افصل الواحد و العشرون

41 4 0
                                    

لؤلؤه البحر الاحمر في ليله باردة يملؤها الظلام الكئيب،كان مايك مغمى عليه في الغرفة،افاق مفزوعا،تلفت مايك عن يمينه و يساره و كأنه حاول فهم ما يحدث من حوله ،قد أسند ضهره على الحائط بينما هوه جالسا،كانت ملامح وجه مايك بارده و خالية من المشاعر  كان يع...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

لؤلؤه البحر الاحمر
في ليله باردة يملؤها الظلام الكئيب،كان مايك مغمى عليه في الغرفة،افاق مفزوعا،تلفت مايك عن يمينه و يساره و كأنه حاول فهم ما يحدث من حوله ،قد أسند ضهره على الحائط بينما هوه جالسا،كانت ملامح وجه مايك بارده و خالية من المشاعر  كان يعيش في قاع الاحزان و اليأس،و للحظه دخلت روز دون أن تطرق الباب و نظرت بعينيها المنسكره إلى مايك اليأس البائس،لم يرق لروز حال مايك و جلست بل قرب منه محاوله التخفيف عليه،وهذا ما جعل مايك يتكلم بصوت شاحب و بارد منعدم الحياة:
هل اكملتي تغسيل امي من الدماء؟.
اجابات روز دون أن ننظر إلى وجه مايك بنبرة هادئه و حزينه مثل رياح الشتاء:
أجل، لقد غسلتها و جعلتها نظيفه الان هيه في الغرفة.
ثم قال مايك:
هل كان على جسدها جراح؟.
أجابت روز قائله:
بعض الكدمات.
وضعت روز يدها الناعمه على يد مايك وقالت بعطف بينما تنظر الى وجهه البائس:
مايك،انا اسفه لما حصل ليتني كنت أكثر فائدة معك.
كانت عينين روز تلمع مثلما تلمع الجوهره،ابعد مايك يده عن روز نظر لها بعيون تحكي حكايه المئساة التي يعيشها، عيون باردة و كئيبة ثم قال:
ليس ذنبك.
لاحظت روز الحاله التي يمر بها مايك،لم يكن يتكلم كثيراً و كأن مايك قد سحبت منه الروح المتبقية فيه،ثم قفت روز عند الباب وقالت بتردد و خجل:
أن كنت تريد مني البقاء معك هذه الليلة.
أجابها مايك بوجه عبوس بنبرة غير مهتمه:
لا اغلقي الباب و اخلدي للنوم.
كانت روز تحاول أن تساعد مايك بكل الطرق، كانت تهتم بل رجل الذي حماها و جلعاه اكثر شجاعه أثناء رحتلهم،شعرت في شيء داخل قلبها الاول مرة لم تشعر به طوال حياتها اتجاه اي احد،لقد كان شيئا من الانجذاب او الحب،لم تفهم حينها حقيقه ذالاك الشعور إن كان حب او شفقه على حال ذالاك البائس،
عند حلول الصباح، توجه مايك نحو غرفه أمه خل عليها دون أن يطرق الباب، رأها جالسه على الأرض و تضحك مثل الطفلة الغبية،امسك مايك يد أمه بمراره و أخرجها من الغرفة، قد جهز مايك جميع الاغراض داخل السيارة و الان هوه مستعد للذهاب، عندما وصل للباب الذي سوف يخرج منه استقبله ميرجو عند الباب هوه و روز، نظر إليهم مايك ببرود وقال بصوت بارد و منخفض:
الوداع.
ابتسمت روز بمرارة و عانقت مايك و قبلته على خده الأيمن وقالت بنبرة متأثره و عيون دامعه:
الوداع.
أما ميرجو كان ينظر إلى ماريا بعينين مليئه بل حسرات،و وجه شاحب،نظر ميرجو إلى مايك وقال بصوت صارم و حاد:
مايك، أن رئيتك مره اخرى سوف اقتلك.
نظر مايك إلى ميرجو بكل استحقار و برود وقال:
لا بأس دعنا نرى من سوف يقتل الآخر.
الكلام الذي دار بين ميرجو و مايك جعل روز تستشيط غضباً، و قالت بنبرة حادة مخاطبة ابيها:
ابي، يكفي هذا الكلام.
خرج مايك من المنزل و وضع أمه في المقعد الامامي بجانب السائق،و قبل أن يركب السيارة لحقته روز و اقتربت منه وقالت بخجل:
مايك توقف!.
نظر لها مايك وقال:
ماذا؟.
كانت روز تحمل في يدها حقيبه من الظمادات و الادويه، وقالت لمايك:
اعتبر هذه الحقيبه هديه مني إليك.
مد يده مايك و اخذ الحقيبه وقال بعطف، و ملامح رجل على وشك البكاء:
انا اسف،اتمنى لو كانت علاقتنا افضل بكثير.
ابتسمت روز وقالت:
ربما نلتقي مستقبلا و تكون علاقتنا افضل.
ابتسم مايك ابتسامه بلا روح وقال:
الى اللقاء.
غادر مايك منزل ميرجو و توجه نحو مدينة كوراكو،اثناء الطريق التفت مايك إلى أمه التي كانت تدمدم في اشياء لا يفهما مايك قال لها بصوت منكسر:
امي،حبيبتي سوف اجد طبيب يعالج حالتك،ان كنتي تسمعين او تفهمين،انا اسف اسف عندما خنقتك في يدي.
كان رد ماريا بل ضحك الهستيري،لم تكن تفهم كلام ابنها،لقد فقدت عقلها بل كامل أصبح عقلها مثل طفله مجنونة،و بعد دقائق صرت ماريا صرخه مدوية بثت الرعب في قلب مايك،ثم هجمت عليه و هيه تخربش وجهه و تحاول خنقه مثلما خنقها،صرخ مايك بهلع بينما الدموع كانت تجري من عينيه، ثم داس مايك على الفرامل بقوه من ما صدم رأس ماريا في الزجاج و قفدت الوعي، بعد حدوث هذا الأمر بلحضات فتح مايك باب السيارة و وقع على الرمال،كان ينظر بفزع و الدموع كانت تجري من عينيه،مسح مايك دموعه و اخرج من صندوق السيارة حبلا و ربط ماريا بل مقعد لكي لا تتحرك،ثم ركب السيارة و اكمل طريقه،افاقت ماريا عند الظهيرة و نظرت إلى مايك و قالت بصوت عالي و منهار و هيه تبكي:
اريد اريد.
كانت هذه الكلمات من كل زلزال الذي شقق قلب مايك،لم يكن يستطع تحمل كلامات أمه كانت أنفاسه تضيق شيئا فشيئا كان يشعر و كأن الكون بأكمله قد صار فقص ضيق بل يستطيع التنفس به، ماريا استمرت في تمتمه هذه الكلمات لكن بعد ساعه قالت بصوت عادي جدا و طبيعي و كأنها استعدادات وعيها:
قبل سنين طويل، كنت فتاه قاصرة بعمر الثانية عشرة،دخل ابي و اغتصبني بعدها بليله دخلت عليه و في يدي سكين حاد من المطبخ ثم وضعت ذالاك السكين في حنجره أبي،في لحضات موته كان ينظر لي و في عيونه صدمة قد هزت بدني،لقد كان فمه مفتوح بل كامل كانت الدماء تتدفق من فمه و حنجرته بينما كان يحاول التقاط انفاسه مثل قطعه قد شق رأسها، عشت مع امي كانت تتاجر بل مخدرات،تم قتلها تم قتلها،اما اختي قد عملت كعاهره، بعد سنين تزوجت بذالاك الاخرق.
لم يكن مايك يتوقع أنه سوف يصدم بهذه القوه،
ثم رجعت ماريا تصرخ و تضحك و تهذي مثل العاده، لكن سرعانما رجعت للكلام وقالت بشكل سريع و عالي:
ابي قتل اختي، امي قتلت ابي، امي ماتت.
ثم صرخت قائله بصوت مجنون:
ابي ابي ابي امي.
ثم صرخت في أعلى صوتها:
مايك.

الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن