الفصل التاسع "ماجستير"

37 4 7
                                    

~~~~~~~~~~~
الرسائل هي الشعور الأول
~~~~~~~~~~~
-يلا عشان تاكل يا حبيبي
أمسك "جاسر" شعره بملل و تحدث مبتسما بيأس:
-يا ماما أنا بقيت باكل أكثر ما بتنفس
اقتربت "نجوى" من السرير و وضعت صينية الطعام أمامها و أمسكت بقطعة من الدجاج و أدخلتها عنوة في فم "جاسر" قائلة بحنان:
-و ماله يا عمري لما تاكل و تتغذى, دة أنت واخد رصاصة مش واقع على رجلك
ضحك "جاسر" بقوة و هي تحاول إدخال ملعقة عملاقة من الأرز لفمه و تحدث بصعوبة و هي يمضغ الطعام:
-يا ماما..و الله ما ق...
زجرته "نجوى" مقاطعة و هي تمسك يده التي تحاول منعها من إعطائه الطعام:
-أسكت بقى و خليني أعرف أأكلك
بينما في الخارج وقفت "أفنان" تبتسم بقهر و سخرية, لقد مرت بأحداث كثيرة مشابهة لتلك, لكنها لم تحظ بمثلها و لا مرة, آثرت عدم البكاء, لقد بكت كثيرا حتى جفت عيناها و لم يغير هذا من مجرى حياتها شيئا, صعدت درج منزلهم حتى وصلت لغرفتها و بدلت ثيابها لأخرى مريحة بعدما عادت لتوها من عند طبيبها النفسي, لم يغير حديثها معه شيء, و لم تتأثر نفسيتها حتى بعد تلك المرات التي ذهبت بها, ربما لأنها لم تقضِ سوى ثلاث أو أربع جلسات لكنها شعرت بأنها لن تستفيد شيئا بذلك العلاج الذي لا يجدي معها نفعا, لقد قضت قبلا أربعة أشهر بالمصحة النفسية و لم تتعالج, تحدثت مع العديد من الأطباء و ذهبت لمدربين نفسيين أو من يعرفون بــ"life coach" و لم تستفد منهم أيضا, يبدو أنه بجلوسها هنا لن تتعالج مهما فعلت, قررت الذهاب للطبيب الأسبوع القادم لآخر مرة و بعدها تحاول الانشغال في أي شيء غير أن تحاول أن تتعالج نفسيا مجددا. استلقت على السرير و وضعت يديها خلف رأسها و سافرت بذاكرتها لتتذكر ما حدث معها صباح اليوم... ______________
دلفت الى غرفة الطبيب و جلست على الكرسي الخاص بالمرضى ليرفع الآخر عينه عن الكتاب الذي كان يقرأه و وضعه جانبا ثم نظر لها بمعنى أن تبدأ حديثها.
-مش حابة حاليا إني أتكلم عن الشخص اللي قلت عنه المرة اللي فاتت على الأقل دلوقتي, لكن هحكي عن حد تاني اسمه داوود أمين المصري, كان ابن مدير الكلية اللي كنت فيها, الولد دة كان معروف عنه شخصيته المقرفة, و إنه عيل فاشل ملهوش في التعليم, كان بينجح بواسطة أبوه, بالرغم من دة كان كل البنات اللي في الكلية يتمنوا نظرة منه, بس أنا كنت مختلفة. كنت مركزة على تعليمي أوي و كان نفسي أبقى معيدة في الجامعة و مكنش في دماغي حب و لا كلام من دة, كان عندي واحدة صحبتي اسمها سلمى كانت بتحب داوود جدا, حذرتها منه كتير بس مسمعتش كلامي, و في يوم جت لي البيت بتعيط و بتقول إنه داوود معاه صور ليها و بيبتزها بيهم, ساعتها اتنرفزت و تاني يوم رحت هددته إني هبلغ عنه و إني هرفده هو باباه من الكلية, ضحك, ضحك أوي, و قال لي لو مش عايزاني أقضي على مستقبلك تحطي جذمة في بوقك.. _________________

صرخت بوجهه بكل ما أوتيت من قوة:
-أنت ايه يا أخي حيوان؟ بتبتز بنات الناس بصورها!! و كل دة ليه؟ عشان تخليهم يعملوا اللي أنت عايزه
ابتسم لها بتهكم و تحدث بلا مبالاة:
-أنتِ مالك, كنتِ محامية أبوهم؟
أماءت برأسها إيجابا ثم تحدثت بسخرية:
-لا الظاهر بقى إن قلبك جامد, و مش خايف أبلغ عنك ضحك بشدة ثم باغتها بإمساكه ذراعها بقوة جعلها تتألم و همس في أذنها بفحيح مرعب:
-طب فكري تعمليها, و ساعتها ابقي قولي على نفسك يا رحمن يا رحيم
_______________

و يبقى الألمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن