الفصل الثامن "انتكاسة"

42 4 10
                                    

~~~~~~~~~~~~~~~~
لم يخذلني أحد, أنا من خذلت نفسي عندما راهنت على أنهم أوفياء
~~~~~~~~~~~~~~~~
جاء مبكرا هذه المرة, لقد أجهده ذلك المريض بحق فلم يعد قادرا على إكمال عمله. دلف الى ردهة البيت و هو يعلم أن المنزل قد يكون فارغا؛ فاليوم سيحضر "رضوان" مؤتمرا بإحدى الدول الأوروبية, و زوجة والده لديها مقابلة توظيف بشركة مستحضرات تجميل شهيرة, أما عن أخاه فهو و كعادته يقبع بحانة أو ربما بمكان أقذر...

فكر قليلا في أين قد تكون أخته, هي الوحيدة التي لا يعلم مكانها لذا قرر الاتصال بها. ذهب الى غرفته و بدل ملابسه بأخرى مريحة ثم عاد ليجلس بغرفة المعيشة ممسكا بهاتفه ليتصل بأخته, لكنه سمع النغمة تأتي من غرفتها فعلم أنها لم تخرج منها حتى الآن فقرر النهوض و التحدث معها قليلا...

دق باب حجرتها لكن لا رد, دق مرة أخرى لكن لا رد مجددا فتجرأ و فتح الباب ببطئ ناطقا باسمها ليجد أنها ليست في الغرفة من الأساس و يبدو أنها خرجت و نسيت هاتفها و لكن لزيادة الحرص قرر الاتصال بوالده عله يعلم أين هي..

-ألو

-أيوة يا بابا

سعد "رضوان" لسماع صوت ابنه لكن هذا لم يمنع أنه ارتاب من هذا الاتصال ليجد ابنه يسأل:

-بابا أفنان مش في البيت و ناسية موبايلها متعرفش ممكن تكون فين؟

يا إلهي لقد نسى موضوع ابنته تماما, لابد أنها تعاني الآن في الظلام و خصوصا أنها لم تتناول شيئا منذ الصباح فقام بإعلام "مراد" بمكانها ليتفاجأ بشدة و قبل أن يتساءل انقطع الخط, فركض مسرعا حيث قال والده ثم فتح الباب و نزل السلالم مسرعا ليجدها مستلقية على الأرض و الدماء تتناثر من حولها, مشهد ذكره بوفاة والده حين رأى الدماء من حوله.

نفض تلك الأفكار عن رأسه و ركض متوجها إليها ثم ضربها على وجهها بخفة ليجدها تفتح عيونها بوهن غير قادرة على التحدث, رآها ممزقة الثياب فعلم فورا ما حل بها.

حملها راكضا بها الى أقرب مشفى, لتؤكد له الطبيبة ما ظن عندما رآها و حين سمحت له بالدخول إليها وجدها نائمة, فأقسم بالثأر لها من ذلك الوغد, أقسم أن يريه أشد أنواع العذاب, ليذوق جزءا صغيرا مما ستعانيه تلك المسكينة لاحقا...
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

فاق من شروده على صوت "نجوى" و هي تناديهم ليروا "جاسرًا" بعدما استيقظ. نظر "مراد" لوالده نظرة خاطفة يفكر في ماذا سيفعل لو علم بما حصل لابنته بسبب ما فعله هو...

صعد الجميع الى حيث يقبع "جاسر" عدا "رضوان" الذي ذهب لأحد الأطباء المسئولين للاطمئنان على حالة ابنه, صعد "مراد" مسرعا لكي يرى أخته لكنه لم يجدها و لم يلبث أن يسأل عن مكانها إلا و سبقته "نجوى" قائلة:

و يبقى الألمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن