ماريا

39 3 0
                                    

في ضلمه مطلقه حيث لا سماء ولا ارض ولا ضوء كان مايك يهوي بسرعه على رأسه، لم يكن قادر على الحركة أو الصراخ أو التعبير عن الخوف،في وسط ذالاك العدم انبثق ضوء احمر من قلب مايك، و كأن ذالاك الضوء هوه نبض من نبضات قلبه،كلما هوى اكثر كلما زاد قوه ذالاك ال...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

في ضلمه مطلقه حيث لا سماء ولا ارض ولا ضوء كان مايك يهوي بسرعه على رأسه، لم يكن قادر على الحركة أو الصراخ أو التعبير عن الخوف،في وسط ذالاك العدم انبثق ضوء احمر من قلب مايك، و كأن ذالاك الضوء هوه نبض من نبضات قلبه،كلما هوى اكثر كلما زاد قوه ذالاك الضوء، و فجأة بدون سابق انذار خرجت يد سوداء كأنها يد شيطان،ثم خرجت يد ثانيه من صدر مايك و مزق قفصه الصدري بل كامل ثم خرج وحش ضخم لونه احمر، أما وجهه كان بعيون حمراء تماما و بلا انف او حاجب و له قورن على رأسه، في ساعد يده اليمنى سلسلة ملتفه مثل يد مايك، و كان يرتدي ملابس ممزقه، رمق الوحش مايك بنظره احتقار ثم قال بصوته الذي يهز اعماق مايك:
انت، لم يبقى الكثير حتى تتكلم و تعترف.
آفاق مايك مفزوعا من ما رأه في ذالاك المنام،كان يتصبب عرقا و يتنفس بسرعه و كأنه كان مختنق، كانت روز جالسه أمام النار تراقب مايك بنظرات باردة و حزينه ثم قالت بصوت هادئ:
كنت ترى كابوساً.
لم يرغب مايك أن يدير وجهه نحو روز حتى، وقال بصوته الكئيب و الحاد:
كم الساعة الان.
أجابت روز قائله:
أنها الساعه الثالثة.
جلس مايك و سند ضهره على إطار السيارة و بدأ يراقب النار بهدوء و صمت،لكن رغم محاولته أن يبقي أعصابه هادئه بائت بل فشل، كان مايك يتصبب عرقا و يرتجف أما ملامح أما وجهه كان مثل رجلا رائ كارثه لم يكن مرتاحا ابدا، من ما جعل روز تقلق حيال هذا، قالت روز:
ما الأمر يا مايك، من ماذا انت قلق.
لم يجب مايك و لم ينظر إليها إطلاقاً، كان مايك شارد الذهن و كأنه يفكر في شيء ثاني تماماً، وهذا ما أغضب روز عليه، وقالت بصوت عالي:
مايك،هل يمكنك سماعي حتى!؟.
قال مايك بصوت مبحوح و بكلامات متعثرة قائلا فيها:
لا أعلم، صدقا انا لا اعلم.
لم يكن كاذباً في تلك الحظه لكن هل كان صادقاً تماماً؟، لم تكن روز قادرة على فهم مايك تماماً،قالت بمحاولة يائسه:

هل يمكن أن تشرح؟.
أجابها مايك بصوته الحزين:
قلت لكي لا اعلم.
ثم وقف مايك و تمشى قليلاً في الصحراء، في أثناء التمشي توقف مايك وسط بحر من الرمال المظلمه،رفع رأسه و بدأ ينظر إلى السماء التي بلا نجوم او قمر يظيئها كأنها سقف من السواد الذي رأها في أحلامه، ثم اغمض عينيه و بدأ يستمع لصوت الريح و هيه تسري بين الكثبان،كانت روز تشعر من أن مايك بدا يفقد عقله بدا يشعر بجنون،لكنها على اي حال نامت و تركت الحلول في وقت الأحق،
في صباح اليوم الثاني، في منزل ميرجو كانت ماريا جالسه تحظر الطعام لميرجو، دخل ميرجو في كرسيه المتحرك إلى المطبخ وقال:
صباح الخير.
نظرت له ماريا وقالت بنبرة هادئه:
صباح الخير، كيف الحال سيد ميرجو.
اقترب ميرجو من المائده وقال:
بخير، ماذا تفعلين؟.
أجابت ماريا:
احظر بعض البيض لك بما ان روز ليست هنا.
رمقها ميرجو بنظرة فاحصة ثم قال:
انتي لا تشبهين، ذالاك الاحمق.
أجابت ماريا بنبرة حزينه و وجه عبوس:
اني لا أعرفه حتى اشبه، لم استطع العيش معه حياه الام، لم اقدر بسببه كان يعزل نفسه.
ثم اقتربت ماريا و وضعت البيض المقلي مع الخبز الأسمر،ثم جلست أمامه،رمق ميرجو ماريا وقال:
لما جلستي و لم تجهزي لكي الطعام؟.
خجلت ماريا و احنت رأسها إلى الأرض وقالت بصوت خجول:
انا لم استئذن منك.
بدأ ميرجو يأكل الطعام بهدوء ثم قال بصوت أب عطوف:
لا داعي لكل هذا الخجل، جهزي طعامك المفضل.
أجابت ماريا:
لا بأس، لاحقاً.
بينما كان ميرجو يأكل الطعام قال لماريا:
لما لم تخبري مايك عن مكان أخته.
ماريا لم تجرئ أن ترفع عيونها و تنظر الى ميرجو، ثم تغير وجه ماريا إلى ذالاك الوجه العبوس و الحزين ثم قالت بنبرة امرئه منكسرة:
كنت جبانه، انا اخاف منه، لا اعرف ماذا سوف يفعل أن عرف اني من جعلت أخته تهرب.
كانت ملامح ميرجو جامدة تماماً، ثم أجابها بنبرة باردة تماماً:
طوال حياتي كنت متسرع في القرارات لكن مثل التسرع الذي وقعتي فيه أمر كارثي أنا لم أفعله، ابنتي تركتها مع زوجتي التي كنت أثق بها،و فعلت ما فعلت مع روز، فا كيف لكي أن تثقين في شرطه في بلاد ميرانو؟.
تغيرت ملامح ماريا إلى خوف و حزن شديد ثم قالت بصوت متقطع من شده الخوف:
أنه شرطي ماذا قد يفعل لفتاه صغيره؟.
أجابها ميرجو بصوته الهادئ الذي يبعث الخوف في القلوب:
الشرطه من 1998 كانو فاسدين يتحرشون يغتصبون يقتلون كل ما هوه سيء يفعلونه، أنهم يفعلون اشياء الكلاب لا تجرئ على فعلها، حتى هذه الساعة هناك جرائم يفعلها رجال الشرطة و منهم ما فعلو بك في السجن و ايضا في طريق عودتك من السفر، لما لم تفكري بهذا الامر؟.
بدى الخوف و القلق يتسلل إلى قلب ماريا، ثم قامت بسرعة وقالت بصوتها المنكسر:
اتمنى ان تكون بخير لا اكثر.
و نظرت إلى ميرجو بعيونها الحزينه،وقالت بصوت منخفض و متألم:
انا واثقه أن ابنتي بخير.
رحلت ماريا إلى غرفتها منكسره و حزينه،اما ميرجو كان يكفي النظر بعينيه لتعرف ما في قلبه، كان ميرجو حزينا على ماريا و ما تعيشه لكن لا يستطيع فعل شيء لها، في خضم هذه الأحداث في مدينة كوراكو كان هناك تجمع كبير للناس، على ما يبدو أنهم يتضاهرون بطلب حقوقهم التي تم سلبها منهم مثل الماء و الكهرباء و صعوبه المعيشه في ميرانو، كان هذا التجمع أمام مبنى حكومي في ساحه كبيرة و دائريه تسمر ساحه الشهيد، و في ليلة خرج ماركو و وقف بينهم و كان يحمل في يده مكبر صوت، و قال بصوته المفعم بل امل و الغضب:
يا اخوتي و اخواتي من شعب ميرانو، احب ان اعرفكم عن نفسي، انا رجل منكم مواطن قد سئم من سياسه هذا البلد و الإهمال و الظلم للشعب، يا ابناء بلدي أن بقينا على هذا الحال نطلب من هذه الحكومة أن تغير الأوضاع و لبلاد ميرانو و ايضا ان بقينا نطلب منهم أن يعطونا حقوقنا لن ننجح، ضعوا يدكم في يدي و دعونا نكون حزبا واحد و يد واحده للعمل على تغير هذا البلد.
صرخ رجل من بين الناس قائلاً:
و كيف سوف نغير البلد؟.
اجاب ماركو بعزم شديد:
سوف نتكاتف مثل يد واحدة و نسعى جاهدا لقتال الفساد أن كان بل قانون أو بل سلاح.
ثم صرخ رجل بينهم وقال:
هل تريد ان تهدر دمائنا من أجل الماء و الكهرباء، اي منطق لديك؟.
كان هناك رجل يقف بجانب ماركو يدعى داني، انتزع مكبر الصوت من يد ماركو بقوه و صرخ قائلا:
إلى متى و تبقون جبناء، هل تريدون أن تبقون على هذا الحال الوضيع و طلب الماء و الكهرباء مثل المشردين بينما رجال الدوله يأكلون و يتنعمون في أموالكم، هل وصل بكم الخوف لهذه الدرجة؟، كم من العار على رجال لا يستطيعون أخذ ما هوه لهم من يد الظالم.
ثم صرخ داني بصوت حماسي و ملحمي:
هل من رجال أشداء يستطيعون أن يقفون معنا.
صرخ عدد كبير من الشباب بحماس أما الرجال الكبار كانو صاميتن و كان الخوف و القلق في عيونهم.
طلب داني من الشبان أن يتوقفون عن الصراخ ثم قال:
يا رجال اسمعوا ما يريد أن يقوله قائدكم.
اخذ ماركو مكبر الصوت ثم قال بحده شديدة و وجه مليئ بل حماس:
الان كل ما علينا فعله هوه الذهاب الى القصر الرئاسي و نضغط على الحاكم و نجعله يعطنا حقوقنا التي سلبت منا.
علت صرخات الشباب، اخيرا شعر الشباب أن هناك قائد ثوري يقودهم، كانو مشتتين و مبعثرين، تجهز ثمان مئه رجل للذهاب جنوبا نحو مدينة سيريان العاصمة، حتى يكملوا المضاهرات،
أما مايك فقد وصل إلى بيت ميرجو خالي الوفاض بقلب مليئ بل يأس و الحزن، عندما دخل ركضت روز نحو ابيها تقبل به تحضنه بقوه، أما مايك اكتفى بل صمت و دخل إلى غرفته بوجه العبوس الحزين، احتضنت ماريا روز بحرارة و قبلتها وقالت:
اهلا عزيزتي، هل انتي بخير.
أجابت روز و لا تستطيع التوقف عن الابتسام من شده فرحتها بل عوده سالمه، ثم قالت روز بصوتها المفعم بالحيوية:
أجل بخير، كان مايك شجاع جدا لقد دافع عني كثيراً.
نظرت ماريا بقلق و توتر في ارجاء الغرفه ثم نظرت إلى روز وقالت:
اين مايك؟.
أجابت روز:
قد يكون في غرفته.
ذهبت ماريا إلى غرفه مايك، و كانت في الطابق العلوي من المنزل، و عندما وصلت عند باب الغرفه طرقت الباب و قالت بصوت مرتجف:
مايك هل تسمح لي بل دخول؟.
كان مايك جالس على الأرض و ينظف في الاسلحه و الغضب ظاهر على وجهه، اجاب بحده و برود:
ادخلي.
دخلت ماريا نظرت بوجه مايك و عرفت أنه غاضب ثم قالت بصوت حنون:
يسعدني انك بخير.
ثم جلست بل قرب منه و وضعت يدها على رأسه و ابتسمت وقالت:
هل من اخبار جديده يا ولدي.
أبعد مايك يدها ببرود وقال بصوته الكئيب:
لا، انا متعب قليلا هل يمكنك الخروج من فضلك؟.
لم تستطع ماريا أن تتكلم أكثر مع مايك، وقفت ثم خرجت بكل هدوء، كان هذا التصرف متوقعا بل نسبه لماريا، كانت تعرف أنه متعلق في أخته اكثر من اي شخص، لذا كانت تتفهم حالته، ذهبت ماريا إلى روز في المطبخ، ثم جلست أمامها على المائده بينما كانت روز تأكل الطعام، ثم قالت ماريا بصوت منكسر:
روز، لما مايك لا يود اخباري بما حدث.
توقفت روز عن الأكل ثم قالت بهدوء يصحبه معضلة:
كنت اتوقع انها مجرد رحله لن نجد شيء مفيد بها،لكن هذا تغير عندما وصلنا إلى سجن، كان السجن غريبا تماما كل شيء فيه غريب السجناء، الذين قد نزعت منهم جميع حواسهم مثل السمع و البصر و حتى الكلام، كل شيء كان غريب لكن الاكثر غرابة عندما وجدنا على الحائط كتابه تخبرنا عن مكان سارة.
نزلت هذه الكلمات مثل البرق على ماريا من شده الصدمة،ضاقت أنفاسها و تسارعت نبضات قلبها، أما عينها كانت تقاوم انهيار دموعها،ثم قالت بصوت مخنوق و كلامات متعثرة:
ماذا،كيف؟ تركتها تذهب نحو كوراكو.
كانت روز حزينه على مايك أكثر، كانت تعرف ما يمر به مايك من مشاعر، نظرت روز بعيون متأمله ثم قالت:
أجل، يبدو أنها تم اختطافها.
هذا ما جعل ماريا تشعر بل ذنب هيه من جعلت هذه الطفله تهرب بعيداً، لذا كان الأمر يقع على عاتقها،امسكت ماريا بقلبها المنكسر ثم قالت بصوت مجهش و كأنها تريد البكاء:
روز، حاولي إنقاذ سارة مع ابني ارجوكي.
نظرت روز إلى ماريا بعيون باردة وقالت:
لا بأس، لكن اياك ان تخبري ابي عن هذا لا تجعلينه يشك حتى.
وافقت ماريا على طلب روز في سبيل إنقاذ طفلتها من الموت،
بعد شهر كامل من البحث في الصحراء ما زال مستمراً، حتى ذالاك اليوم الذي دخل فيه مايك و روز في مدينه تدعى ارينو،هذه المدينة هيه في أقصى جنوب الصحراء،كانت هذه المدينة أشبه بل قريه الريفية، منازل مصنوعة الطين و الطوب الاحمر، و الشوراع ضيقه، كل شيء في هذه المدينة كان بيدو أنه أتى من الماضي، في أسواق المدينة كان يتمشى مايك و روز كانو الناس ينظرون إليهم بعيون غير مرحبه و كأنهم دخلاء، قال مايك بوجه العبوس:
لا بيدو أنهم مرحبين بنا.
أجابت روز قائله:
أجل، ابي أخبرني أن هناك قرى و مدن في الصحراء كثيره و الناس التي تعيش بها لا يرحبون بل غرباء.
نظر مايك بعيون روز منزعجا ثم قال:
كم امقت هاولاء الناس، انظري أليهم يبدون مثل الحمقى الصعاليك المتمسكين بل عادات وتقاليد الغبية، انظري إليهم و إلى منازلهم و حياتهم كأنهم في العصور الوسطى.
كان هذا الكره الشديد غير مفهوم لروز،ثم نظرت إليه قائله:
لما كل هذا الكره الشديد.
لم يكمل كلامه مايك حتى و بدأ الشباب و الرجال الكبار في التصفير و نعت روز في الأفاض بذيئة،شعرت روز بل خوف ول إحراج، أما مايك احمر وجهه غضباً، و كانت عيناه تشتعلات بل غضب،و ضغط على أسنانه حتى تكاد الانكسار، التفت مايك إلى الشباب و نظر إليهم بنظره حاده، بدل أن يخافونه بدأو في استهزاء به، أحدهم قال بنبرة مستفزة:
ما هذه النظرة يا وجه الطفل الغاضب.
فك مايك السلسلة بدون تردد و ركض نحو الشباب الذين كانو يجلسون في الطرف الأيمن من السوق بل قرب من البقالة، عندما وصل مايك بل قرب منهم لوح بل لسلسلة نحو رأس الفتى، أصابت السلسلة رأسه بقوه منما جعل الفتى ينزف و يقع مغمى عليه، ثم اخرج المسدس و بدا مايك بل صراخ على الناس بغضب شديد قائلاً فيه:
سوف اقتلكم جميعاً ايها الحمقى الهمج،من انتم ها، أخبروني لستم إلا مجرد همج يعيشون في الصحراء الغربية العنة عليكم.
بدأ الشبان يشعرون بل خوف من مايك وما يفعل بهم، حتى امسك مايك واحدا منهم و أوقعه على الأرض و وضع مايك المسدس نحو رأسه و صرخ بغضب شديد قائلاً:
ما قميه حياتك ها، اخبرني.
ثم صرخ صرخه هزت ابدان كل رجل كان يراقب مايك قائلاً فيها:
أخبرني.
كانو الرجال الذين حاولوا التحرش بروز واقفين يراقبون بخوف شديد، و كأنهم عرفوا أنهم لو هربوا سوف يلاحقهم مايك، و يقتلهم جميعاً، كانوا يرتجفون من شده الخوف، ثم أطلق مايك النار على فخذ الفتى، و وقف بهدوء و نظر إلى الرجال وقال لهم بوجه غاضب و عيون حاقده:
انتم إن كنتم تريدون أن تبقون على قيد الحياة عليكم اخباري كم سجن مغيب تعرفون هنا.
اجاب أحدهم بصوت مستفز:
هل تحاول اخافتنا؟.
لكمه مايك بقوه شديدة على أنفه منما جعله يقطع على الأرض و أنفه مكسور و ينزف الدماء، ثم نظر مايك إلى البقيه وقال:
هيا اجيبو.
كانت روز تراقب مايك بحذر و خوف، فهمت في تلك اللحظات أن مايك لا يمكن أن تعبث معه أو حتى تنظر إليه بطريقة لا تعجبه، لكنها شعرت للحظه بل آمان و الحمايه، أما الناس من شدة ذعرهم هربوا عندما أطلق مايك النار على فخذ الفتى، بعد استجواب مايك للرجال اتضح انهم لا يعرفون شيئا، وهذا ما أغضب مايك بشدة، أطلق مايك النار على افخاذهم وقال و هوه يبتسم:
اياكم التحرش في النساء مرة ثانية.
أدار ضهره مايك لهم و هم ينزفون الدماء، وقال بصوت عالي:
روز، هيا لنذهب.
ذهب الاثنان بعدما اشتروا الطعام والماء و الحطب، ركبوا السيارة و انطلقوا نحو شرق الصحراء، في الطريق بينما مايك يقود السيارة، قال روز:
لما لم تأتي الشرطة عندما أطلقت النار هناك؟.
أجابها مايك:
على ما بيدو أن هناك إهمال كبير جدا في الأمن، اعتقد ان الدولة لا تعلم بوجود هولاء الناس.
حل الليل و توقف مايك في منتصف الصحراء نزل مايك و انزل الحطب و اشغل النار بل قرب من الإطار الخلفي للسيارة و جلس و أسند ضهره على الإطار،اخرجت روز الخبز و وضعت فيه بعض الجبن و قدمته لمايك، بدأو يأكلان، بينما هم يأكلون قالت روز:
لما انت دائما غاضب.
أجابها مايك بعيون باردة يملؤها اليأس:
لقد كنت دائما هاكذا.
لم تتكلم بعدها روز، لم تكن تحب أن تغوص أكثر في أعماق مايك كانت تعرف عنه أنه حزين لذا اكتفت بهذه المعرفه، في اليوم الثاني انطلق الإثنان حتى وصلوا إلى سجن في قلب الرمال كان هناك سجن عتيق مصنوع من الطوب الأصفر الذي يكاد يختفي بلونه بين كثبان الرمال المحيطة. يتكون السجن من طابقين، جدرانه عالية وقاسية، تظهر عليها علامات الزمن في تشققات صغيرة وتهالك بسيط. الجدار الخارجي، المصنوع أيضًا من الطوب الأصفر، يحيط بالمبنى كحارس صامت، تعلوه أسلاك شائكة متشابكة تضيف مزيدًا من الرهبة للمكان.
في الطابق الأول، توجد الزنازين ذات النوافذ الصغيرة ذات القضبان الحديدية السوداء، بالكاد تسمح بدخول شعاع من الضوء، بينما الطابق الثاني مخصص لمكاتب الحراس وغرف التخزين. الأبواب المعدنية الثقيلة تصدر صريرًا حادًا عند فتحها، ويملأ السجن صدى الخطوات في الممرات الحجرية الباردة.السجن يبدو وكأنه جزء من الصحراء نفسها، كتلة صامتة من الطوب والرمل، يلفه الهواء الحار ويعلوه غبار دائم. لا شيء يحيط به سوى صمت الصحراء ونظرات الشمس الحارقة، وكأنه عقوبة تمتد مع الأفق بلا نهاية، تسارعت نبضات قلب مايك ثم امسك قلبه، لاحضت روز الانزعاج الظاهر على وجه مايك، قالت روز:
هل انت بخير؟.
لقد صار وجه مايك شاحبا و بدأ مايك يتصبب العرق من جبينه، ثم قال بصوته المتوتر و كلماته المتقطعة:
لا أشعر بشعور جيد حيال هذا السجن.
كانت روز ايضا لا تشعر بل ارتياح من هذا السجن كأن هذه المره قد عثروا على شيء مشؤم اكثر من باقي السجون التي دخلو إليها، توقف الاثنان عند مدخل السجن و هذه المره كان من الواضح أن السجن مهجور تماما، وقف مايك عند الباب و لم يرى اي جثه و أي شيء بدى كل شيء قديم تماما،نظر مايك إلى روز وقال بوجه عبوس و كئيب:
كوني بل قرب مني، أن ابتعدتي لن استطيع تقديم الحماية لك.
عندما دخلوا من الباب الرئيسي للسجن نظرت روز إلى سطح السجن و لمحت شيء يتحرك بسرعه، لكن ضنت أنها تتخيل بسبب حراره الشمس، دخل الإثنان إلى قلب السجن و بدأو يفتشون في الزنزانات، كان المكان مضلم جدا و تنبثق منه رائحه كريهه جدا و كأنها رائحه كومه من الجثث المتعفنة، لم يجد مايك سوى هياكل عظيمه ترتدي ملابس قدميه، كانت هذه الهياكل متنوعه في أحجامها كانو اطفال و رجال بالغين،كانت مايك يراقب بعيون باردة يملؤها الحزن و الإرهاق، ثم قال:
انظري إليهم، موتى، مهما عمل الإنسان من عمل، او كسب المال الكثير في حياته أو أصبح حاكما لكل العالم، هذه هيه نهايته مجرد هيكل عظمي بدون فائدة، ما المعنى من العيش اذا كانت هذه النهاية للناس؟ ما المعنى من حياتي و حيات كل انسان؟.
أصيبت روز بل ارتباك و الدهشه ثم قالت بصوتها الخائف:
لا ادري.
قبل أن تكمل كلامها وقف شخص من الباب الذي اتو منه ، كان يحمل سكين و كان يرتدي ملابس سوداء و يغطي بها رأسه ثم وجهه، لم تظهر منه إلا عيناه، كان بيدو كطفل صغير، كان أيضا قصير القامة و في جسد فتاه، التفت مايك و نظر إلى الشخص وقال بصوت عالي محاولا بث الرعب في قلبه:
من انت ايها الانسه؟.
نظرت روز بقلق وقالت:
لما قد يحمل سكين مطبخ؟.
كان هذا الشخص يداه ترتجف، و كان يتنفس بسرعة و كأنه يعرف أن الموت يلاقي من يواجه مايك، ركض الشخص نحو مايك و بدأ في تلويح بل سكين نحو رأس مايك و بطنه محاولا قتله، لكن كان مايك اسرع من حركه يد هذا الشخص، ثم وجه مايك لكمة قوية نحو بطن الشخص، وقع الاخير على الأرض من شده تألمه، امسك بنطه و بدأ يتقيئ الدماء من خلف الثالم الذي يرتديه، ثم امسك بل سكين و وقف مره ثانية و بدأ بل تلويح مره ثانية، لكن هذه المرة كانت مختلفة كان يلوح بصعوبه شديدة و كأنه مجبر على الوقوف، كان من السهل على مايك تفادي هذه الظرابت، نفذ صبر مايك و اشتد غضبه، اخرج السلسله و ضرب بها ضهر الشخص بقوه،صرخ هذا الشخص باعلى صوته،ثم وقع على الأرض،لم يكن هذا الصراخ صراخ رجل بل كان فتاه صغيرة و بيدو من صوتها أنها اصغر من عشرون سنة، وهذا ما جعل مايك يفتح عينيه من شده الدهشة و ارتجاف شفتاه دعمت عيون مايك عند سماع صوت أخته مره ثانية، اقترب مايك بمن سارة بينما كانت على الأرض تتلوى من شدة ألالم و تبكي مثل الطفل المنهار، اقترب منها مايك محاولا مساعدتها، نظرت سارة بعيون حزينه بينما هيه تبكي وقالت:
انت اوصلتنا إلى هذه الحال، كل شيء بسببك.
بصوته المنهار و على حافه البكاء، قال مايك بكلامات متعثه و صوت مخنوق:
سارة، حبيبتي، ارجوكي.
صرخت سارة بقوه و هيه تبكي:
ابتعد.
لم يكمل مايك كلامه حتى وقع رجل على رأس مايك،ثم وقع مايك على الأرض من شده الألم، صرخت روز بذعر شديد:
مايك هل انت بخير!.
لم تكمل كلامها حتى قفز عشرون رجل من الطابق الثاني إلى الطابق الارضي،امسكو بروز و ثبتوها على الأرض، أما مايك وقف بسرعه و وجه ضربه في السلسلة على رأس رجل بقوه شديدة، لكن لم يستطع مايك المقاومة حتى ثبتوه على الأرض و هوه يصرخ مثل المجنون، كان مايك بحاله من الانهيار، كان يحاول تخليص نفسه من قبضه الرجال الذين يثبتونه على الأرض،لكن محاولاته بائت بل فشل،بدأو الرجال يركلون سارة و يضربونها أمام أعين مايك و روز،بينما كان مايك يصرخ بقوه و جنون و روز تبكي، كانت سارة تنزف الدماء من أذنها و أنفها، قد تكسرت أسنانها من شدة الركل و بدأت تتقيئ الدماء،كانت تنظر الى اخيها و هيه مغطاة بل دماء،في لحضه توقف الجميع عن ضرب سارة، و تنحو لرجل قادم لم يعرفه أحد إلا مايك و سارة، كان هذا الرجل هوه هانبل، كان هانبل يتمشى ببطئ و على وجهه ملامح وجه عابس و غاضب، ثم اخرج مسدساً و داس على وجه سارة وقال بصوته البارد المستفز:
هذه هيه نتيجه عصيان أوامر الذئب.
كان مايك يصرخ و يبكي بحاله من الانهيار و العجز أمام هانبل، أما سارة كانت تتنفس بصعوبه شديدة، و كأنها تلفض اخر انفسها، اكتفت سارة بل نظر الى اخيها بعيون يملؤها الحزن الشديد و الحسرة، في لحضه اتت رصاصت خاطفة اخترقت بطن سارة و رقبتها،في تلك اللحظة توقفت انفاس سارة و غادرت روحها بعيدا عن جسدها و معاناتها،اما مايك صرخ بقوه شديدة، ثم ضربوه الرجال على مؤخرة رأسه و أغمي عليه،و ايضا فعلو هذا الشيء مع روز،اكتفى هانبل بل نظر إلى مايك و سارة و أمر الجميع بل انصراف، غادر هانبل المكان مع جنوده، و بعد مرور ساعة آفاق مايك و اول ما نظر إليه هيه جثه أخته الصغيره،اقترب منها و وضع رأسها على حجره، نزلت دموعه على خديه، و ضاق صدره و بدأ يقول بصوت خافت و منهار:
لا لا لا لا.ثم صرخ بقوه و هوه بيكي قائلاً:
سارة، اختي.
ضم مايك رأس اخته المقتولة إلى صدرة و بدأ يقبل رأسها، و هوه منهار و يبكي مثل طفل رضيع، فقد مايك عالمه بل كامل.
ضل مايك عند جثه أخته الصغيره يبكي، بينما كان بيكي صرخ صرخه نابعه من قلبه تعبر عن غضبه و حقده قائلا فيها:
هانبل!.
أما ماركو و داني و الكثير من الثوار قد وصلوا إلى العاصمة، عند دخولهم علت صرخاتهم بشعارات يطالبون بها بل حريه و استرجاع الوطن،فور وصولهم وصف القصر الرئاسي والمنطقة المحيطة به،القصر الرئاسي يقف شامخاً وسط ساحة واسعة، مبني من الحجر الأبيض الذي يعكس أشعة الشمس في النهار ليبدو كأنه مشع. يتميز بتصميم معماري كلاسيكي مع أعمدة ضخمة عند المدخل الرئيسي، ونوافذ مستطيلة مرتبة بدقة، يعلوها إطار مزخرف. فوق السطح، يرفرف العلم الوطني الذي كان شكله احمرا من الجزء العلوي و من الجزء السفلي ابيضا و يحمل شعار قمر اخضر و من الجزء السفلي كان أسودا مخططا بل بياض، محاطاً بنقوش وأعلام صغيرة تضيف مزيداً من الفخامة،المنطقة المحيطة بالقصر عبارة عن ميدان واسع محاط بأشجار النخيل والزهور المزروعة بعناية، ما يمنح المكان رونقاً طبيعياً. تنتشر في الأطراف بعض النوافير التي تنبثق منها مياه زرقاء صافية، وصوتها يضيف هديراً هادئاً إلى المكان. الساحة مرصوفة بالبلاط الأنيق، وتنتشر أعمدة الإنارة البرونزية ذات التصميم الكلاسيكي لتضيء المكان ليلاً.
وقف ماركو أمام القصر و جلب له أحدهم كرسي مصنوع من الخشب وقف ماركو عليه و بدأ يتكلم بمكبر بصوته الثوري و الغاضب:
من اليوم يا اخواني سوف يتغير كل شيء، من اليوم سوف نغير مستقبل اطفالنا و شعبنا.
هتف جميع المتظاهرين بحماس كبير،فب ناحيه الذئب كان يراقب الاخبار في غرفته،رأى الذئب مضاهرات،عندما رأى هذا الجمع الكبير قال ببرود غير مبالي:
مراهقين حمقى سوف يتم قمعهم و قتلهم.
أما في منزل ميرجو، كان ميرجو يشاهد التلفاز هوه و ماريا، حتى رأئت ماريا ماركو وقال بدهشه:
هل هذا ماركو!؟.
نظر إليها ميرجو و هوه مستغرب من ما قالت،ثم قال لها:
ماركو؟.
أجابت ماريا بنبرة تملؤها الدهشه:
أجل، ماركو صديق ابني مايك في المدرسة لست اذكر ان كان في الابتدائيه او الثانوية.
أجابها ميرجو بصوته الغير مبالي و جهه العبوس:
يستحسن أن تصلي له الان،سوف يقتل هوه و رفاقه.
لم تفهم ماريا مقصد ميرجو لكنها لم تكن مطمئنة أيضاً، حل الليل و ما زال المتظاهرين واقفين أمام القصر الرئاسي و يهتفون و يصرخون بقوه من أجل الحريه،بينما ماركو كان واقفاً بين الحشود الكبيرة سمع من بعيد صراخ رجل لكن هذا الصراخ لم يكن صراخا عاديا لرجل يهتف بل كان صراخ رجل يحتضر، بدون سابق انذار نزل عليهم وابل كبير من إطلاق النار على المتظاهرين، داني و ماركو كانا مرعوبين جداً، لاذ جيمعهم بل فرار و كان ماركو واقف وسط الحشود البشرية يتدافع، تم ضربه و وقع ايضا و داسو على رأسه و سكرت يده اليمنى،وقف بصعوبة شديدة و هوه يصرخ بقوه قائلاً:
انتظروا، ابقو أنها مجرد رصاص مطاطي غير حقيقي.
لم يكمل كلامه حتى رأس جثث شباب بعمر السابعه عشر مددين على الأرض و الرصاص مخترق رأوسهم و أجسادهم، استمر إطلاق النار الشديد، على الشباب، أصيب داني في صدره في الجه اليمنى، وقف بصوه و هوه يركض و يصرخ من شده ألمه، بينما كان يتدافع داني بين الحشود من أجل سلامته لمح بطرف عينه ماركو، كان واقفا متجمدا مكانه لا يعرف ماذا يفعل،كان ماركو في حاله إنهيار، ركض داني نحوه ثم امسك بماركو و صفعه بقوه على وجهه و صرخ داني بصوته الغاضب قائلاً:
احمق، دعنا نذهب سوف نكمل الاحتجاج لاحقاً، هيا.
ثم جر داني ماركو و هرب حاولوا الهروب، بينما ماركو يركض كان يلتفت يمينا و يساراً و يرى الشباب يقعون واحدا تلو الآخر و تتفجر رأوسهم،صرخ ماركو في أعلى صوته معبرا عن انهياره قائلا:
لماذا.
كانوا الشباب و الكبار يقتلون واحدا تلو الآخر و هم لم يفعلوا شيئا إلا مجرد أن تضاهرو من أجل حقوقهم من أجل منحهم الأمان الذي قد حرم عليهم منذ عشرات السنين.

الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن