Ch"11"

565 62 141
                                    

نيران مُتآكلة11

.
.

لسنا أقوياء ، بل إننا حمقى .. نُحاول دائمًا أن نظهرُ بالقوة التي نُريدها،  و لكننا حين نستقوي ،  نقتُل الأضعف منَّا أو نُصبح آذى لهم .. فيقِل رصيدنا مُجددًا و حينها نُصبح مجرد عضلات و جسدٌ خاوٍ من الانسانية.

تتبادل رشقات الرُصاصات الفضية في كِلا الطرفين،  بعد صفقة مُخدرات انتهت بمُحاولة غدر أنهت الصفقة لمُحاولات قتل بينهما ... و مِن بعيد كان يُداعب خُصلاته الليلية يُغمض عينيه الرمادية بتململٍ ينتظر انتهاءِهم من ألعابهم الخطرة تلك لكي يضع لمسته الأخيرة.

من خلفه وقف مارتن بعبوسٍ طفولي و بجواره مايكل و عِدة من رجاله الأوفياء،  ينتظرون أوامره دون فهم لغرض مجيئهم هنا ، لهذا بادر مايكل في التحدث بكل عبوس:
" سيد آرون ألن نهجُم؟ لقد مللت! "

ابتسم آرون بسُخرية:
" مَن يَهزُم نهزمُه نحن يا مايكل،  لذا إخرس قليلًا و عُد لمكانُك أيها الأحمق! "

عبس مايكل كطفلٍ وبختُه أمُه بينما يرجع إلى الخلف حيث تنهد مارتن باستياءٍ من حماقتـ...

_"الآن!.."

هتف فجأة فتتحول الوجوه اللطيفة إلى نظراتٍ هالكة،  بملامح تعطشُ دمًا،  و في لمح البصر كان فريق آرون يتغلب على أحد الفرق التي فازت في معركة الغدر تِلك!

و بينما تتراشق الدماء و تتساقط الأجساد ، كان يُراقب كل شئ بشرارة الانتقام التي لا تزال تشتعل في قلبه،  إنَّهُ يفعلُ ذلك ليصل لكبيرهم،  و رُغم ذلك لا يظهر سوى مَن ساعدوا في الوصول إلى هلاكه،  أما مَن دمر ماضيه يتخفى دون أن يعلم أين هو؟

انتهت تلك الليلة أخيرًا و كان هو فائزٌ في معركة الغدر تلك،  و ها هو ينطلق بسيارته نحو شقته المُتخفية بأحدِ الأماكن البعيدة عن كل ذلك الهُراء!

ترجل من سيارته أمام عمارته السكنية يرى حارسها يقترب منه ليُلقي عليه التحية فيرُد مع تسليمِه لمُفتاح سيارته ليركُنها في موقف السيارات مُرافقًا معها مبلغًا قيِّمًا من المال أفرح الحارس كثيرًا قبل بلوغه لمدخل العمارة صاعدًا إلى الطابق السادس بكُل إنهاك مِن هذا اليوم.

أما بداخل شقته،  كان مُقرفصًا أمام أصيص الأزهار الذي حطمُه غصبًا عنه أثناء لعبِه ، تدمع عينيه بعبوسٍ شديد و مِن حوله تظُن أنَّ هناك حربًا قامت و لم تقعُد الا الآن .. تنهد بغيظ يضغط بيده المُضمدة على جبهته التي أحاطها ذلك الشاش الطبي يتحسسُه بإستياء قبل أن يرفع يده الأخرى مُحاولًا فكِّه ...

_" يوجين؟ ..."
صوت فتحُ الباب ثم تسلُل صوته الهادئ على مسامعِه جعلَهُ يترُك المُتبقي مِن الشاش يتدلى ليعتدل واقفًا بسعادة قبل أن تنطلق قدميه نحو آرون الذي تسمَّر لمرآى مظهرِ شقته الفوضوي بينما ينحني ليلتقط الجسد الصغير الذي قفز فورًا هاتفًا بمرح:
" بابا آرو وصل! "

نيران مُتآكلة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن