تملمت بنومتها وهو يتأملها متكئًا بذراعه جوارها ينتظرها لتستيقظ، يستعيد عقله ليلته الجميلة معها وكم بدت مستسلمة بين يديه رغم تمنعها اول الأمر، ليشعر بها تفقد كل قدرتها علي مقاومة مشاعره الجارفة التي أكفتهما معا، كأنه أعطاها قبسا من عشقه ولهفته لتذوب به صاغرة، ربما غزوها من أول لحظة كان أكثر قرارته صوبًا، فإن لم يقترب هو لم تكن لتفعل هي، كانت سوف تتسع المسافات بينهما أكثر وأكثر وتعتاد علي البعد وهذا ما لن يسمح به رضا، لن يمنعه أو يفصله عنها شيء بعد أن صارت له زوجة وحبيبة، وبحكم معرفته بطباعها ونفسيتها ينتظر منها تمردا ما، فلن يمر استسلامها له مرور الكرام علي شخصية عنيدة مثلها.
فتحت عيناها لترمش أهدابها قليلا تقاوم النوم قبل أن تتسع بغتة وهي تراه قريبا جدا منها ينظر لوجهها تلك النظرة المتخمة بعاطفته قبل ان يميل ملثما شفتيها بقبلة رقيقة هامسا: أحلي صباح في الدنيا علي الشمس اللي أشرقت في حياتي ونورتها.
راقها تعبيره كثيرا، وضع أسمها بكلمات غزله شيء أشعرها بالدلال، خاصتا وقبلته الناعمة تداعب شفتيها برقة حانية.تجرعت ريقها وابتعدت قليلا وهي تعتدل، ليحوطها بذراعه ويضمها إليه ثانيا لتبدأ أصابعه تداعب شعرها الثائر علي كتفه وتعيد تهذيبه هامسا برقة: أحلى حاجة عملتها خالتك أنها اخدت اخواتي عندها عشان أنا وانتي ناخد راحتنا سوا، هو صحيح أسبوع بس أنا هستغل كل لحظة فيه.
لم تقول شيء وهي تتلقى كلماته صامتة ليهتف:
هتفضلي ساكتة كده؟
ثم غمزها بمكر: طب مش هتصبحي عليا بحاجة حلوة.
لما تتجاوب مع مزحته مطرقة رأسها بعبوس ليصيبه قلق حقيقي وهو يسألها: أشرقت مالك؟
أنا زعلتك؟ غلطت في حاجة أمبارح طيب؟
هزت رأسها بالنفي لتغمغم أخيرا بصوت خافت وبصرها شارد عنه متجنبة النظر لعيناه: ياتري قلت ايه عليا ايه امبارح في ضميرك لما سلمت نفسي ليك بالسهولة دي، أكيد بتقول إني….
_ إنك مراتي وحبيبتي، أنا حلالك وأنتي حلالي، اللي حصل بنا شيء عادي مايخلكيش تخجلي أو تندمي وتفتكري انك ضعيفة، زي ما أنتي حقي أنا كمان حقك يا أشرقت.
رفرفرت أهدابها من كلماته الأخيرة، لأول مرة يكترث أحدهم بحقوقها گإنسانة بل گأنثى، تعترف انه بارع جدا بالكلمات كما اختبرت براعة لمساته ليلة أمس._ أشرقت.
أخرجها همسه من شرودها ليواصل برفق:
سيبي نفسك لمشاعرك وخليها تمشيكي.
ثم أشار لقلبها مستطردا: قلبك ده عارف ومصدق اني بحبك، وأوعدك ان انتي كمان هتحبيني.
المفترض أن تطمئن، لكن هاتف لعين داخلها يعود ليدوي بصوت خوفها، يقنعها أنها لو سمحت لحبه أن يحتلها سوف تكون بداية التنازل، الحب يُضعف صاحبه ويجبره علي فعل ما لا يريد احيانا، وهذا ما لا تبغيه، هي تريد ان تظل قوية لا تنحني لعاطفة تجعلها خانعة لأوامر أو قيود.
__________دوت أصوات الزغاريد علي الدرج من خالتها وخلفها سارة والعم سلامة ومعهم الصغار أشقاء رضا، للمرة الأولي يأتوا لزيارته بعد ان انقضى أسبوعها الأول، حضورهم ملأ الأجواء بهجة، استقبلهم رضا مبتسما وهو يرحب بهم بحرارة: يا ألف أهلا يا جماعة نورتونا اتفضلوا.
العم سلامة مبتسما بوقار: منور بأصحابه يا ابني، أحنا سبناكم براحتكم ومرضناش نزعجكم قبل أسبوع اهو.
الخالة بمرح: أيوة عشان نسيبك تشبع من عروستك يا رضا من غير عزول.
أما الصغار اندفعوا يعانقون أخيهم ورحمة تصيح: وحشتنا خالص يا أبيه رضا.
بينما قال الصغير مازن: خلاص هنفضل معاك يا أبيه ولا هنمشي تاني مع تيتة؟