Ch"20"

349 36 123
                                    

نيران متآكلة20

.
.

في حقيقة تدارُك الأشياء، نجد أمورنا تتفاقم تدريجيًا حتى نغدو مسلوبي الإرادة .. نُصبح على حافة الهاوية و لأجل ماذا؟ .. لأجل انتقامًا قررنا خوضه بمفردنا دون أن نُدرك أننا كنا مُحاطون بأقربون إلينا، فبدى الانتقام سبيلًا لشق طريق الشر نحوهم!

واقفًا منذ الصباح يستمع لكلمات مارتن و مُخططه، كان وحيدًا دون مايكل هذه المرة لكن محور كلامه لم يخلو من ذلك الشاب مُحب الأطفال .. كان واضحٌ الجِدية المُحيطة بمارتن في الحديث و نفاذ صبر زعيمه الذي يستمع لخُطته مُفكرًا بتحطيم عظام ذلك الذي فكر بلمس مايكل و اختطافه!

انتهى الحديث أخيرًا بردِّه الحاد:
" ابدأ بتنفيذ الخطة فورًا .. في نهاية النهار أريد أن أجد مايكل أمامي سليمًا و مُعافى .. و إحذروا جيدًا من الأفخاخ فيبدو أن ماكسيم بدأ يتحرك مع رجاله قبلنا."

أومأ مارتن بجدية و حزم:
" عُلِم سيدي."

و سُرعان ما غادر مارتن كي يُنظم رجاله و يبدأ خطة عودة مايكل دون خدش واحد!

*****

بعد ساعة ... خُطواته استقرت أمام باب شقته ينظر في ساعته تزامنًا مع إدخال المِفتاح لفتح الباب و الدخول، يرى ظُلمة الشقة فضاقت عينيه بقلق مُعيدًا نظراته هذه المرة للساعة في هاتفه .. لقد تجاوزت الساعة الثانية بعد الظُهر، إنَّ الوقت قد تجاوز وقت عودة ذلك المُدلل بالفِعل فأين هو؟

_"يوجين؟ .."

نده بخفة يخطو بخطواتٍ سلِسة و قلقة باحثًا عن الصغير فأتاه صوتًا من خلفه نابسًا بضحكة شريرة مُضخمًا صوته:
" آرو؟ .."

التفت للخلف ليصرخ الأصغر في وجهه، تليها لحظات من الصمت يُناظره فيها أبيه بأعيُن ضاقت بملل، فاقترب يوجين بـ زِيِّ الدُب الذي يرتديه محاولًا إرعاب أبيه دون جدوى ، فعبس يُبعد الرأس يميل بخاصته نحو الأكبر يقترب جاذبًا طرف قميصه بتذمر:
" لقد أفسدت فُرصتي في إرعابك أيها المُزعج! "

لم يتلقى سوى تنهيدة مُحبطة فتذمر أكثر:
" لقد خسرت كل ما إدخرتهُ لأجل هذه اللحظة! .. كنت لتُحاول على الأقل تصنُّع الخوف!"

فلتت يد الصغير مع ابتعاد أبيه مِن أمامه فرمش بغرابة و قلق، فأبيه ليس على طبيعته و على ذِكر ذلك لامست أنامله الشاشة الطبية الصغيرة التي غطت الجُرح بقشعريرة خوف انتابته لكنه هز رأسه نافيًا بحِزم يُفكر«يجب عليّ معرفة لما هو حزين؟ .. ماما نيسان ما كانت لتتركه هكذا! »

اقترب الصبي منه واضعًا رأس الدب جانبًا ليجلس مُلتصقًا جوار أبيه الذي لم يتحرَّك شاردًا بأعيُن حزينة ، فيطول بينهما الصمت الثقيل، لم يتحدث أبيه فلم يجد يوجين شيئًا ليفتح معه مجالًا ..

جذب يوجين قدميه لصدره يتكئ على أبيه و قد طالته هالة الكئابة فتنخفض روحه الحماسية لأخرى منطفئة هامسًا:
" آرو؟ .. "

نيران مُتآكلة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن