويله لو لم ترحب بخطوة قلبه العزيز
علي أرض روحها خير ترحيب
يا ويله لو أعرضت عنه و فضلت العيش وحدها
يدعوا الله أن تعطيه فرصته ولا تأخذه بذنب ما سبقه.
ويقسم حينها أن تتعلم علي يديه كيف تتنفس الحياة.
و تتحرر من قبو خوفها القديم.
____________
الفرحة كادت تُسقطها غائبة الوعي وهي تصيح:
بتتكلم جد يا حاج؟ يعني رضا لسه عايز أشرقت ومش فارق معاه انها مطلقة؟
ابتسم و هو الأخر يشاطرها فرحتها:
أه والله يا حاجة ده كلامه، قالي شاريها وعايزها في الحلال، ومنتظر موافقتها علي نار، وناوي لو ربنا كتب نصيب يتمم جوازه عليها بسرعة.وصمت برهة ليغمغم بقلق داهمه: المشكلة دلوقت بقيت في أشرقت نفسها يا سمية، مش هتوافق عليه بسهولة.
انتقل إليها هواجسه بقولها: عارفة انها هتعاند، بس انا هحاول معاها يمكن ربنا يهديها و تستجيب يا حاج.
أطلق تنهيدة من صدره قبل أن يهمس لها: ربنا يكتبلها الخير و "الرضا" من عنده.گ بركان خامد انفجر من باطن الأرض ليبطش بحممه كل شيء، ثارت أشرقت على خالتها وهي تحدثها بشأن طلب "رضا'" للزواج بها.
كيف لم ترتاب في أمر ذاك الرجل من قبل؟
نظراته نحوها كلما رآها وحضوره الدائم حيث تعمل.
كلها إشارات جلية لنيته لم تدركها حينها.
والأن صار كل شيء واضح بالنسبة لها.
هذا يعني أنه وافق عليها و لازال يريدها.
تبًا له، عكر صفو حياتها التي كانت بدأت تستقر وتهدأ.
أي زواج بل أي جحيم تريد الخالة ان تسوقها نحوه؟
ألم يكفيها ما تلظت به سابقا؟_ يا بنتي اسمعيني وافهمي اللي عايزة اقوله.
اشتعلت عين أشرقت لتصيح بثورة لخالتها: أسمع ايه وافهم ايه؟ تاني ياخالتي؟ عايزاني أعيده من تاني؟ ده أنا لحد دلوقت مش قادرة انسى اللي عيشته ومكوية بناره، عايزة تدوقيني نفس المرار بإيدك؟!
_ عمرك ما هتنسي "المر" غير لما تجربي "الحلو".
_ حلو؟ بأي أمارة بتقولي كده؟ ايه ضمنك إن "رضا" ده مش نسخة جديدة من عزت؟
_ لأنه متربي وسطينا وعارفاه كويس ومتأكدة انه هيصونك.
واستطردت مستعرضة حجتها القوية: فاكرة زمان لما رفضت تتجوزي عزت وانه ماينفعكيش، والأيام أثبتت كلامي لما اتجوزتيه، ودلوقت برضو أنا اللي بقولك "رضا" ده هو عوض ربنا اللي دعيت يجيلك، راجل بجد و يستحق ياخد فرصته معاكي.
لتواصل برجاء حاني: صدقيني يا بنتي مش هتندمي لو مشيتي ورايا المرة دي، ده عريس "لقطة" و شاريكي رغم انه عرف كل ظروفك وانك مطلقة، ومع كده راضي بيكي.