Ch"17"

379 37 162
                                    


نيران متآكلة17

.
.

تتوالى الأيام في لمحِ البصر، و نُبصر معها أحداثًا جديدة و إن كانت روتينية أو مُختلفة فإننا نتخطاها مهما كانت بسبب مرور الزمان بسرعته تِلك.

كان قد مرَّ شهرًا منذ تلك الحادثة .. شهرًا كان مريرًا بالنسبة لهُ فلقد عانى فيهِ كثيرًا بحق!

كان يقف بين الأشجار تلتهِم عيناه هؤلاء الأشخاص بينما يتسلَّمون المواد الممنوعة مقابل الكثير من الأموال ... خلفه كان مارتن مع رجالِه ينتظرون الاشارة .. اهتز هاتف مارتن فضغط زِر سماعته اللاسلكية يُجيب بعملية:
" نعم مايكل؟ .. ما الجديد الآن ؟"

استمع لكلماتِه من الجهة الأخرى فعبس .. ثوانٍ حتى نظر نحو آرون يُخاطبه بيأس:
" سيد آرون ..."

و لم يُكمل إذ أعطى آرون الإشارة بالتحرُك ففورًا أغلق المكالمة يُحضِّر الجميع أسلحتهم مع كلمات آرون الحاقدة:
" أريد بيترو حيًا،  سأتعامل معه بنفسي مارتن!"

و تجهز مارتن بجدية يَرُد:
" أمرُك سيدي."

*********

كان يجلس خلف مكتبه يُراجع القضايا خلال هذا الشهر عابسًا،  فهو يُدرك أنَّ هؤلاء قتلهُم توأمه مع سلسلة الانتقام تلك التي بدأها بنفسه دون أن يستطيع إيقافه .. و لوهلة هو يُدرك أنَّهُ يُخفي مُجرمًا و إن عنى ذلك أن يردعُه فما عليه الا كشفه للجميع و هذا ما لا  يُريده! .. فهو يُدرك جيدًا أنَّ القانون لم يحمي أسرته أو حتى يحميهما .. يُدرك أنهما تأذيا كثيرًا فذلك الشخص لديه أيادٍ في القانون تُسانده،  لذلك ما كان عليه الا أن يصير مثلهم و يحمي شقيقه دون أن يُدرك ذلك .. أجل بسببه فقط آرون لا يزال خارج السجن دون أن يعرف أحد عنه،  فهو سُرعان ما يجعل جرائم أخيه مجرد جرائم أخرى مُغلِقًا معها قضاياه .. يُدرك يومًا ما إن علِم أحد فسيكون عِقابهُ وخيمًا لكنه لا يُبالي حقًا،  فإن كان أخيه ينتقم بطريقة شريرة فهو ينتقم بطريقة أخرى.

فُتح الباب بقوة يتحرَّك مُساعده نحوه بينما يلهثُ من التعب ليهتف بلهفة:
" سيدي! .. في أضاحي المدينة توجد مجزرة جماعية! .. لقد اكتشفناهُم بعد مكالمة غريبة وصلت لنا و حين تأكدنا وجدنا أنَّ هناك شيئًا أسوأ! ..."

_" ما هو؟"

تسائل و قد دق قلبه،  ليرُد مساعده بذعر:
" إنهُم رجال السيد بيترو رجُل الأعمال و صاحب أكبر شركات الأدوية! .. "

انتفض آرام تكتمل لديهِ الصورة مع مُتابعة المعني بهلع:
" لكنه اختفى سيدي! كما أنَّ ما حدث جعل الخبر ينتشر قبل معرفتنا حتى! .. "

_"ماذا كان يفعل رجاله؟"

و سكت مساعده بارتباك جعل الأخر يتحفز لما سيُقال مُدركًا لوهلة أنَّهُ مجددًا شقيقه ينتظر الفرصة المناسبة لإخراج مصائب هؤلاء للعامة مُشوهًا معها نظراتهم تجاه مَن قتلوا عائلته:
" سيدي .. لقد كانوا يقومون بصفقة استلام مواد ممنوعة ، تلك المواد تدخُل في تصنيع الأدوية."

نيران مُتآكلة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن