Ch"13"ماضي

583 62 301
                                    

نيران مُتآكلة13

.
.

أحداث ما قبل سنتين ...

تؤلمنا أوجاع الماضي، عندما تلُف خيوطها حول جروحنا، فتُدمى بدمائنا إثر تلك الجروح المُهشمة .. كان كلُّ شئٍ يُشبه النسماتِ الهادئة في ربيع حياتنا حتى يُقرر الكون النظر إلينا بنظراتٍ حاقدة لسعادتنا،  لتتحول النسمات الهادئة لحربٍ من إعصارٍ لمشاعرنا المُنهكَة.

_" آدم .. زاك انتظراني! "

يهتف بينما يُلملم حاجياته بشئٍ من العِشوائية و الارتباك مما جعلَهُ يُسقِط بعض الأشياء أرضًا ، فزفر بغيظ ينحني بقِصره جاثيًا على رُكبتيه يُلملم ما سقط منه، ليتوقف حين وجد رفيقَيّ طفولته يُساعداه بذلك بينما يُخاطبه آدم بقلق:
" يوجين أنتَ بخير؟ .. تبدو مُرتبكًا اليوم. "

نهض يوجين تعبس ملامحه بخيبة أمل ردًا:
" إنها أمي .. تظل تُخبرني عن أبي كثيرًا ، تتحدث عنه بطريقة مُبالغة ، لكن حينما أسألها عن شكله لا تُجِب فضولي، تُخبرني أنها ستُعرفني عليه حينما يحِن الوقت."

تقدم زاك صاحب الخُصلات الحريرية ينظر بزوجيّهِ العسليان نحو يوجين مبعثرًا خُصلاته الليلية بمرح:
" يوجين ألم تُحاول أن تعرفه من خِلال اسمك؟ .. "

عقد يوجين و آدم جبينهما ببلاهة ليضحك زاك بمرح رادفًا:
" يا حمقى! يوجين لم يُسجَل باسم عائلة والدته، هو مُسجل باسم عائلة والده بالفِعل .. ألم تُلاحظا ذلك؟ الأستاذ دائمًا ما يُناديه بإسم عائلته!!"

رمش الصبيان ببلاهة شديدة يتبادلان النظرات بغير ادراك، فتنهد زاك بتذمرٍ شديد هاتفًا بكلاهما :
" يا غبيان! .. منذ متى و نحن سويًا؟! .."

_" خـ .. خمسة أشهر، زاك."

رد يوجين بارتباك يستعد ليسمع مَن أمامه حيثُ نطق بغيظٍ شديد لعدم مُلاحظتهما لأي شئ حتى هذه اللحظة فأخرج من حقيبته ورقة بيضاء و قلم ليكتب اسم كلاهما ثم وقف مُقابلًا لهما ليُريهما الورقة، فنظرا أدم و يوجين سويًا لإسميهِما ببلاهةٍ تحولت لصدمة بينما يصرخان في وجه بعضهما بصوتٍ واحد :
" تبًا! .. أنتَ أبيك آرون آبراهام! "
" تبًا! .. أنتَ أبيك آرام آبراهام! "

هنا و تعالت قهقهات زاك بسُخريةٍ و مرح شديد:
" حمقى! .. كان الأمرُ واضحًا للجميع أنَّكما قريبان منذ أول يوم لكما في المدرسة .. حسنًا أعتقد أنَّ والديكما شقيقين! .. لذا أنتما أقرباء! كما أنَّ يوجين كان عليك معرفة إسم والدك بالفِعل من الإسم."

تبادل يوجين نظرة مُندهشة مع آدم قبل أن يعبسا بشدة هاتفان بغيظ:
" هذا لا يُمكن! .. ليس قريبي!"

تعالت ضحكات زاك الذي جذب مِعصمهما ليُقربهما في مُصافحة ثُلاثية يهتف بمرحهِ المُعتاد مُتجاهلًا تذمرهُما:
" و الآن لديَّ خُطة! ..لنعرف صِحة هذا الاستنتاج العبقري مني!"

نيران مُتآكلة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن