الفصل الثالث عشر

2.3K 89 9
                                    


لا تغتر بإحكام مكيدتك حول من ظلمت
فإن نجحت بنحر عنقها غدرا
أعلم أنه ليس توفيقًا من الله
بل "وبالاً"عليك لو تعلم.
----------
"أشرقت في واحد عايزك"
تعجبت كثيرا وهي تنهض من رقدتها بعد عودتها من عملها متسائلة بعجب:  واحد مين اللي عايزني يا سارة؟
رفعت كتفيها بنفي:  معرفش، ماما قالتلي انادي عليكي عشان  تشوفيه، هو قاعد في الأنترية مع بابا.

جحظت عين أشرقت ودبت صدرها بعنف صائحة بريبة:
نهار ابيض ليكون عريس تاني! أنا عارفة أمك مش هتسكت الا اما تجوزني و تزيحني من البيت.
ضحكت سارة لردة فعلها وهي تهز رأسها نفيًا:  لا لا اطمني شكله مش كده، العريس بيجيب معاه حتي طبق حلويات، انما ده جاي فاضي.
_ انتي شوفتيه؟
_ أيوة لمحته وبابا بيدخله الأوضة.
ثم غمزتها مشاكسة: بس حاجة كده قمر بصراحة، طول بعرض وشكله له هيبة، والله ياريت يبقا عريس. 
نفثت وهي ترمقها ضاجرة قبل أن تتوجه لتري زائرها الغامض ذاك وماذا يريد.

_رفعت؟!!
هتفت بها بعد ان رآته جالسا ينتظرها، أخر شخص تتوقع أن تراه هنا، كيف أتي ولماذا؟ قبضة قلق أعتصرتها بغتة، حتما هو أمر جلل ما أحضره هنا.

_ طمنيني عليكي يا أشرقت؟ مرتاحة هنا.
نبرته المميزة التي جمعت بين حنان ودفء لا يشوبة خبثًا، كثيرا ما كانت تلمسه بنظرات رفعت، نظراته التي خلت من الشفقة الأن بعد تحررها من عزت، تنهدت بعد صمت قصير:  الحمد لله يا استاذ رفعت مرتاحة جدا وحاسة ان روحي رجعتلي تاني، ياريت كنت أخدت قراري من زمان وسبت عزت وجيت هنا.

غمغم بعين شاخصة كأنه يخاطب ذاته: أنا وانتي فعلا أتأخرنا علي ما قدرنا ناخد قرار، بس في النهاية أخدناه.
كلماته بدت لها ذو مغذى واضح تعجبته وخافت تصديقه، هل ما فطنه عقلها صائب؟!

_أنا طلقت قمر!

كأنه قرأ خواطرها الصامتة لترمقه بدهشة حقيقية متسائلة:
طلقت قمر؟ ليه؟
رمقها مليا قبل ان يهتف بهدوء: غريبة
افتكرت انتي الوحيدة اللي مش هتسأليني سؤال زي ده يا أشرقت.
ليسترسل بنبرة اكتسبت الكثير من مقته:  أنتي عاشرتيها وعارفاها كويس، إنسانة أنانية وقاسية واستغلالية لدرجة اني بلوم نفسي كل يوم ألف مرة اني اخترتها وخليتها أم أبني.
لتعود لنبرته بعض الحزن بقوله: واقع مش قادر اغيره حتى بعد ما طلقتها، عيون ابني اللي بتدور عليها واسمها اللي علي لسانه بيموتني كل لحظة، و مش قادر اعمل حاجة.

دمعت عيناها تأثرا لحال صغيره، ما أقسى هذا الشعور الذي تعرفه بالحرمان لطفل مثله كان من حقه ان ينعم بحنان والدته ورعايتها.
_ تعرفي لو كانت قمر حنينة عليه ومراعياه زي اي أم طبيعية؟ يمكن كنت اتحملت واتنازلت عشانه، بس فعلا فاقد الشيء لا يعطيه، الحنية دي بضاعة عزيزة في قلب قمر، معرفتش حتي تحب ابنها وطمعها قتل فطرتها، باعت ضناها بشوية فلوس.
_ باعته؟! ازاي؟!
صدمة جديدة تلقتها بملامح ذاهلة ليجيبها بذات الابتسامة الهادئة: روحت ساومتها علي التنازل عنه مقابل مبلغ ووافقت، اتنازلت عن ابنها بمنتهي البساطة، لو تشوفي فرحتها وهي بتاخد الفلوس مني كنتي تحتقريها وتقرفي منها.

رواية أشرقت بقلبهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن