هانبل

31 3 0
                                    

خرج هانبل من قصر الذئب و كانت عينينه منكسرتين و وجهه كئيب نظر إلى السماء و كانت السماء مليئة بالغيوم و على وشك أن تمطر، ذكرته السماء ما حدث له قبل عشر سنين: في ليلة ممطرة و كئيبة كان هانبل يرتدي معطف طويل من جلد اسود و يطرق الباب على الجيران بقوه ...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

خرج هانبل من قصر الذئب و كانت عينينه منكسرتين و وجهه كئيب نظر إلى السماء و كانت السماء مليئة بالغيوم و على وشك أن تمطر، ذكرته السماء ما حدث له قبل عشر سنين: في ليلة ممطرة و كئيبة كان هانبل يرتدي معطف طويل من جلد اسود و يطرق الباب على الجيران بقوه شديدة، لم يكن احد يفتح له رغم قوه ضربه للباب، استمر يطرق الباب على منزل رجل غني جدا، فتح الرجل له وقال ببرود:
ماذا تريد؟.

قال هانبل بنبرة منهارة و بعينين يملؤها اليأس:
سيدي احتاج بعض المساعدة ابني سوف يموت ارجوك ساعدني ببعض المال و إن كان قليل.

قال الرجل ببرود و غضب شديد:
كم مرة علي أن اخبرك أن تذهب،لمَ قد اساعد رجل يعمل في موقف سيارات لِمَ قد اساعد رجل فشل في إنقاذ ابنه ماذا سوف يقدم ابنك للمجتمع يا ترى؟ مجرد فاشل، من الأفضل أن يموت.

كان هذا الرجل الغني متكبرا و حقيرا جدا، كان يرى أن الناس الفقراء أقل منه من جميع النواحي هذا هو حال الكثير من الأغنياء مجرد حمقى جشعين و متكبرين على الناس يرون أن الناس أقل منهم قيمه في جميع النواحي و يظنون أن المال هم من وجوده لا يؤمنون أن الله من رزقهم بذلك المال.
في تلك اللحظة شعر هانبل بغضب شديد، و شعر بالذل الذي لم يشعر به طيلة حياته، وقال بنبرة متهجمه:
تقول فاشل و ماذا على المال الذي تنفقه على العاهرات و شرب الخمور ايها الرجل الحقير الفاشل.

شعر ذلك الاحمق الغني بنفاذ الصبر، صرخ قائلا:
تطرق داري و تطلب مني ان اساعدك؟.
هم الاحمق الغني على هانبل، بدؤا في الشجار، وجه هانبل لكمه قويه نحو وجه الرجل لكنها كانت لا شيء في الواقع، امسك الرجل هانبل من شعره و بدأ يضربه بقوه شديدة، ثم حمله و رماه في بركه قذرة من الوحل، دخل الاحمق للمنزل وقال قبل أن يغلق الباب بنبرة حادة:
اتمنى ان ترى ابنك يموت و انت عاجز.

في تلك اللحظة شعر هانبل بغضب شديد و حزن عميق وقال بنبرة مبحوحه و متألمه:
الذل.
و بدأ بالبكاء و هو منهار و :
الذل، اللعنة لقد وضعت عمري و حياتي على المحك من أجل هذا البلد اللعنه.
و كيف لا لقد كان قريب من الموت، هوه من شارك في شبابه في حروب كثيره جدا من أجل إنقاذ شعبه، و ذهب للحرب بل رغم عنه تم تجنيده بشكل اجباري، قتال لمدة عشر سنوات و تم تسريحه عندما صار عمره بل خامسه و العشرون ،و كان هذا سبب فشله في حياته.
قبل شهر من هذه الحادثه كان هانبل يتمشى في الشارع و يرتدي ملابس عاديه تماماً، و يتمشى بهدوء و على وجهه ابتسامة عريضة، حتى وصل للمنزل الذي يعيش فيه بل قرب من جيرانه الاحمق، طرق الباب بأدب و فتحت الباب زوجته نير و عندما رات زوجها ابتسمت بعطف وقالت:
يبدو عليك التعب يا ابي.

الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن