الفصل الخامس عشر

2.6K 101 8
                                    

قاتلة هي طعنات الغدر حين تأتيك من أحباء.
كنت تتعري أمامهم وتظنهم لك قمة الستر.
فكانوا فضيحتك الكبرى والمخزية.
من كانوا لك أعز "العزاز" ضاعت مكانتهم وصاروا غرباء.
ندبتك التي لا تدري هل يختفي أثرها يومًا؟
وهل تعود حبال الود التي كانت ممدودة معهم؟

سيل من الأسئلة تطوف بخاطر "عزت"بعد أن كشف خديعة والدته له، تلك التي اعترافت بما اقترفته ببساطة أدهشه، لم يلمح ولو مسحة تأنيب توهن ضميرها، لم يجد أي خزي بحدقتاها القاسية وهي تخبره أن ما فعلته كان لصالحه، هكذا ببساطة كذبت وضللته وانقضي الأمر، هكذا ببساطة جعلت منه غرًا ساذجًا سار خلف كلامها وفضح من كانت تحمل أسمه يوما بالكذب والافتراء، يالا فاجعته ويالا حماقته، ويالا نذالته.

"مش أنا طلعت متغفل تغفيلة العمر يا رجالة؟ صاحبكم أمه ضحكت عليه ولعبت به الكورة، واخته كمان استغفلته وأخدت حق مكانش ليها، الأتنين لعبوا بيا وخلوني أظلم الست اللي كانت شايلة أسمي"

همهمة مشفقة ندت من أحدهم هامسا لرفيقه:  الواد عزت اتجنن وعقله فوت، عمال يخرف من ساعة ما جه، أظاهر الصنف عالي اوي معاه المرة دي.

_ مراته اللي افتكرها خاينة وراح عشان ينتقم منها ويلوث سمعتها وسط الناس طلعت بريئة، وطلع هو المغفل.

من جديد يهذي عزت بين رفاقه بوعي شبه غائب، ساكبًا أمامهم أوجاعه وأسراره وخباياه المخزية، لينهض أحدهم لا يزال وعيه كامل مع قوله: عزت الليلة دي انت مش مظبوط، لازم يرجع بيته قبل ما يطينها أكتر من كده ومانعرفش نتصرف فيه، أنا هوصله
البيت وارجعلكم.
………
بعين واحدة تبينت من قرع الجرس لتجد عزت أمامها، فتحت الباب دون حذر كافي وهي بملابس بيتية قصيرة، لتتفاجأ بشقيقها يقف بهيئة غريبة يستند علي ذراع أحدهم، نظرات الرجل لها جعلها تنتبه لملابسها القصيرة، فأسرعت ترتدي "مئزر"طويل يستر سائر جسدها وهي تعود حيث الباب المفرج قائلة:  لا مؤخذة كنت فاكرة اخويا عزت جاي لوحده.
أومأ لها وهو يبعد نظره عنها:  حصل خير، معلش انا لقيت أخوكي تعب شوية وهو قاعد معانا فقلت أوصله قبل ما يتأخر الوقت.
حدجت شقيقها الشبه غائب عن وعيه باستخفاف وهو يترنح أمامها، لتهتف للرجل:  كتر خيرك انك وصلته، كان زمانه جاي الفجر يقلق نومتنا زي عوايده.
وتبعت قولها وهي تجذب أخيها للداخل.
_ خدي بالك عليه عزت نفسيته تعبانة من يوم ما طلق مراته.
مطت شفتيها ساخرة: علي أساس كان بيحبها أوي؟ ما علينا تشكر علي كل حال.
_ مفيش داعي للشكر عزت ده أخويا ويمهني أمره.
ثم ابتسم لها مودعا بقوله: وفرصة سعيدة إني شوفتك.

رفعت حاجبها وشيء بنظرة ذاك الرجل راقها كثيرًا، كأنها لمحت إعجابًا ذكوريا بأنوثتها وهو يمشط جسدها سريعا قبل رحيله، فطرة الأنثى داخلها أشبعها ذاك الشعور، بأنها تزال مرغوبة بعين الرجال رغم طلاقها، لما لا وهي صغيرة وجميلة وأضحت ثرية تمتلك ثروة تُعزز قيمتها تكفيها وتفيض.

رواية أشرقت بقلبهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن