Ch "8"

624 57 224
                                    

نيران مُتآكلة 8

.
.

تصيح الطيور المُهاجرة بعيدًا عن تلك الأشجار التي توزعت في كل مكان من تلك الغابة بعدما انحدر مسار تلك السيارة الرمادية بقسوة لترتج بعُنف في إحدى الأشجار الشاهقة ذات الجذع القوي الثابت ، و قد تدمرت واجهتها تمامًا بينما قد اندفعت احدى الغصون القوية المُنخفضة تخترق الزجاج مُكونة فجوة دائرية حتى وصلت بطولها الحاد و توقفت أمام وجهه مُباشرةً و تكاد تفصله عن الإصابة مسافةٍ صغيرة جدًا إن تحرَّكت السيارة للأسفل!

بدأ يفتح عينيه يتأوه بألم و قد انزلق الدم ببساطة على جانب جبهته التي أُصيبت ، فاعتدل يَلمحُ ما حدث بإرهاقٍ يعبس لكونَهُ فقد السيطرة فجأة على سيارته ليصِل بها إلى هذه المنطقة المُنعزلة!

تنفس بعُمق يُغمض عينيه لثوانٍ حتى يستعيد قوتِه ثم فتحها يلتفت نحو الصبي ببلاهة تحولت لقلق بالغ يتذكر أخيرًا أنّهُ معه قبل أن يتحرَّك فورًا نحوِه يجذبه بعيدًا عن ذاك الغُصن مع تحرُّك السيارة بشكلٍ مُفاجئ لينغرِس نهاية الغُصن في المقعد مُمزقًا طبقة القماش بقسوة تحت تنفس آرون المُضطرب بينما يحتضن الصبي و يُحدق بصدمة في الغُصن،  لو لم يستيقظ لعدة ثوانٍ أخرى يلحق خلالها الصبي لكانت النهاية ستكون بشعة تمامًا!

فك الحزام من حولِه يُعانقه بقوة هامسًا بتنهيدة مُرتاحة:
" حمدًا لله،  كِدت أفقدك!"

ثوانٍ حتى بدأ يستعيد هدوءَهُ و قوته ينظر حوله،  لقد كانت السيارة على وشك أن تهبِط مُجددًا نحو الأسفل و للنظر للأسفل كانت المسافة بعيدة و الأشجار مُتشابكة و شائكة لذا احتضنت يُمناه جسد الفتى بينما يُسراه حاولت فتح الباب بطريقة سِلمية حتى لا تتحرك السيارة و يخرُجان بسلام.

و بالفِعل بعد ثوانٍ قليلة ها هو يخرُج بهدوء جاذبًا الصغير يحمله على كتفه مُحكمًا ذراعيه حوله ليُقرر الخروج من هذا المكان لكنه ارتد للخلف بعُنف حين تحرَّكت السيارة للأسفل فجأة ضاربة بتلك الأشجار !!
.. عبس بقوة يتمسَّك بيوجين ثم التفت يُحاول الصعود من المُنحدر سالمًا!

لسوء الحظ لم يكُن الهاتف معه و هذا جعله يتحرك باحثًا عن أي سيارة أو مكان قريب من الغابة لكن توقُف السيارتين التي طارداه أمامه جعله يخطو للخلف خُطوة بحذر بينما يخرُج عدد من الأشخاصِ المُخيفين أمامه و أحدهم يقف ببرود ناطقًا:
" أرجو أن تُرافقنا بهدوء و الا ..."

مُخرجًا مسدسه ليُصوبه نحوه بجدية،  جعلت آرون يُفكر لثانيتين بينما يمسح على رأس يوجين الذي بدأ يفتحُ عيناه بتشوش كبير و قد تحرَّكت أنامله لتتمسَّك بخلفية قميص آرون الذي نطق ببرود:
" سآتي معكم،  لكن لن نفترق."

أومأ الرجل ليسمح له بالمرور نحو السيارة ليدخُلها و ينغلِق الباب عليهما بينما يحتضن يوجين الذي همس بتعبٍ شديد يسنُد رأسه على كتفِ آرون:
"آ .. آرو .. الهاتف .. في جيبي."

نيران مُتآكلة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن