مُقدمة

4.1K 122 114
                                    

قطرات المطر تلفح نوافذ الملهى الذي طغى على أرجائه الصخب، عاهراتٌ هنا و هناك، رجالٌ شهوانيون طغى عليهم العُمر يلقون بعض الأحاديث القذرة على فتاة بملابس كاشفة

راقصة التعري تتمايل على العمود باحترافية و انحنائات جسدها المثالي ظهرت من خلال ثيابها الفاضحة.

ارتشفت قليلا من كأس النبيذ بيدي أشعر بالحرقة بحلقي بسبب طعمه اللاذع

قد اعتادت عليَّ الحانات و الملاهي حتى خِلت أنها ملت مني فلمَ لا أمِّلُ منها يا ترى؟

رجعت برأسي قليلا إلى الخلف مغمضة عيني

كيف وصلتُ إلى هذه الحالة؟

شعرت بدموع تحارب لتستقر بمقلتيَّ و بينها فشلت لتندفع بقوة و لكن بهدوء على وجنتيَّ

نعم أنا فاشلة و متناقضة حدَّ اللعنة، طبيبةٌ نفسية بالصباح و سكيرةٌ بالليل

خسرتُ إشراقي منذ زمن، و خسرتُ أيضا شخصيَّ المفضل

إلتهمَّ الاكتئاب و الوجوم قلبي..... كيف يتركني هكذا دون حتى وداع؟

أهنتُ عليه؟، أم غارت الجنة لفقدانها ملاكًا فطالبت الإله باسترجاعه؟

نعم كان ملاك!
ملاك لا يحقُ للدنيا امتلاكه
و لا يحقُ لي أنا الإنسيةُ الوضيعة بامتلاكه أيضًا

تجولت بعيناي في أرجاء الملهى بتملل

وقعت عيناي عليه
لديه هالة جذابة

وجهٌ مثالي أقل ما يقال عنه، شعرٌ أسود طويل يداعب عيناه ليبعده عن وجهه بأنامله، بذلة رسمية إلتفت بمثالية على جسده الممشوق و كأنها صٌممت له فقط

يحرك كأس النبيذ بيده بتملل بينما يعيد النظر إلى المنصة التي إجتمع عليها  المحتفلون بينما الأغاني الصاخبة تتردد على مسامع الجميع

نظرت إلى المنصة و إلى راقصة التعري بالتحديد

دعنا نقدمُ عرضًا صغيرًا

تقدمتُ بخطى مترنحة إلى المنصة و دفعت الراقصة بعيدا لآخذ مكانها على العمود أتمايل عليه برشاقة

هتافٌ مشجع من الحضور و صرخاتٌ متحمسة، نظرات شهوانية تجمعت حول جسدي تخترقه لكني لم أعرها إهتمامًا

وقعت عيناي عليه مجددًا لأراه ينظر لي بالفعل

إنه ....يبتسم!

مُختل || hjحيث تعيش القصص. اكتشف الآن