Ch"18"

408 41 232
                                    

نيران متآكلة18

.
.
بعد خروجهما من عند الطبيبة النفسية إيلينا التي سُرعان ما دلفت بسرعة لقلب الصغير، ها هما ذا يسيران سويًا و قد شعر آرون بتحسُن قليل في نفسية الصبي الذي كان يسير جواره مُمسكًا يده و ينظر لكل شئ بنظراتٍ متلهفة لتجربة ما حوله!

توقف آرون عن السير فجأة ليتوقف الصبي مثله للحظة غير يفهم ما سبب توقُف أبيه الذي سرعان ما جذبه معه نحو تلك الصيدلية التي أمامهما بينما يُخاطبه:
" يو .. سنشتري بعض العلاج لك ثم سنشتري البيتزا و المشروبات الغازية لنأكل في المنزل. "

أومأ الصبي يقترب من والده أكثر حين وجد نفسه وسط الصيدلية لكن آرون اقترب ليشتري الأدوية التي كتبتها له الطبيبة دون أن يترُك يد يوجين الذي أخفى نفسه خلفه حين وجد أحدهم يبتسم له بلُطف بينما يُمسِك طِفلة بعُمر الخامسة في يده حيث تنظر له في فضول لطيف يجعله يتوتر مما جعل آرون يبتسِم كاتمًا ضحكاته على صغيره الذي يُصبح بعُمر الثلاث سنوات في أغلب الأحيان، و لكنه في النهاية يظل طِفلًا حتى لو تصرَّف بكِبَر!

انتبه آرون على طبيب الصيدلية الذي يُعطيه العلاج فتناوله منه يشعر بالفتى يجذب قميصه فجأة بينما يُحاول مناداته باستماته فالتفت له مُخاطبًا:
" يوجين سأدفع الحساب، انتظر قليلًا!"

تراجع الصبي عنه خطوتين يُشير نحو الفتاه الصغيرة ثم يُحاول إخباره شيئًا عنها، فنظر آرون للفتاه التي تُراقبهما بفضول بجوار الشاب ثم يبتسِم ينظر لإبنه الذي كتف بعبوس يلتفت عنه بينما يُغادر بمفرده لكن كف آرون سبقهُ يُمسك بمعصمه مانعًا إياه من المغادرة وحده تحت عبوس يوجين التام.

دفع الحساب و تناول يده مُغادرًا دون أن يفهم رغبة يوجين بالشكوى من تلك الصغيرة و ها هو يقف بعد مسافة من متجر الأدوية يسأله بحيرة:
" لم تُخبرني سبب غيظُك من تلك الفتاه الصغيرة؟"

جفل يوجين ثم عبس بغضب يتحرك ليقف أمام أبيه مُباشرة يُشير نحو المتجر ثم يشير له مُخرجًا لسانه بشكل تمثيلي مِن ثم ينظر له بغضب طفولي جعل قهقهات آرون تعلو حين فهم مقصدُه نابسًا:
" كل ذلك لأنها أخرجت لك لِسانها يا غبي؟"

أومأ بغضب يقترب ليضرِب معدة أبيه الذي جفل بألم نابسًا بعبوس:
" يوجين يدُك قاسية أيها الطِفل الوقح! "

فتح يوجين فاهه يُشير بإصبعه نحوه ثم يكتف يديه بحِدة يجعل من آرون أن يعبس بغيظٍ منه ليجذبه من عضده بقسوة مُتنهدًا باستياء بينما يتجاهل تقلباته المزاجية مُشيرًا لسيارة أجرة بالوقوف و ما إن فعلَت حتى استقلَّاها.

تحرَّكت السيارة نحو العنوان المطلوب بينما استرخى آرون للخلف يتجاهل تكتيف الصبي ليداه بعُبوس شديد قبل أن يجفُل و تتسارع أنفاسه فجأة ليلتفت مُخفيًا وجهه في كتف أبيه الذي عقد حاجبيهِ باستغراب قبل أن يتذكر خوفه من الأماكن الضيقة فتنهد يجذبه ليُجلسُه جوار النافذة بعدما فتحها له قائلًا:
" يوجين تنفَّس بهدوء .. أنظر للخارج."

نيران مُتآكلة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن