نيران متآكلة23
.
.العالم يبدو كبيرًا لوهلة، لكنه في حقيقة الأمر يُصبح صغيرًا للحد الذي يجعلنا نُقابل أشخاص يرتبطون معنا بشكلٍ أو بأخر.
اندفاع الجدار الصخري كان شديد الصعوبة و لكنه أصبح حقيقة أمامهم، استطاع التوأم مساعدة بعضهما بذلك بينما ينتشر رجال الشرطة بكل مكان يُساعدون المصابين المتبقيين، في حين كان اللقاء بينه و الأصغر قريبًا للغاية جعل سالي تبتسم براحة و عيناها تستقبل جسد التوأم الذي كان هناك اختلاف ملامح طفيفة بينهما، كان واضحًا للغاية!
_" يوجين! "
اندفع آرون بلهفة يستقبل جسد الصبي من بين يديها في حين تقدم آرام ليُساعدها بعد رؤيته لحالتها!
و إذ بأحد عناصر الشرطة يركض نحوهما هاتفًا:
" سيد آرام، باقي المشفى آمن، فحصنا كل مكان و لم نجد أي أثر لقنابل أخرى."_"آ ..آرو .."
انتبهوا على صوت يوجين الذي همس بتعب ثم أردف:
" كان يُخفي ملامحه .. لكن أنا رأيته .. هو..."ارتخى جسده مُعلنًا انهياره أخيرًا، دفع فزعًا يُصيب آرون ، فخاطبَهُ آرام يُهدئه بينما يحمل الفتاه بين يديه:
" لا تقلق بالنظر لحالته فهو لم يتأذى كثيرًا و يبدو أنَّ..."عاد لينظر نحو ملامح الصَبية رادفًا بابتسامة:
" هذه الفتاة أنقذته و حمتهُ بنفسها."ابتسم آرون براحة يجذب يوجين في عناق، و لتوه أدرك .. الأيام القادمة ستكون أسوأ بكثير!
*
*بدأ يفتح عينيه و نقرات عقارب الساعة تدق في أذنيه، كان مُرهق للغاية، و يشعر و كأن جسده كله يؤلمه، و رغم ذلك فمن عادة الأطفال أن لا يرغبوا بالبقاء في السرير لكن ما أوقفه بحق هو تذكرهُ لذلك الاسم التي ذكرته الممرضة سالي ..
_" إنهُ .. زاك. "
أغلق عينيه يعقد جبينه بعُنف و ألم مُتذكرًا الحادث ذلك اليوم و كيف قتلوا صديقه زاك، فنهض مفزوعًا، هل هو شقيقها المقصود؟ شقيقها التي اختفت عائلته بعد الحادث؟!
_"أرى أنك استيقظت. "
عيناه اتجهت تلقائيًا نحو والده الذي دلف من الباب ممسكًا بين يديه كوب من القهوة التي ينبعث منها دخان طفيف جذب انتباه يوجين الذي عاد ليُغطي نفسه هامسًا بعُبوس:
" آرو .. هل العمة سالي بخير؟"جذب رشفة من قهوته ثم وضعها بجوار السرير ناظرًا لصبيِّهِ العابس الذي بدى لا يُدرك ما حدث هناك فسأله:
" يوجين ماذا حدث هناك قبل الحادث؟"_" الكثير بابا ..."
_"أجل و ما هو الكثير يوجين، أجبني بصراحة."
أنت تقرأ
نيران مُتآكلة.
Action_" مِن بين جميع البشر، يكون أبي مُجرم؟! .. ياللعار!" في حلقاتٍ مُفرَّغة بدأ كل شئ يتدهور من بين يديه، فأسبل جفناه لبِضع لحظات أقر فيهم أنَّ طريقِ الشر هو الطريق الذي سيُخلصه من مشاعره القاتلة، فأضحى جحيم لكل مَن ناظرهم بعينِه ، حتى سُلِبت حواسه...